خاص العهد
اردوغان يستخدم ورقة اللاجئين لصالح الانتخابات
دمشق - علي حسن
بعد سنوات من الاستخدام المستمر لورقة اللاجئين السوريين اتخذ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قرارًا مغايرًا لنهجه المعتمد بحقهم وأعلن عن رغبته بإعادة مليون ونصف مليون لاجئ سوري من أصل ثلاثة ملايين ونصف الى الشريط الحدودي الذي تحتله تركيا "طواعية" حسب زعمه وذلك بعد اطلاقه مشروع مدن الطوب لاسكان اللاجئين في ثلاث عشرة بلدة ومدينة سكنية تمتد من جرابلس غربًا وحتى راس العين شرقًا.
وقد أوفد اردوغان وزير داخليته سليمان صويلو الى مدينة سرمدا التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها لتدشين هذا المشروع. وبذلك يكون اردوغان قد ختم تاريخًا طويلًا يمتد لعمر الأزمة السورية من العزف على معاناة اللاجئين السوريين والمتاجرة بآلامهم.
للانتخابات التركية دور كبير في السياسة الجديدة
المحلل السياسي ابراهيم أحمد رأى أن القرار التركي مرتبط باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التركية ورغبة اردوغان بالفوز بولاية ثالثة حيث باتت ورقة اللاجئين السوريين عبئًا على كاهله بعد أن استخدمها في ابتزاز الأوروبيين الخائفين من تدفق اللاجئين اليهم واستخدم قسمًا منهم كمرتزقه في حروبه الخارجية "ليبيا - اذربيجان وغيرهما من الدول"، خاصة في ظل تصاعد مشاعر الكراهية ضد السوريين في تركيا، وكان آخر تلك المظاهر الاعتداء بالضرب على ثلاثة فتيان سوريين بالامس بالاضافة الى العديد من الحوادث المشابهه والتي باتت روتينية مع تزايد الصعوبات الاقتصادية وتحميل الاتراك للسوريين جزءا من مسؤولية التدهور الاقتصادي من خلال منافستهم للأتراك على فرص العمل بأسعار زهيدة. لذلك وبحسب أحمد فإن اعلان اردوغان هذا قد يقلل من نقمة شريحة واسعة من الاتراك تجاه سياسته التي طالما انتقدها معارضوه.
المشروع يستهدف تشريع جبهة "النصرة" والاعتراف بها
الأحمد اعتبر أيضًا أن المشروع السكني هذا يستهدف الاعتراف بجبهة "النصرة" بزعامة ابو محمد الجولاني وتبدو دلالات ذلك من خلال اختيار سرمدا لتدشين المشروع وهي المعقل الرئيسي للتنظيم الارهابي المذكور خاصة وأن هذا التنظيم يحاول تبديل جلده من خلال التغيير المستمر لاسمه والظهور الأخير لزعيمه في أسواق ادلب بين الناس تحت حماية أمنية مشددة ومن خلال ارتدائه البدلات الأجنبية لكي ينسى الجميع ارتباطه العضوي بتنظيم "القاعده" والجرائم الرهيبة التي ارتكبها بحق السوريين فيبدو التنظيم وكأنه يساهم في اعادة اللاجئين السوريين وفي اظهار الحياة المدنية في مناطق سيطرته.
للمشروع أهداف أخرى
ووفق أحمد فإن اردوغان يريد أيضًا من خلال هذا المشروع تأكيد سيطرته على الشريط الحدودي في سوريا من خلال ايفاد وزير داخليته وكأنها منطقة ضمن الاراضي التركية واظهار انه وسع نفوذ تركيا أمام الناخب التركي كما أن له أهدافًا لا تقل أهمية وهي احداث تغيير ديمغرافي في المناطق الحدودية وابعاد المواطنين السوريين الكرد عن الحدود لصالح تجمعات سكانية موالية لاردوغان ولا تشكل خطرا على الحدود، الا أن هذا المشروع يصطدم بعوائق كبرى أهمها الانفلات الأمني الكبير في تلك المناطق نتيجة تعدد الفصائل الارهابية والصراعات الدائمة فيما بينها والتي يقع السكان المدنيون ضحيتها بشكل دائم.