خاص العهد
السفير الإيراني في دمشق لـ"العهد": سليماني حاضر نهجًا وفكرًا
دمشق ـ محمد عيد
أكد السفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني أن الشهيد اللواء قاسم سليماني على المستوى الشخصي وعلى المستوى الوطني والدولي له تأثيرات كبيرة، ورسالة ذكرى استشهاده تقول أنه حي بأفكاره، ومبادئه لا زالت حية، وأن إقامة المراسم في ذكرى استشهاده تدل على أنه لا زال في قلوب الشعوب في شتى أنحاء العالم.
شهيد لجميع دعاة الحرية
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري على هامش إحياء سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في دمشق الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير قاسم سليماني، أكد سبحاني أن الشهيد لم يكن فقط للايرانيين بل هو لجميع دعاة الحرية والمظلومين في جميع أنحاء العالم، وقال "الشهيد سليماني حي لأن هذه المعركة ما زالت مستمرة وإن شاء الله سننتصر في النهاية"، موجهًا التحية الى "أرواح جميع شهداء المقاومة وطريق الحرية والشرف شهداء سوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن وإيران لا سيما سيد شهداء المقاومة الشهيد الحاج قاسم سليماني".
واعتبر سبحاني أن "إقامة مراسم ذكرى شهادة الشهيد الحاج قاسم سليماني هي إحياء لفكر ومدرسة ومبدأ وتيار فكري، فالشهيد سليماني كان رجلاً عظيماً في التاريخ وأصبح فخراً للايرانيين ومحبي إيران بعقيدته ودرايته وحبه وأخلاقه وبناء شخصيته وعبقريته المثالية".
شخصية استثنائية
ولفت السفير سبحاني إلى أنه "يحصل أن يختفي اسم البعض ويدفن في طيات صفحات التاريخ، لكن البعض الآخر يُحدِث نقلات نوعية في التاريخ ويحدد اتجاهه، فالأزمات والتحديات والأحداث المهمة تُظهر شخصيات بارزة وصانعة للتاريخ".
وأضاف سبحاني في حديثه لموقعنا أن "أهم ما يقوم به عظماء التاريخ لأبناء بلدهم هو زيادة قوتهم ومصداقيتهم ومستوى قدراتهم، وهو ما فعله الشهيد سليماني حين تحول إلى شخصية فريدة من نوعها ومؤثرة على المستوى الفردي والوطني والدولي، فهو كان يعشق الشعب الايراني عدا عن أنه كانت لديه نظرة عابرة للحدود، وسعى لتحقيق مصالح المسلمين في المنطقة بأسرها".
دمر مشاريع أمريكا في المنطقة
ولفت السفير الإيراني في دمشق في حديثه لـ"العهد" إلى أنه ومنذ بداية القرن الواحد والعشرين كانت أهم الكلمات التي تسمع باستمرار على الساحة الدولية هي الهيمنة الأمريكية والنظام الأمريكي، فيما الآن وبعد مضي أكثر من عشرين عاماً من تلك السنوات لم يعد هناك معنى لهذه الكلمات والفكرة الشائعة بين الدوائر السياسية وحتى الغربية هي انعدام التغريب وأن أمريكا تتعرض للاذلال الآن.
ورأى سبحاني أن السبب الرئيسي لإذلال أمريكا في غرب آسيا هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة، فكان للشهيد قاسم سليماني ونهضة المقاومة التي نظمها دور كبير في احباط المشاريع الأمريكية وتغيير معادلة القوّة لصالح شعوب المنطقة، مشيراً إلى أن تشكيل نموذج القوة الإقليمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في غرب آسيا خلال العقدين الماضيين هو نتاج أفكار الشهيد سليماني الاستثنائية عندما استطاع أن يغير معادلة القوة لصالح محور المقاومة ضد محور الشر.
وشدد سبحاني في حديثه لموقعنا على أن الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية، وأدت إلى استشهاد الحاج قاسم سليماني كانت بسبب أنه قد ألحق بأمريكا الهزائم المتتالية في المنطقة وجعلها غير قادرة على رسم المعادلات الإقليمية بناء على هندستها الخاصة، مشيراً إلى أن المخططين والمرتكبين لجريمة اغتيال الشهيد سليماني "متوهمون" إذا تصوروا أنهم من خلال التصفية الجسدية للشهيد سليماني بإمكانهم أيضا القضاء على أهدافه ومبادئه السامية، فالشهيد سليماني غاب عنّا جسدًا، لكن منهجه وفكره ومدرسته هي مصباح يهتدي به جميع المناضلين الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل الحرية والشرف والاستقلال وهذا النهج مستمر والسياسة المتبعة الثابتة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دعم محور المقاومة حتى انتصار المظلوم على الظالم".