خاص العهد
المستقبل مرتبك.. والحريري الى طرابلس درّ؟
طرابلس ـ محمد ملص
تتسارع الأحداث الانتخابية في طرابلس قبيل الانتخابات النيابية الفرعية، والتي ستجرى يوم الأحد 14 نيسان/ أبريل. ومع اقفال باب الترشيحات، كانت المفاجأة عبر الدعوة التي وجهتها لائحة الكرامة الوطنية، ومختلف مكونات قوى 8 اذار لمقاطعة الانتخابات. الا أن ذلك لم يخفف من الارتباك الذي يواجهه الامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري عبر صولاته وجولاته داخل طرابلس، والأحياء والشوارع، حتى أنه في بعض الأحيان يضطر الى زيارة كل عائلة في بيتها، محاولاً شد العصب الأزرق ومستعطفاً الناس للتصويت للمرشجة ديما جمالي.
وقد أقفل أمس باب الانسحاب من الانتخابات الفرعية في طرابلس، حيث أعلن المرشح سامر كبارة انسحابه من المعركة، ليرسو العدد على 7 مرشحين وهم: ديما جمالي، النائب السابق محمد مصباح الأحدب، عمر السيد، يحيى مولود، طلال كبارة، خالد عمشة، ومحمود الصمدي.
معظم هؤلاء المرشحين غير معروفين في الأروقة السياسية، باستثناء الأحدب، وهم يخوضون تجربتهم الأولى في الترشح، إلا ان ذلك لم يرح المستقبل، إذ ان الدعوة التي وجهتها قوى 8 اذار لمقاطعة الانتخابات، أربكت صفوف الأزرق كونه كان يعول على صب جل اتهاماته وعصبيته الطائفية والسياسية على الخصم، والذي كان يطمح في أن يكون عبر إعادة ترشح طه ناجي، الأمر الذي سيسهل عملية التجييش الطائفي لجماهير الأزرق، خصوصاً بعد أن حاول أحمد الحريري، عند كل مناسبة، وصف المعركة الفرعية " على أنها ضد حلفاء حزب الله ".
مخاوف المستقبل
يأتي اعلان قوى 8 اذار مقاطعة الانتخابات ليزيد من ثقل المعركة على تيار المستقبل، وهو الذي يطمح ويعول على الأرقام التي ستفرزها الصناديق، لاعادة تثبيت شعبيته وحضوره في طرابلس، ولكن وبعد شبه وضوح للصورة الانتخابية، وبالرغم من كل التحالفات والمصالحات التي حصلت، يتخوف المستقبل من البرودة الشعبية اتجاه المعركة الانتخابية، لعدة أسباب، أبرزها يكمن في أن المرشحة جمالي لا تمثل طموح وتطلعات الشارع الطرابلسي، فيما زادت التحالفات السياسية بين القوى الطرابلسية وتيار المستقبل من تلك البرودة وبالتالي معرفة النتيجة مسبقاً بفوز جمالي.
اذاً، يفترض أن الانتخابات أصبحت أسهل عملياً لتيار المستقبل، بعد عزوف رئيس فرع جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية طه ناجي عن الترشح، وإعلانه والنائب فيصل كرامي وأعضاء لائحة الكرامة الوطنية عن مقاطعتهم الانتخابات الفرعية، ما يعني أن جمالي لن تواجه خصماً قوياً. لكن ذلك لم يترجم فعلياً على أرض الواقع، ولم يرح أحمد الحريري أو يخفف اندفاعته وحركته المكوكية، ولا حتى تراجع منسوب الاستنفار في الماكينة الانتخابية للتيار الأزرق، تحسباً لمفاجآت ليست في الحسبان.
وفيما يتحضر المستقبل بكل قوته، للمفاجآت المتوقعة، يرسم عدد من المرشحين عدة سيناريوهات حول المعركة، خاصة أنهم سيأخذون من حصة الأزرق الانتخابية، بالرغم من أن الحسابات على الورق وفي الظاهر ترجّح كفّة جمالي على منافسيها، لكن الخوف يكمن في تكرار سيناريو مفاجأة الانتخابات البلدية التي جرت في المدينة في 2016، وهو ما يخشاه المستقبل أكثر من سواه، بالإضافة الى تراجع نسبة التصويت، ما سيجعل الأصوات التي ستنالها جمالي هزيلة، وتعكس تراجع نفوذ التيار الأزرق في المدينة وعدم "مونته" على زحف الجماهير مجدّداً إلى صناديق الاقتراع، وهو أمر قد يستغله بقية المرشحين لتضييق الفارق بينهم وبين جمالي، وتسجيل أحدهم مفاجأة تطيح بكل الجهود والآمال التي بذلها ويبذلها تيار المستقبل منذ إبطال المجلس الدستوري نيابة جمالي، ودعوته إلى إجراء انتخابات نيابية فرعية لملء المقعد السنّي الخامس في طرابلس.
امام هذه الصورة الانتخابية، تزداد الضغوط على تيار المستقبل، وهو الذي لن يوفر فرصة الا وسيستغلها لإعادة جمالي الى المجلس النيابي. وبحسب معلومات خاصة بموقع "العهد" فإن الضغوطات ستستمر حتى اخر ساعة قبيل إقفال الصناديق، وهو ما سيدفع برئيس الحكومة سعد الحريري الى زيارة طرابلس، كعادته، عشية كل استحقاق انتخابي".
وتتابع المعلومات أن الحريري يُتوقع ان يزور المدينة الأحد المقبل، حيث سيكون له لقاءات شعبية وسياسية والتي سيطمح من خلالها الى شد العصب الأزرق وتجييشه للذهاب الى صناديق الاقتراع . ولكن يبقى السؤال هل سينجح الحريري في ظل الفظائع والهفوات السياسية التي ترتكبها المرشحة جمالي بشكل يومي، خاصة أن الشارع الطرابلسي بات يتنبه ويراقب وهو حتماً لن يسلم بالأمر الواقع؟