خاص العهد
الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة لـ "العهد": الشهيد سليماني الداعم الأول للفصائل الفلسطينية دون أية شروط
خاص العهد ـ محمد عيد
أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة طلال ناجي أن قائد فيلق القدس الشهيد المجاهد قاسم سليماني رفع راية المقاومة الفلسطينية ليصنع لحظة فارقة خلدها التاريخ وأدّى الأمانة وبلّغ الرسالة وصان الكرامة وقاد محور المقاومة بكل اقتدار وأيّد المقاومة الفلسطينية المسلّحة وحماها ولم يطلب منها أية شروط سياسية مقابل هذا الدعم.
مرعب الصهاينة
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار ناجي إلى أن آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي حفظه الله أسند قيادة فيلق القدس للشهيد قاسم سليماني الذي كان أهلاً لهذه الثقة الكبيرة حيث ولّاه مسؤولية عظيمة تخطت الحدود الإيرانية وأثمرت نتاجاً مهما على طول جغرافيا المقاومة، قاد محور المقاومة باقتدار واستطاع بذكائه المتقد وأخلاقه الحميدة وقيادته الحكيمة وقوة شخصيته أن يقارع أمريكا والكيان الصهيوني وأدواتهما في المنطقة، ويحقق انتصارات مذهلة أرعبت الصهاينة وزلزلت كيانهم وأفشلت مخططاتهم بالسيطرة على المنطقة.
وأضاف ناجي أن الشهيد سليماني سار على درب الإمام الخميني قدس سره وحمل رايته وحافظ على وصيته بالانتصار لفلسطين ونصرة القدس وأقصاها وأكد أن الكيان الصهيوني غدة سرطانية يجب أن تزول من الوجود وهذا الأمر أرعب الصهاينة وقضّ مضاجعهم فجيّشوا العالم ضد الجمهورية الإسلامية وحاصروها وشنوا عليها الحروب المركّبة محاولين ليّ ذراعها وإجبارها على تغيير سياستها والتخلي عن احتضان الشعب الفلسطيني ودعمها لمقاومته وفصائله المسلحة ولحزب الله وسوريا والعراق واليمن والبحرين والمستضعفين في العالم، إلا أن القيادة الإيرانية صمدت أمام الضغوط القصوى وأصرّت على مواقفها الثابتة فاتخذ القرار من أعلى المستويات بضرورة التخلص من الحاج سليماني بما يمثله من حضور طاغ.
المهندس الميداني لمحور المقاومة
ولفت الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة في حديثه لموقعنا إلى أن الشهيد سليماني قد تخطى كل الخطوط الحمر في المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وأفشل المؤامرات ودحر العدوان وساهم في أفول نجم أمريكا وقرب زوال الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أنه وبعد عملية اغتيال قائد بحجم الجنرال قاسم سليماني وهو المهندس الميداني الأول لكل محور المقاومة دخلت المنطقة صراعاً حتميا لن ينتهي إلا بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط واستبداله بشرق أوسط مقاوم.
وقال ناجي: "التقيته منذ عقدين من الزمن وعرفته عن كثب عندما تولّى قيادة فيلق القدس ووجدته قائدًا استثنائيًا شجاعًا محبًّا لفلسطين وعاشقًا للقدس وموقنًا بحتمية تحريرها من نير المحتل الصهيوني، كما وجدته شديدًا على الأعداء رحيمًا مع الأصدقاء متواضعًا مع العلماء حنونًا مع المجاهدين متضرعًا إلى الله في الليل طالبًا الشهادة، وفي النهار مجاهدًا صدق ما عاهد الله عليه ولم يبدل تبديلا".
وأضاف ناجي: "اعتقد أعداء الأمة أنهم عندما قتلوه ونالوا منه قد حققوا مرادهم، ولكن الشهيد الكبير سليماني كان طالبًا للشهادة، وقلت لأخوتي أننا كنا عندما نلتقيه دائمًا يقول لنا عند وداعنا "لا تنسونا من الدعاء بالشهادة" وكان دائمًا من الداعين أن يرزقه الله شهادة استثنائية وكان يردد دائمًا "اللهم ارزقنا شهادة قلّ نظيرها تتفتت فيها أجسادنا لتنير كل جارحة من جوارحنا طريق الجهاد والنصر" وهذا هو قاسم سليماني".
داعم الفصائل الفلسطينية دون شروط
وشدد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة على أن الشهيد القائد قاسم سليماني كان من الداعمين الأوائل لكافة الأجنحة العسكرية والسرايا والكتائب المسلحة المقاتلة في فلسطين، لم يفرّق بينها كما لعب دوراً كبيراً في صمود الشعب الفلسطيني في أرضه وتمكين المرابطين في القدس من الصمود أمام محاولات الصهاينة تقسيم المسجد الأقصى، وكان له فضل كبير في الصمود الأسطوري والنصر المؤزر الذي حققه المجاهدون في قطاع غزة على العدو الصهيوني أثناء الاجتياجات والاعتداءات الصهيونية والحروب المتتالية على القطاع. وبناء على هذه القناعة الراسخة احتضن الشهيد القائد الفريق سليماني الفصائل الفلسطينية ودعمها بغض النظر عن الانتماءات السياسية للفرقاء الفلسطينيين ودون أي اشتراطات أو تدخلات وفرض رأي أو الانحياز لجهة فلسطينية على حساب أخرى أو أي فصيل على اخر وكان دائماً في الصف الوطني الفلسطيني مدافعا عنه ومساندا له بالتضحيات ولم يطالب أيا من الفصائل المجاهدة بقطع علاقاتها مع من يخاصم إيران فالمهم بالنسبة له هو المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني مضيفاً أن القائد سليماني خرج أجيالاً من القادة المجاهدين الذين رفعوا راية العزة والكرامة والحرية عالياً وحملوا على أكتافهم مهمة تحرير فلسطين من رجس الصهاينة ورفع الحيف عن الشعب الفلسطيني المظلوم وكانوا مثالا رائعا ونموذجا لجيل الرواد من القادة الذين أنجبتهم مسيرة الشهيد القائد سليماني التاريخية على امتداد العقود الماضية فضلاً عن الكثير الكثير من القادة المجاهدين الذين ساهموا في بناء وتحرير محور المقاومة والجهاد.
وأضاف ناجي أن فلسطين والأمتين العربية والإسلامية خسروا برحيل الشهيد سليماني مجاهداً من أوفى وأكبر واعظم وأصدق مجاهديها في العصر الحديث، مجاهد كان له السبق في تغيير وجه المنطقة عبر تبني المقاومة الشعبية والكفاح المسلح طريقًا لتحرير فلسطين، مشيراً إلى أنه قد جسد دعمه واحتضانه للشعب الفلسطيني ومقاومته عبر مسيرة جهادية عامرة بالتضحية والفداء وحافظ على الهدف الأسمى لكنس الاحتلال وتحرير فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كامل الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين ولم يعرف الراحل الكبير يوماً معنى لليأس والتردد ولم يتراجع ويتنازل أو يهادن ويساوم.
سيف سليماني لا زال مسلولًا
وأشار ناجي إلى الإصرار الإيراني الثابت على تحرير فلسطين "فراية القدس لا زالت ترفرف عالية وقلب القدس لا زال ينبض والأقصى لا زال شامخًا يأبى التهويل على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على ارتقاء الفريق الشهيد قاسم سليماني شهيداً على طريق القدس إلا أن القافلة الإيرانية لا زالت تسير وبوصلتها فلسطين. نغتنم هذه الذكرى لنؤكد لروح الشهيد أن سيف سليماني ما زال مسلولا وأن حلمه بتثوير الضفة الغربية يتحقق، ها هي الضفة تفجر انتفاضة عارمة تجلت بوحدة فلسطينية في الميدان مع التفاف شعبي حول خيار المقاومة عم الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة عام ١٩٦٧ والأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ بعدما برع أبناء شعبنا في العمليات الفدائية الفردية البطولية التي ضربت المدن الكبرى المحتلة في "تل أبيب" وبئر السبع والخضيرة وغيرها".