خاص العهد
دون منّة من أحد.. ليل شوارع برج البراجنة يستحيل نهارًا
لن تؤرق العتمة بعد اليوم أبناء برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، فالليل في أحياء هذه المنطقة استحال ضوءًا بفضل جهود بلديتها التي بدأت بتنفيذ قرارها بإضاءة شوارعها 24 ساعة منذ يوم أمس الأحد.
الخطوة التي تترجم إيجابيات اللامركزية الإدارية، لا سيما في ظل ترهّل مؤسسات الدولة وعجزها عن تقديم أبسط مقومات العيش للمواطنين، تشكّل نموذجًا يُحتذى به، وبارقة أمل تضيء أمام اللبناني الذي لا يعرف من أين يتلقى الصفعات يوميًا كيفما دار وجهه.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، يعرب رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور عن أسفه للأمل المفقود الذي كان معقودًا على الدولة بأن تؤمّن الكهرباء على مدار الساعة 24/24، وأن تضيء الشوارع لا سيما ليلًا، ويقول "شعرنا أن هذا الشيء لن يتحقّق، فأخذنا قرارًا في المجلس البلدي بالاتكال على الذات وأن تضيء البلدية 24 ساعة، وتحوّل برج البراجنة من ليل إلى نهار، بالتعاون مع أصحاب المولدات الذين فرضنا على كل منهم تزويدنا بكمية من الأمبيرات في كل حيّ وفي كل شارع، إضافة إلى تأمين قسم كبير من المساعدات العينية من المصابيح الكهربائية الموفّرة للطاقة وغيرها".
ويلفت منصور إلى أن البلدية قطعت شوطًا كبيرًا في إضاءة عدد من شوارع البرج، على أن تتبعها مرحلة لإضاءة باقي الشوارع، وذلك لتلافي العتمة وما يترتب عنها من السرقات والتعديات ووقوع حوادث متعددة، وهذا ما لاقى ارتياحًا من قبل المواطنين وكانت حملة ناجحة.
أحياء "عين السكة" و"عبد الناصر" و"التحويطة" وشارع "المنشية الرئيسي" وساحتها، هي أبرز الأحياء التي شملتها الحملة الأولى، يؤكد منصور، مضيفًا "تباعًا سنكمل باقي الشوارع ككل، والعمل من قبل قسم الكهرباء في البلدية جار على مدار الساعة، وعمال القسم يركّبون "اللمبات" لساعات متأخرة من الليل".
ويتمنى منصور أن تعمم هذه الخطوة على باقي المناطق، خاصة أن الظلام في الشتاء يحلّ باكرًا، وتفاديًا لأن تقع الحوادث، كذلك هناك كلاب شاردة قد تتعرض للمواطنين، عدا عن السرقات، لافتًا إلى أن النور يعطي نوعًا من الأمان والاطمئنان للمواطن.
ويلفت رئيس بلدية "البرج" إلى الاتفاق مع أصحاب المولدات للشبكة التي فيها مصابيح كهربائية فقط، منوّهًا إلى أن الأماكن التي فيها مصابيح وتعمل على الطاقة الشمسية تكون غير فعالة في فصل الشتاء، وهي بذلك تحتاج لكهرباء من المولدات.
منصور نصح البلديات الأخرى أن تحذو حذو بلدية برج البراجنة، وتلزم أصحاب المولدات بتأمين خط كهرباء لكل حي من الأحياء، قائلًا "هم لن يخسروا شيئًا بهذه العملية لأن مولداتهم تعمل على أي حال، بل بالعكس، سيكون هذا العمل جيدا وسمعة حسنة لهم".
كما يلفت منصور إلى ضرورة أن تشجّع الدولة وشركة الكهرباء ووزارة الطاقة على هذا الموضوع وتطلب من كافة البلدات القيام بمثل هذه الخطوة، نظرًا لأن شركة كهرباء لبنان ليس لديها القدرة حاليًا على تأمين الكهرباء بكميات كبيرة.
وتطرّق منصور إلى الكلام الكثير في الإعلام حول استقدام الكهرباء من مصر أو الأردن أو سوريا، وحول وصول كميات من الفيول، مشيرًا إلى أنّه لاحظ أن هذا كله كلام ولم يُترجم على الأرض، بدليل أنّ التغذية الكهربائية لا تتعدى الساعة الواحدة خلال 24 ساعة، وعليه "اتكلنا على أنفسنا وبجهد ذاتي لسد هذا العجز والتقصير من قبل الدولة".
ويختم منصور قائلًا "علينا الوقوف إلى جانب المواطن الذي يحتاج للمساعدة لا سيما بهذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وهذا من أبسط المقومات التي يمكن أن نقدّمها له كبلديات".
الكهرباءالبلدياتبرج البراجنةمولدات الكهرباء