خاص العهد
"قسد" تعيد أخطاء الماضي
محمد عيد
مع تهديد أنقرة بشن عدوان جديد على الأراضي السورية، لا تبدو قوات سوريا الديمقراطية في وضع تحسد عليه، فهي لا تطرق أبواب دمشق إلا حين تستشعر الخطر، والرهان على الأمريكي لا يزال في سلم أولوياتها رغم خذلان واشنطن لها في أكثر من مناسبة، وللأكراد عموماً في أكثر من مفصل تاريخي.
فماذا يقول أعضاء سوريون أكراد في مجلس الشعب السوري وسياسيون بارزون لموقع "العهد" الإخباري حول ما يجري في المنطقة من عدوان تركي مستمر ومحاولات "قسد" البائسة وغير المسؤولة في منعه والتصدي له؟
مثلّث الخصومة
يرى عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة الحسكة وعضو اللجنة الدستورية الاستاذ رياض طاووز أن "عدوّنا وخصمنا كسوريين هو للأسف من أسوأ الأنواع التي يمكن التعامل معها".
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري رأى طاووز أن "أطرافا تتمحور حول وجود عدو محتل غاصب وسارق هو التركي أو بالأحرى هو "النظام الأردوغاني"، كما أن هنالك طرفًا آخر هو "قسد"، وهو كذلك سارق لثروات الشعب العربي السوري ويستقوي بشكل أو بآخر بقوى خارجية وأجندة خارجية هم أعداء بل أكثر عداوة من أية جهة أخرى".
ويأسف طاووز "لأن الطرف الثالث هو مكون من السوريين الأكراد الذين ينتمون إلى الحزب البرزاني، ولذلك وبالنتيجة، فإن هؤلاء يصبون جميعهم في معين واحد، نحن نقول بأن "قسد" هي أكذب وأشد عداوة من تركيا ولكن خصم الأكراد السوريين من جماعة البرزاني أقل عداوة بل يقتنعون أن يعيشوا ضمن الدولة الوطنية السورية ولكن انتماءهم السياسي يتصل بالبرزاني، والجميع يعلم أن الأخير يصب في خانة الأتراك ضمن علاقة استراتيجية وحميمة تمتد إلى الكيان الصهيوني أيضًا".
واستنتج عضو مجلس الشعب واللجنة الدستورية في سوريا أن "جميع هؤلاء يشكلون خطورة على الدولة الوطنية السورية، وبالتالي هم يكذبون، فهم يعدون في الصباح ويتراجعون في المساء"، مضيفًا "هناك دائمًا تردد وتراجع من قبل "قسد" في مقاربتها للأخطار التي تحيط بالدولة السورية وبها كذلك كتنظيم خارج عن القانون وهذا التردد يكون على حساب المبادئ الدستورية للجمهورية العربية السورية وهذه المبادئ أساسية بالنسبة لنا، أي وحدة واستقرار الأراضي السورية وسيادة الدولة، وليس مسموحاً لأحد أن يتنازل عن هذه السيادة".
وشدد السياسي السوري الكردي على أنه "بين هؤلاء وكذبهم، تبدو "قسد" مصرة على الاستمرار في الاستعانة بأجندة خارجية، والدليل على ذلك أنه عندما اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا بالانسحاب من سوريا، سارعت "قسد" لإرسال لجنة منها إلى فرنسا لتطلب منها أن تكون هي البديل عن الولايات المتحدة من أجل رعايتها وحمايتها، وهذا يدل على أنهم مصرون على الاستقواء بالأجندة الخارجية".
ولفت عضو اللجنة الدستورية السورية إلى أن "العملية معقدة وأطراف العدوان يطمحون لاستقطاع أراض من هذه المنطقة، ويجب اليوم لأجل سوريا ومصلحتها أن تنصب الجهود على انتزاع أراضينا السورية، ولا بد من وجود آلية يتم الاتفاق عليها لإنهاء هذه الحالة".
دعوة لإنشاء غرفة عمليات مشتركة
كانت المبادرة السورية للكورد السوريين قد طالبت الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية بوضع الخلافات السابقة جانباً وانشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة ضد "العدوان التركي". وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري ندد رئيس المبادرة وعضو مجلس الشعب السوري عمر أوسي بعمليات "القصف الوحشي للمحتل التركي عبر طائرات اف ١٦ الأمريكية والمسيّرات والمدفعية الثقيلة والصواريخ للشمال السوري وخاصة في مناطق سيطرة "قسد" والحكومة السورية وعلى امتداد أكثر من ٦٠٠ كم من الريف الحلبي وحتى المالكية.
وأشار أوسي في حديثه لموقعنا إلى البيان الذي أصدرته المبادرة الوطنية للكرد السوريين والذي طالبت فيه الحكومة في دمشق و" الأخوة في قسد" بالتشاور والاتفاق ووضع الخلافات السابقة جانباً والتفرغ للتصدي لهذا العدوان في غرفة عمليات عسكرية مشتركة وتنسيق السياسات والخطوات القادمة. وطالب البيان كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بالضغط على أنقرة ومطالبتها "بوقف فوري لعدوانها الجوي والمدفعي ومنعها من شن أية عملية توغل بري في الأراضي السورية".