خاص العهد
برعاية الحكومة السورية: عودة ٨٠٠ عائلة من الأهالي إلى معرة النعمان
محمد عيد
بدأت ٨٠٠ عائلة من أهالي مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب بالعودة إلى مدينتهم بعدما حررها الجيش السوري من براثن الإرهاب الجاثم حتى اليوم في المحافظة. تحرير المدينة الاستراتيجية فرض نوعاً من الأمان على المناطق المحيطة وشبكة الطرقات المحيطة بها فيما بدا أنه غير بعيد كذلك عن التفاهمات الضمنية التي تجري في الشمال.
عودة وتأهيل
أجواء البهجة والفرح تواصلت في معرّة النعمان منذ وصول الباصات التي استقلها الأهالي إلى بيوتهم. إجراءات العودة لم تتطلب أكثر من إبراز صورة الهوية وإثبات ملكيّة البيت، وفيما عدا ذلك سارت الأمور على الوجه الأمثل على اعتبار أن الحكومة السورية وعدت بتذليل كل العقبات في أسرع وقت فيما كان هم الأهالي الأساسي هو العودة الآمنة إلى بيوتهم بالدرجة الأولى وبعد ذلك يمكنهم التعاون مع الحكومة والجهات المحلية لحل كل الأمور الأخرى.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أكد ثائر سلهب محافظ ادلب أن المحافظة بدأت منذ يوم السبت باستقبال طلبات العودة "لأهالينا من أبناء معرة النعمان إلى مدينتهم وقراهم وبيوتهم وأراضيهم الزراعية"، مشيراً إلى أن "أهداف الحكومة السورية هي تأهيل كل بقعة من الريف المحرر من محافظة إدلب وإعادة الأهالي إلى بيوتهم ومساكنهم، ونحن بدأنا بإعادة البنية التحتية لهذه المدينة العريقة من خلال إزالة الأنقاض، وفي المرحلة القادمة هناك دراسات لموضوع شبكة المياه والمدارس والأفران والاتصالات والكهرباء، كل هذه المشاريع سوف نبدأ بها قريباً وننجزها لتكون مؤهلة بشكل جيد لعودة الأهالي".
وأشار محافظ إدلب في حديثه لموقعنا إلى أن "معرّة النعمان تستحق منا هذا الاهتمام وخاصة بعد المكرمة العظيمة من السيد الرئيس بشار الأسد بعودة الأهالي إلى هذه البلدة التي لها ثقل حضاري ثقافي اقتصادي صناعي وهي تستحق منا كل هذه الرعاية وكل هذا الاهتمام وإن شاء الله في المراحل القادمة وفي الأيام القادمة سنجد معرة النعمان كما يجب أن تكون".
وحول استعادة بقية المناطق المحتلة بالإرهاب من المحافظة قال المحافظ لموقعنا "عيوننا تسافر إلى كل ذرّة تراب من إدلب وسوف يمتد الأمان والازدهار إلى كل إدلب، وعندما نقول كل إدلب يعني كل ذرة تراب من إدلب، ولا يمكن لأي بقعة أو شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية إلا أن تعود إلى سلطة الدولة السورية، وهذا اليوم سيكون أقرب إلينا من حبل الوريد".
فرحة العائدين
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، شكر "خالد" أحد العائدين مع عائلته "السيد الرئيس على هذه المكرمة العظيمة، فبعد هذه المعاناة الطويلة أصدر مرسوم العفو وهيأ لنا كل أسباب العودة وقدم لنا كل ما نحتاجه ووعدونا كذلك بأن يتم تجهيز بيوتنا واعطاؤنا مساعدات ومستلزمات بيوتنا التي نحتاج إليها ونحن تهمنا أمور البنية التحتية من كهرباء وماء وخبز وإن شاء الله هذا أمر سنحصل عليه قريباً بفضل جهود جميع المعنيين من أصحاب الأيادي البيضاء والجنود المجهولين الذين يقدمون لنا كل الخدمات، وإن شاء الله سنكون عند حسن ظن قيادتنا بنا وسنتكاتف يدا بيد لنبني بلدنا وهذا البلد لا يعمر إلا بيد أهله" .
محمود عائد آخر مع عائلته إلى معرة النعمان قال في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري: "الحمد لله ستعود البلاد للأمن والأمان الذي كنا نعيش فيه وهذه فرحة كبيرة لا يمكن للمرء أن يعبر عنها لأنه مهما فعل يبقى مقصرا وعاجزا عن التعبير والحمد لله الذي ردنا إلى بلدنا بأمن وأمان وإن شاء الله سوريا ستعمر بأيدي الخيرين والطيبين من كل الجهات من مسؤولين وشعب بحيث نتكاتف جميعاً مع بعضنا بعضًا ونعمّر هذا البلد كما كان".
ودعا محمود عبر موقع "العهد" الإخباري الجميع للعودة إلى المعرّة.
سناء صالح عضو قيادة شعبة معرة النعمان شكرت السيد الرئيس على هذه المكرمة "وأنتم شاهدتم ولمستم الفرحة على قلوب الجميع وشاهدنا جميعاً هذا الجهد ولمسناه في شوارع المعرة ونشكر القائمين على العمل والناس المتبرعون من أجل إعادة إعمار المعرة وان شاء الله خلال فترة قريبة يتم إعادة إعمار مدينة أبي العلاء المعري".
نادر عمر الحير موظف في كهرباء معرة النعمان أكد في تصريح لموقع "العهد" الإخباري أنه كان مع الورشة الحكومية المعنية بإصلاح وتمديد الكهرباء أول الواصلين إلى معرة النعمان حيث بدؤوا العمل بإصلاح أبراج الكهرباء.
يشار إلى أن تسوية إدلب وعودة الأهالي إلى معرة النعمان مؤشر ملموس على تفاهمات ضمنية تحضر في الشمال السوري قد يكون من شأنها عودة جميع هذه الأراضي المسكونة بالإرهاب والاحتلال إلى سلطة الدولة السورية.