خاص العهد
الميليشيات تعتدي على أشجار الزيتون في عفرين
دمشق ـ محمد عيد
استمراراً لسياسته في استباحة خيرات مدينة عفرين وسرقة ممتلكات الأهالي هناك، ومع بدء فصل الشتاء، عكف فصيل "السلطان مراد" المنضوي ضمن تشكيلات ميليشيا ما يسمى بـ"الجيش الوطني" على قطع أشجار الزيتون في منطقة عفرين التي تحتلها تركيا عبر الأدوات الإرهابية المرتبطة بها منذ آذار من العام ٢٠١٨، سياسة تضاف إلى الممارسات التي ينتهجها الإرهاب في هذه المنطقة الهامة من سوريا.
من فض النزاع إلى السرقة
مصادر أهلية في عفرين ذكرت لموقع "العهد" الإخباري أنه ومع حلول فصل الشتاء وطمعًا في بيعها كحطب للتدفئة قام فصيل "السلطان مراد" المنضوي ضمن تشكيلات ميليشيا "الجيش الوطني" بعمليات قطع أشجار الزيتون بشكل يومي وممنهج في قريتي كفرجنة ومعرسكة التابعتين لناحية شران بريف عفرين وغيرها من القرى في ريف المنطقة.
ووثقت المصادر الأهلية في عفرين في حديثها لموقع "العهد" الإخباري قيام عناصر هذا الفصيل بقطع حوالي ٣٠٠ شجرة زيتون في قريتي كفرجنة ومعرسكة، وتعود ملكية هذه الأشجار إلى أربعة مواطنين ثلاثة منهم من سكان قرية معرسكة والأخير من سكان قرية كفرجنة.
أحمد (اسم مستعار) من سكان منطقة عفرين ذكر في حديثه لموقعنا أن "فصيل السلطان مراد" وقع على تجارة رابحة بالنسبة له في موسم البرد وشح المشتقات النفطية فهو يقوم بقطع الأشجار وبيعها كحطب للتدفئة في أسواق عفرين واعزاز، مشيراً إلى أنه يوجد من بين الأهالي من يضطر ويشتري منهم حطب الزيتون الذي اقتطع من أرضه نفسها.
وأوضح أحمد في حديثه لموقعنا أنه وعلى الرغم من انعدام الثقة بين الأهالي ومن يحكمونهم بالحديد والنار في عفرين فقد قام هؤلاء وعلى قاعدة توثيق معاناتهم برفع شكوى لدى "لجنة رد الحقوق" التي شكلتها كذبًا وتمويهًا الفصائل المرتبطة بالاحتلال التركي في المنطقة إلا أن هذه الفصائل وكما هو متوقع منها لم تبادر للقيام بأي تصرف تجاه هؤلاء اللصوص والمعتدين فيما فهم أنه مباركة ضمنية لهذا العدوان جريًا على ما كان يحدث في السابق.
المفارقة المضحكة المبكية كما يقول أحمد لموقعنا هي أن فصيل "السلطان مراد" دخل قريتي كفرجنة ومعرسكة بناحية شران بريف عفرين كجهة مسلحة أوكلت اليها مهمة فض النزاع بأوامر من القوات التركية في الاشتباكات التي جرت مؤخرًا بين "فصيل الجبهة الشامية" و"هيئة تحرير الشام" إلا أنه ما كاد هؤلاء يثبتون أقدامهم في هذه القرى حتى أطلقوا العنان لغرائزهم ورغبتهم في السطو على ممتلكات الأهالي وقطع أشجار الزيتون المنتشرة في كل مكان هناك.
إرهاب متكامل
المحلل السياسي حازم عبد الله أوضح في تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أن سرقة وقطع أشجار الزيتون من قبل قوات الاحتلال التركي ومرتزقته تعتبر اعتداء صارخاً على الأهالي هناك الذين يعتمدون في معيشتهم وبشكل رئيسي على محصول الزيت والزيتون الذي تشتهر به منطقة عفرين بشكل كبير.
وأضاف عبد الله أنه ومن أجل الحصول على مبالغ مالية قلت أم كثرت يصيب هؤلاء الإرهابيون المحصول الاستراتيجي للأهالي في مقتل عندما يقومون بقطع شجرة عمرها عشرات السنين في لحظة واحدة حيث يحتاج الأمر إلى سنوات طويلة من الزراعة والعناية بالشجرة المزروعة حديثا لتعويض هذا الفاقد.
وأضاف عبد الله في حديثه لموقعنا بأن سلطات الاحتلال التركي لا تكتفي بذلك بل تعمد عبر مرتزقتها أيضا إلى شراء الزيتون العفريني بأسعار زهيدة من المزارعين هناك وهو الزيتون الاشهر والأطيب مذاقا في سورية ثم تقوم بعصره وتسويقه وتصديره للخارج باعتباره "زيتا تركيا" يلقى الرواج الكبير في الخارج.
كما تخوف عبد الله من كارثة بيئية قد تحل بالمنطقة جراء "سحق الغطاء النباتي الأخضر" المكون خصيصا من أشجار الزيتون التي رعاها أبناء عفرين منذ آلاف السنين وسقوا شجيراتها بالمياه والدماء كما يقول.