خاص العهد
عاشوراء في مقام السيدة زينب(ع): تأكيد على قيمة التضحية والوقوف في وجه الطغيان
دمشق ـ محمد عيد
أحيا المحبون والموالون لأهل البيت(ع) ذكرى عاشوراء بتلاوة المصرع الحسيني في مقام السيدة زينب عليها السلام إحياء لذكرى العاشر من محرم. وأكد المشاركون على قيم الفداء والاباء والتسامح التي ثار لأجلها الإمام الحسين(ع) وباتت من بعده نبراسا لكل الاجيال.
حزن وعبرة
لفّهم الحزن كما لف السواد المقام الطاهر. العيون التي تعلقت بالرادود وهو يروي الفاجعة الأليمة فاضت بالدموع كما فاضت القلوب بما حملت من أحزان.
من كل بقاع الأرض جاؤوا، والحزن كان الترجمان بينهم وفيه أبلغ لسان أعاد سرد المرثية الحزينة.
لكن الحزن لم يكن وحده سيد المشهد. يقول علي لموقع "العهد" الإخباري وهو يهم بزيارة المقام المقدس: " ثمة وجوه أخرى لها قوامها، العبرة والصبر الجميل والانتصار للحق في كل عصر وكل مكان ليس ضمن البيت الشيعي وحده ولا حتى البيت الاسلامي بل تراه يمتد إلى كل الاحرار في العالم ولهذا قال غاندي تعلمت من الإمام الحسين كيف أُظلم فأنتصر".
الزوار العرب القادمون من لبنان والسعودية والكويت والبحرين وعُمان كانوا أشد تأثرا فإلمامهم بالعربية جعلهم يتفاعلون مع كل صغيرة وكبيرة في قضية استشهاد الامام الحسين عليه السلام، أما الهنود والباكستانيون والافغان فقد بدوا كمن عداه الحزن فما احتاج إلى ترجمان اللغة.
حسين الذي جاء من لبنان لإحياء الذكرى في مقام السيدة زينب عليها السلام اخذته العبرة وهو يتحدث لموقع " العهد" الإخباري فقطعت عليه الدموع حديثه لكنه سرعان ما استعاد رباطة جاشه مقدماً فروض العزاء للسيدة الطاهرة بمصاب أخيها الشهيد متعهدا لها وفي حضرتها بأن يبقى وفيا لسيرته العطرة.
عباس من العراق أكد في حديثه لموقع " العهد" الإخباري أن سيرة الإمام الحسين تعيد نفسها مع كل منتصر للحق ومحب لآل البيت الكرام ممن يحارب يزيد كل عصر ويرجو من الله كل خير.
أما ساجدة من البحرين فلفتت في حديثها الخاص بموقع " العهد" الإخباري إلى أن الإمام الحسين عليه السلام أسس لعهد جديد من الانتصار على الظلم والعدوان حين بات نهج الشهادة الذي اتبعه ملهما للكثير من الناس مسلمين كانوا أم غير ذلك وهذا ما يحقق قاعدة انتصار الدم على السيف.
ثورة الحسين(ع): تضحية ووقوف في وجه الطغيان
السيد حبيب حمزة وهو قارئ عزاء ورادود ومنشد وفي حديث خاص بموقع العهد الإخباري لفت إلى أن إحياء شعائر عاشوراء لهذا العام وكل عام ليس مجرد إحياء لطقوس تخص مذهباً معيناً وتتكرر كل عام بل هي إحقاق لحق وانتصار له وبه وقيم انسانية عليا ينبغي الاستفادة من دروسها.
وأضاف حمزة في حديثه لموقعنا أن تفاعل محبي أهل البيت بالبكاء والنحيب أمر طبيعي ويعكس الفطرة النقية لجمهور آل البيت عليهم السلام ولكن ذلك كله يجب أن يبنى على قاعدة " عقلنة الحزن" من خلال التأكيد على قيمة التضحية والوقوف في وجه الطغيان والسعي الحثيث من أجل الإصلاح وهذه هي المعاني الحقيقية لعاشوراء وهكذا يكون الانتصار للحسين عليه السلام وبه وهذا هو الوجه الأصيل للتغيير الذي يبقي جذوة ثورة الحسين ملتهبة وتقض مضاجع الطغاة في كل زمان ومكان.