خاص العهد
أبناء الجزيره السورية: نجدة أهلنا رسالة سياسية للمحتل الأمريكي وأدواته
محمد عيد
اهتزت المدن السورية بالزلزال فاهتزت لذلك قلوب ملايين السوريين في كل أنحاء الوطن والمغترب واندفعوا ليقدموا ما يمكنهم تقديمه محملين أنفسهم وفي أغلب الأحيان فوق ما يحتملون انصافًا ومحبة لأبناء وطنهم.
سكان الجزيرة السورية لم يشذوا عن هذه القاعدة، وهم أهل الكرم والجود فيما كان للنزعة الانفصالية التي تغذيها "قسد" ومن ورائها قوات الاحتلال الأمريكي الدور الأكبر في إصرارهم على التبرع والمساعدة بغية إيصال الرسالة التي تقول إن السوريين شعب واحد وينطقون عن هوى وطني واحد مهما سعى المحتل لفرض مشاريعه التفتيتية.
قلوبنا تخفق على فرح واحد وألم واحد
تداعت عشائر الحسكة وعموم الجزيرة السورية وفعالياتها الوطنية والأهلية إلى اجتماع عاجل عقد في مبنى المحافظة بالحسكة بغية نجدة إخوانهم المنكوبين في المدن السورية التي ضربها الزلزال، وقد تبرع للغاية عدد من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والدينية بالحسكة بإعانات مالية وعينية للأسر المتضررة بالزلزال. وفي تصريح لموقع "العهد" الإخباري أشار الشيخ محمد ذياب الخلف "عشيرة العبد الكريم" من قبيلة السادة البكارة الى أن "هذا المصاب الذي ألمّ بأهلنا في المحافظات المنكوبة جراء الزلزال المدمر قد نال منّا كذلك، وجيّش لدينا مشاعر العاطفة المتّقدة تجاههم، وهذه التبرعات هي تعبير صادق عن حالة التكاتف والتعاضد التي يجب على السوريين أن يعيشوها جميعًا".
الشيخ سالم المنديل شيخ عشيرة العلي من قبيلة الجبور أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن "ما يقوم به اليوم أهل الحسكة وعشائر الجزيرة السورية عمومًا من جمع التبرعات لأهلنا الذين تعرضوا للزلزال المدمر هو تكريس للحالة الوطنية التي يحاول الاحتلال وأدواته النيل منها ونحن بسلوكنا هذا إنما نقف مع شرايين قلوبنا التي تخفق على وجع واحد وفرح واحد".
ولفت شيخ عشيرة العلي إلى قدرة السوريين على تجاوز كافة الكوارث الطبيعية والسياسية مثلما تجاوزوا سابقًا تلك الحرب الظالمة التي شنتها عليهم آلة العدوان الغربي والصهيوني وكان سلاح الجوع واحدًا من تداعياتها، لكن السوريين بقوا رغم ذلك على قلب رجل واحد.
جهاد العبيدو شيخ عشيرة حرب شدد في تصريح لـ"العهد" على أن "أبناء الجزيره السورية كعاتهم سبّاقون إلى مساعدة أهلهم في الشدائد والمحن، وهم لا يشذون في ذلك عن بقية السوريين الذين تجمعهم المحن وتُظهر معدنهم الحقيقي بعدما وقفوا خلال هذه الأزمة ضد كل المشاريع الانفصالية التي يسعى المحتل الأمريكي لفرضها.
من جهته أكد شيخ عشيرة الخواتنة حاجم المسلط في تصريحه لـ "العهد" أن "ما حصل مع أهلنا المنكوبين كارثة حقيقية تتطلب منا الوقوف معهم ومؤازرتهم بكل ما نستطيع لتخفيف آثار هذه الكارثة عنهم"، مؤكدًا أن "هذه المحنة أثبتت أن الجسد السوري واحد". وفي حديث لـ"العهد" أشار الشيخ سعيد الفهد شيخ قبيلة الشرابين الى أن الرغبة في مساعدة الأهل في المناطق المنكوبة بالزلزال لم تقف دونها قلة ذات اليد وشح الموارد نتيجة الحصار المفروض على سوريا، مؤكدًا أن "السوريين لديهم القدرة والعزيمة والإصرار على تجاوز المحن والتحديات بفضل الله عز وجل والإيمان بوحدة الوطن والمصير".
رسائل للاحتلال وأدواته
بدوره، شدد الصحفي والمحلل السياسي اسماعيل مطر على أن شيوخ ووجهاء العشائر العربية ومعهم قوى المجتمع المدني والمراجع الروحية في الجزيرة السورية كانوا على العهد المرجو منهم بعد كارثة الزلزال، ولفت لـ"العهد" الى أن "خطوة الأهالي في الجزيرة السورية تأتي في سياقين يتعلق الأول منهما بفطرة الكرم والجود الذي يميز أهل الجزيرة ويدفعهم للقيام بواجبهم تجاه أخوتهم في الوطن على أكمل وجه، والآخر ينطوي على رسالة سياسية يريد هؤلاء إيصالها مفادها أنهم لن يركنوا إلى المشاريع الانفصالية التي تحاول "قسد" ومن ورائها قوات الاحتلال الامريكي تمريرها خصوصًا بعد الموقف المخزي الذي اتخذته الأولى حين التزمت بالنواهي الأمريكية فيما يخص عدم فتح المعابر لإغاثة المنكوبين في الوطن ومحاولة استغلال الزلزال لسرقة معونات المتضررين في الوقت الذي لم تصب فيه مناطق سيطرتهم بأية أذية.