معركة أولي البأس

خاص العهد

جنين قلعة منيعة وحصن المقاومة.. الردّ آتٍ  
17/06/2022

جنين قلعة منيعة وحصن المقاومة.. الردّ آتٍ  

زكريا حجازي

ودّعت مدينة جنين كوكبة من مقاوميها، الذين ارتقوا في عملية اغتيال صهيونية جبانة، إثر إطلاق جنود الاحتلال النار على المركبة التي كان يستقلّها المقاومون في الحي الشرقي من المدينة. دماء الشهداء الثلاثة، الذين ساروا على درب أشقائهم وإخوانهم في إبقاء جذوة المقاومة مشتعلة، ستبقى نوراً يضيء طريق الجهاد حتى تحرير فلسطين، فقد أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنّ هذه الجرائم التي يرتكبها العدو والتي تكشف مدى بشاعته واجرامه، لسوف تنقلب وترتد عليه وبالاً، فـ "العدوان لن يكسر شعبنا ولا يثني المقاومة عن مواصلة مسيرتها".
 
ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا ندّد بالجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة وعلى غيرها من ساحات المواجهة، وآخرها جريمة اغتيال المقاومين الثلاثة من "سرايا القدس"، اليوم الجمعة، في جنين، مؤكدًا في حديث لموقع "العهد" الاخباري أنّ العدو الصهيوني لن يستطيع كسر إرادة المقاومين من خلال هذه الجرائم. 
  
ورأى عطايا أنّ جريمة اغتيال المجاهدين الثلاثة من كتيبة جنين تؤكّد أنّ العدو الصهيوني ماضٍ في محاولة كسر هذه القلعة المنيعة وحصن المقاومة الذي كسر إرادة الاحتلال، إلاّ أنّه سيفشل ويعجز كما عجز سابقًا عن شطب المقاومة أو إضعافها أو اقتحام جنين أو التعدي على هذه القلعة التي باتت أنموذجًا في مواجهة الاحتلال، موضحًا أنّ العدو الصهيوني يحاول من هذا الاغتيال كسر إرادة المقاومين وإضعاف روح المقاومة لدى أبناء جنين وأبناء الشعب الفلسطيني عمومًا. 
 
وقال: "إنّ هذه المحاولة ستبوء بالفشل وستبقى جنين عصيّة على الاحتلال، وهذه الجريمة لن تمرّ دون أن يحصد العدو شرّ فعلته.. فلا يمكن لأبناء كتيبة جنين الذين امتشقوا السلاح دفاعًا عن كرامة الأمة، والشعب الفلسطيني، وعن أرض فلسطين المباركة، وعن مقدساتها في القدس والمسجد الأقصى.. لا يمكن أن يُهزموا ولا أن ينكسروا حتّى وإنْ ارتقى هؤلاء الشهداء، فهذا الدرب هو درب الشهداء، درب ذات الشوكة، درب الجرحى، درب الأسرى، ودرب هدم البيوت.. هذا الدرب مليء بالأشواك لكن في نهايته النصر وبارقة الأمل تلوح في الأفق". 
 
وأضاف عطايا: "هذا ما يجعل العدو في حالة إرباك وحالة من التخبّط التي يحاول من خلالها أن يحقق انجازًا ما يسجّله في ما يسميه بـ "الجبهة الداخلية"، إلاّ أنّ المقاومة وحركة الجهاد التي كانت واضحة منذ اليوم الأول بأنّها لن تتراجع ولو خطوة واحدة عن فلسطين كلّ فلسطين..".

وأوضح "لا يمكن لهذا العدو أن يهدأ له بال ولا يمكن للمقاومة بكل حركاتها أن تسمح بأن يهنأ له العيش على أرض فلسطين، ولذلك فالمواجهات ستبقى مستمرة ومفتوحة مع العدو، ولن تتوقف مسيرة سرايا القدس والمجاهدين عن الاستمرار بواجبهم على طريق تحرير هذه الأرض المباركة من دنس الاحتلال". 
 
وتابع عطايا أنّ "العمليات النوعية التي كان أبطالها من جنين، وكذلك إعلان النفير العام لسرايا القدس الذي أطلقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، كان بمثابة إنذار لهذا العدو بأنّ اقتحام جنين سيؤدي إلى معركة، لذلك لم يتجرأ العدو على اقتحام جنين وعلى محاولة كسر هذه المدينة ومخيمها والتي لطالما شكّلت ملاحم بطولية وعقبة بوجه العدو الصهيوني الذي يحاول أن ينتقم، وأن يكسر إرادة جنين ويستهدف المقاومين".

وربط عطايا بين الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني اليوم باغتياله المقاومين الثلاثة وبين الاعتداءات التي ارتكبها باستهداف مطار دمشق مؤخرًا ومحاولات استهداف النفط والغاز في المياه اللبنانية ومحاولة سرقتها وإبقاء الحصار على لبنان، وكذلك عمليات التطبيع التي تحاول العدو من خلالها توجيه رسائل لكيّ الوعي الفلسطيني بأنّ العرب قد تخلّوا بشكل كامل عن فلسطين وعن قضيتها وشعبها، وأنّهم الآن باتوا يسيرون في ركب العدو كأداة طيّعة بيده، وأضاف "كذلك نستطيع أن نربط هذه الجريمة بما يجري اليوم في العالم من محاولات هيمنة أميركية على المنطقة، وإشغال روسيا وأوروبا بحرب في أوكرانيا ومحاولات أميركا أن تستغل هذه الحرب من أجل إضعاف منطقة اليورو ومن أجل استنزاف روسيا كقوة مواجهة أو كقوة تمنع تفرد أميركا كقطب واحد في العالم، وكذلك فيما يجري من محاولات للعدو الصهيوني لعرقلة المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني". 
 
عطايا بيّن أنّه "في ظل هذا الواقع يحاول العدو الصهيوني أن يستفرد بالمقاومة في فلسطين، ويحاول تقسيم ساحات المواجهة ضده على أرض فلسطين، وإشغال دول محور المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن والساحات الأخرى، وهذا يتطلب منا ومن قيادة محور المقاومة أن تكون يقظة وأن تحكم خطتها في مواجهة هذا العدوان المتعدد الأشكال عليها". 
 
وأعرب عطايا عن يقينه بأنّ محور المقاومة على قدرٍ كبيرٍ من تحمّل المسؤولية ويستطيع أن يفشل هذه  المخططات كما أفشل العديد من المخططات المعادية سابقًا. 
 
وإذ أكّد عطايا أنّ جريمة اليوم لن تمرّ دون عقاب، قال: "على العدو الصهيوني أن لا يفرح كثيرًا لأنّه سيتفاجأ بما لا يتوقعه من أبطال المقاومة وأبطال الجهاد الإسلامي وأبطال الشعب الفلسطيني"، وأضاف: "لن تمر جرائم العدو دون رد مؤلم ومناسب وطبعًا ضمن مسار المقاومة المستمر"، وأوضح أنّ "المقاومة الفلسطينية هي على طريق تحرير فلسطين وليست مجرد رد فعل على جرائم العدو بل هي فعل مقاوم مستمر والرد هو جزء من فعل المقاومة ويأتي في سياقه الطبيعي". 
 
وختم قائلًا: "هذه الدماء المباركة ستزيد من جذوة المقاومة، وستروي شجرة المقاومة الباسلة، ولن يستطيع العدو اقتلاعها لأنها ستمتد في شرايين ودماء شعبنا على امتداد كامل مساحة فلسطين وستكون نتائجها مزلزلة للعدو بحيث تكون لبنة مهمة من لبنات تحرير فلسطين".

احسان عطايا

إقرأ المزيد في: خاص العهد