معركة أولي البأس

خاص العهد

أمريكا تدرب مسلحي التنف على صواريخ "هيمارس".. لماذا؟
27/07/2022

أمريكا تدرب مسلحي التنف على صواريخ "هيمارس".. لماذا؟

دمشق - علي حسن
في خطوة تحمل دلالات واضحة بدأت الولايات المتحدة بتدريب عناصر "مغاوير الثورة" المتواجدين في قاعدة التنف وما حولها على صواريخ أرض ـ أرض  "هيمارس" والتي ذاع صيتها في الاونة الاخيرة بعد قيام الولايات المتحده بتزويد الأوكرانيين بها واستخدامهم لها ضد الجيش الروسي في الحرب الدائرة هناك.

وذكرت الأنباء ان الجيش الامريكي الذي اجرى تدريبات عسكرية في قاعدة التنف خلال اليومين الماضيين أشرك فصيلا من عناصر "مغاوير الثورة"  مؤلفًا من خمسين عنصرا في تذخير  واطلاق هذه الصواريخ على اهداف وهمية، من دون التأكد فيما اذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت هذه الصواريخ للفصيل المذكور الذي يتبع لها أم أنها اكتفت بتدريبهم عليها.

"رسائل متعددة للخطوة الامريكية"

وحول الهدف من اشراك مغاوير الثورة في التدريبات على تلك الصواريخ قال الخبير العسكري العميد علي مقصود لموقع العهد الإخباري ان الولايات المتحدة أرادت ان تبعث عدة رسائل من خلال هذا التدريب المشترك في ظل ازدياد مخاوفها من تعرض القاعدة الأمريكية في شرق سورية للاستهداف سواء من قبل سورية وحلفائها بشكل مباشر ام بشكل غير مباشر عبر فصائل تحمل اسماء غير معروفة تتبنى هذه الهجمات. إلا أن  الخبير العسكري أكد  ان روسيا هي اكثر الأطراف المعنية بهذه المناورات وخاصة بعد قيامها قبل فترة وجيزة باستهداف محيط القاعدة ردا على هجوم استهدف جنوداً لها في البادية بالرغم من ان روسيا اعلمت الولايات المتحدة انذاك بنيتها تنفيذ الهجوم قبل بدئه بفترة قصيرة.

أمريكا تدرب مسلحي التنف على صواريخ "هيمارس".. لماذا؟

ورأى الخبير مقصود ان امريكا تحاول ردع روسيا عن تكرار مثل هذا الهجوم في المستقبل عن طريق تذكيرها بفعالية تلك الصواريخ التي تستخدم ضدها الان في أوكرانيا، وانها اي الولايات المتحدة تريد الرد على الروس دون الدخول في صدام مباشر معهم عبر الرد عن طريق الفصيل ذاته، وليس عبرها بشكل مباشر، مشيراً إلى ان روسيا ليست المقصود الوحيد من هذه المناورات فمحور المقاومة والنية الاكيدة له بإخراج الأمريكيين من سورية ومن المنطقة ككل يشكلان هاجسا يؤرق الأمريكيين ويدفعهم للعب بكل أوراقهم.

وشبه الخبير العسكري السوري سلوك الولايات المتحدة بسلوك المذعور الذي يستعرض قواه ليتجنب المواجهة، مستبعدا في الوقت نفسه ان تقوم الولايات المتحدة باعطاء هذه الصواريخ لمغاوير الثورة، فالسياسة الأمريكية في تمويل الجماعات الارهابية كانت تقوم دائما على تجنب تزويدهم بأسلحة أمريكية، وتكتفي بالسلاح الروسي الذي يقوم حلفاؤها بشرائه، وكان الهدف دائما من هذا الأمر هو ابعاد الولايات المتحدة عن واجهة الاحداث والزام حلفائها بدفع النفقات في نفس الوقت، وحتى عندما زودت أمريكا المقاتلين الأفغان بصواريخ "ستنغر" المضادة للطائرات وهو السلاح الامريكي الوحيد الذي قدم لهم في صراعهم مع السوفيات حاولت اعادة سحبه منهم بسرعة، ودفعت ثمن كل صاروخ خمسة اضعاف الثمن الحقيقي له، لان هذه الجماعات غير منضبطة واي استخدام لهذه الصواريخ ضد هدف غربي او مدني سوف يحدث ضجة وفضيحة مدوية للحكومة الأمريكية.

وختم العميد مقصود حديثه لموقع" العهد" الإخباري بالقول بأن كل هذه المناورات لن تنفع الولايات المتحدة، ولن تفت من عضد القوى الراغبة بطردها من المنطقة. ولعل كلام الرئيسين الايراني والروسي في قمة طهران حول ضرورة خروج القوات الأمريكية من شرق سورية خير دليل على ذلك.

التنفهيمارس

إقرأ المزيد في: خاص العهد