خاص العهد
المقعد الماروني.. وكرامة طرابلس
محمد ملص
تعيش دائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية – الضنية) حالة من الركود الانتخابي، والذي يكاد يبعد الدائرة الأشد سخونة عن الأجواء الانتخابية. وحده المقعد الماروني في طرابلس، هو ما يشعل نيران المعركة. وما يزيد من سخونتها، كون المنافسة هي بين أبناء مدينة الشهيد الرئيس رشيد كرامي و"القوات اللبنانية".
هي المرة الأولى التي يجرؤ فيها حزب "القوات اللبنانية" على تقديم مرشح علني له في طرابلس، حيث خرج سمير جعجع وأعلن أن المرشح عن المقعد الماروني في الدائرة الثانية هو "إيلي خوري"، والمتحالف مع لائحة الوزير السابق اشرف ريفي. ظن جعجع حينها، أن "القوات" التي باتت تقتات على المال الخليجي وتحديداً السعودي، أصبح بامكانها أن تقلب آراء الطرابلسيين أو أن تغير في معتقداتهم ومواقفهم الوطنية، والتي ما زالوا ثابتين عليها، وهم، في ظل أصعب الظروف السياسية التي عصفت بالمدينة، لم يرضخوا لكل الاغراءات، ولم يضحوا بدماء الرئيس الرشيد.
وحسب ما يكشف متابعون للمعركة الانتخابية في دائرة الشمال الثانية، فإن معظم المقاعد (البالغ عددها 11 مقعدًا) باتت شبه محسومة، وأن الأسماء الناجحة أصبحت شبه معروفة أيضًا، فيما تشير مصادر، إلى أن المنافسة الأكثر سخونة ستكون على المقعد الماروني لمدينة طرابلس، كون المعركة تنحصر بين نجل النائب السابق جان عبيد، سليمان عبيد، والمرشح على اللائحة المدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي، وبين مرشح "القوات اللبنانية" ايلي خوري.
كيف ستدور المعركة؟
تدخل "القوات اللبنانية" المعركة الانتخابية مدعومة ومدججة بأموال انتخابية طائلة، وهي بدأت منذ أشهر باستخدام المال الانتخابي في دائرة الشمال الثانية. وفيما تشير المعلومات الى أن معركة "القوات" الأساسية هي في ايصال المرشح ايلي خوري عبر تأمين حاصل انتخابي اضافي للائحة ريفي وبالتالي ضمانة نجاحه إلا أن حسابات "القوات" الانتخابية اصطدمت بثبات سياسي وشعبي طرابلسي، يؤكد أن معركة المقعد الماروني هي معركة كرامة طرابلس.
معلومات خاصة لموقع "العهد" الاخباري كشفت أن هناك شبه اجماع بين مختلف القوى السياسية في طرابلس على عدم السماح للقوات اللبنانية بتحقيق طموحها والدخول الى طرابلس عبر المقعد الماروني، اذ تشير التفاصيل الى أن الماكينة الانتخابية التابعة للرئيس نجيب ميقاتي ستعمل بكل مكوناتها على اعطاء الصوت التفضيلي لصالح المرشح عبيد، لسببين: الأول أن هناك قرارا لدى الرئيس ميقاتي بعدم التخلي عن المقعد الماروني، من باب الوفاء للنائب الراحل جان عبيد، أما السبب الثاني، فيتمثل بحساسية الحضور السياسي الطارئ للقوات في طرابلس، وهو ما يجمع عليه جميع سياسيي طرابلس باستثناء ريفي المتحالف معهم. فيما يتلاقى مناصرو "المستقبل" وكل من النائب جهاد الصمد وفيصل كرامي، ضد "القوات" ما يشكل تكتلًا سياسيًا كبيرًا سيساهم بقطع الطريق أمام مرشح "القوات" ايلي خوري.
لا شك أن معركة طرابلس لن تكون بالأمر السهل، إلا أن الاكيد أن المدينة التي رفعت شعار "لن نسامح ولن ننسى" وفاءً لرئيسها الشهيد رشيد كرامي، لن تسمح بأن يخرق جدارها من تورط باهراق دماء اللبنانيين.