معركة أولي البأس

خاص العهد

المناورة الإسرائيلية الأكبر.. "مركبات" من هواء وفراغ!!
12/05/2022

المناورة الإسرائيلية الأكبر.. "مركبات" من هواء وفراغ!!

حسن شريم

درع الشمال، جونيبر كوبرا، بحر الغضب، السّهم القاتل، مركبات النار أو شهر الحرب... هي أسماء المناورات الإسرائيلية، الضخمة في التعبير والفارغة من المضمون. سعيهم وجهدهم انعكسا عجزًا في ميدان الدفاع عن أنفسهم على الجبهات ولا سيما على حدود غزّة ولبنان، وضعفًا في سد طعنات المقاومين في الداخل.
 
ومع انطلاق المناورة الأخيرة للعدو الإسرائيلي "مركبات النار" والتي تعتبر الأكبر في تاريخ الكيان المحتل، يقدم الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط مقاربة مسهبة حول دلالات هذه المناورة، فيقول لموقع "العهد الإخباري" إنَّ "هذه المناورة وفقًا لطبيعتها وما تسرّب عن مضمونها تختلف عمّا عداها من مناورات العدو الإسرائيلي، فهي تعتبر الأولى من نوعها لأنها تتميّز بعناصر ثلاثة:

- العنصر الأول من حيث المكان وترقّب الجبهات التي ستُفتح، ففي هذه المناورة ارتقاب لفتح جبهات شاملة في الجنوب والشمال والوسط، وبالتالي تحاكي بهذا المعنى مفهوم الحرب الشاملة مع تركيزها على جبهة الشمال لأنها هي الجبهة الأقصى بالنسبة للعدو دون إهمالها للجبهة المستجدة بالداخل وفي الوسط وطبعًا مع الجبهة التقليدية في غزّة.

- العنصر الثاني هو مدّة المناورة، فمناورات العدو الإسرائيلي تستغرق عادة ما بين أسبوع إلى أسبوعين لتمكّن الجيش من التمرس على حرب الأسابيع السبعة أي 49 يومًا.

أما هذه المناورة، يضيف حطيط، فقد عُدَّت لأن تكون لأربعة أسابيع، يتغير في كل أسبوع نوع من أنواع الأهداف وطبيعتها، لتمكّن العدو الإسرائيلي من العمل لمدة 14 أسبوعًا، وهذا يعني أن العدو بدأ يحسب حسابًا للمتغيّر الاستراتيجي الذي نزل به وهو عجزه عن حسم المعركة في توقيت يحدّده هو وبات عليه أن يعمل بفكرة أن الحرب قد تمتد لثلاثة أشهر لذلك ننتقد هذه المسألة.

- العنصر الثالث هو شمولية الأسلحة المعتمدة، وهذا الأمر يُظهر أنَّ العدو الإسرائيلي حشد لهذه المناورة ما يشبه التعبئة العامة من ناحية أصناف الأسلحة وللتقاطع في ما يسمى بالدفاع عن الجبهة الداخلية، وأيضًا هذا أمر جديد.

وبحسب حطيط، هذه المناورة جديدة في طبيعتها مركزة في نوعيات أعمالها العسكرية، طويلة المدى، ذات طبيعة دفاعية في جزء منها وتنقلب إلى هجومية في جزء آخر.

ويضيف حطيط "بالنسبة لتدحرج المناورة ووصولها إلى أهداف تبتعد عن التدريب فهذا أمر ينبغي أن يراقب"، ويُشير إلى أنَّه "في العرف عند الجيوش النظامية ومن ضمنها الجيش الإسرائيلي، تتم المناورات تحت دوافع ثلاثة:

الدافع الأول: للمحافظة على اللياقة العسكرية والميدانية للجيوش لذلك تُجرى المناورات الدورية.

الدافع الثاني: للتمرّس على مواجهة نوع محدّد من الأخطار وإعادة التدريب عليه لضمان مواجهته إذا حصل.

الدافع الثالث: الإعداد للحرب.

ويتابع حطيط: "برأينا بالنسبة لهذه المناورة بالتحديد، وجهت المقاومة رسالة قاطعة أقفلت الطريق أمام الهدف الثالث أي الاعداد للحرب عندما رفعت جهوزيتها وتعاملت مع هذه المناورة كأنها استعداد لحرب تشنّها "إسرائيل" وتجهّزت للدفاع، فأسقطت بهذه الجهوزية الهدف الثالث، فيبقى أن تكون المناورة مركّزة من أجل التمرس على مواجهة الأخطار أي ضمن أهداف الفئة الثانية، لذلك يأتي ما تسرّب من رسائل أرسلها العدو بشكل غير مباشر للمقاومة أنَّه ليس بصدد التصعيد وليس معنيًا بمواجهة عسكرية يأتي في سياق النتائج التي أحدثتها مواقف المقاومة برفع جهوزيتها فأجهضت إمكانية أن تنقلب هذه المناورة من مناورة تدريب إلى أعمال حربية وحرب تندلع بشكل أساسي".

وعن توقيت المناورة الإسرائيلية مع الانتخابات اللبنانية، لم يستبعد حطيط الترابط بين التوقيتين خاصة في ظل تصاعد خطاب الفريق اللبناني الآخر المنخرط في الانتخابات ضد المقاومة ونزع سلاحها، والمنخرط في الحملة العالمية المضادّة للمقاومة، من جهات سياسية ومقامات دينية وعسكرية وأقطاب اقتصادية واجتماعية وحزبية"، ويردف "من الممكن أن يكون هناك شيء في الأفق من تحذيرات من انفجار أمني في الداخل يطيح بالانتخابات فتستغلّه "إسرائيل" في زمن المناورة، ولذلك تخطيط المناورة في زمن الانتخابات برأينا هو عمل مشبوه خاصة مع الاصوات المعادية للمقاومة وسلاحها في الداخل اللبناني، فهو يشكل دعمًا معنويًا لبعض الأطراف في الداخل والذين ينظر إليهم الإسرائيلي نظرة الحلفاء في عدوانهم للمقاومة، من هنا تأتي المناورة في خدمة الفريق اللبناني المعادي للمقاومة في زمن الانتخابات التي تعتبر اليوم استفتاء على مشروعين: مشروع لبنان المقاوم القوي أو مشروع لبنان المجرّد السلاح الضعيف المتهالك".

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل