خاص العهد
هل تشهد الأزمة السورية مسارًا سياسيًاً جديدًا؟
محمد عيد
شهدت سوريا حملة تضامن عربي ودولي معها بعد نكبة الزلزال التي ألمت بها. وكانت الكارثة الأليمة مناسبة ليتلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالات من زعماء دول لم يتواصلوا معه خلال الأزمة أبدًا، وكان لافتًا تصريح وزير الخارجية الأردني قبيل مغادرته مطار دمشق الدولي من أنه ناقش مع الرئيس الأسد سبل حل الأزمة السورية بما يحفظ شعب سوريا ووحدة أراضيها.
تحولات جديدة في المنطقة
في هذا الاطار، أكد الباحث السياسي المتخصص في الصراعات الدولية د. سمير أبو صالح أن "زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق وقبله وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد ولقائهما مع الرئيس بشار الأسد هما محطتان أساسيتان بامتياز سيما وأن كلا الوزيرين كانا قد صرحا في أكثر من مناسبة أنهما قدما إلى سوريا في إطار عمل إنساني إثر الزلزال المدمر".
وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار أبو صالح إلى أنه "في نفس الوقت كانت للوزيرين تصريحات تنم عن احتمالية وجود نواة لمشروع يصب في إجماع عربي معين وربما أيضًا في إجراء إقليمي ما"، وأضاف إنه "في الحالتين يعتبر هذا الحدث انتصارًا للدبلوماسية السورية التي تمكنت باقتدار عال جدًا من إعادة التموضعات العربية والإسلامية في هذه المنطقة إزاء الأزمة السورية المستمرة حتى الآن لما بقارب الـ ١٢ سنة متواصلة وكذلك فيما يتعلق بالاصطفافات العالمية والإقليمي".
وأوضح أن وزير الخارجية الأردني أبدى تفاؤلًا وكان أيضًا للشعب الأردني الدور الأكبر في التواصل مع الشعب السوري وقدم هؤلاء الأشقاء مساعدات جمة لأخوتهم في سوريا للمنكوبين ولضحايا هذا الزلزال، مشيرًا إلى إمكانية القول بأن هناك تحركات سياسية في المنطقة لأسباب كثيرة منها إنسانية ومنها ما هو سياسي.
الإعلامية سيلفا رزوق: كسر جزئي للحصار السياسي
بدورها، لفتت الإعلامية السورية سيلفا رزوق الى أن المساعدات الإنسانية التي جاءت من الدول العربية وبقية الدول حول العالم التي أرسلت المساعدات لسوريا عبر طائراتها وعبر القوافل البرية حملت بالإضافة للبعد الإنساني بعدًا سياسيًا واضحًا ظهر بداية من خلال إصرار الدول على إرسال طائراتها إلى المطارات السورية الثلاثة في دمشق وحلب واللاذقية رغم أن عقوبات قيصر الأمريكية تشمل هذه المطارات فشاهد الجميع طائرات من دول عربية تهبط للمرة الأولى في المطارات السورية منذ العام ٢٠١١ فكانت هذه أول رسالة سياسية عبّرت عن بدء كسر الحصار عن سوريا تحت العنوان الإنساني.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشارت رزوق إلى أن هناك عناوين سياسية حملتها المساعدات وهي الإتصالات والبرقيات التي تلقاها الرئيس بشار الأسد من عدد من رؤساء الدول العربية والأجنبية مثل الاتصال الذي جرى للمرة الأولى بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس بشار الأسد وكذلك التواصل المباشر من قبل الأردن وغيره من دول عربية لم تكن قبل هذه الكارثة تجري هذه الاتصالات بشكل مباشر أو تعلن عنها في حال حصولها.
وأوضحت أنه من خلال كثافة المساعدات القادمة إلى سوريا من بعض الدول فإنه يمكن القول إنها تحمل كذلك رسائل سياسية تقودها الإمارات التي حط وزير خارجيتها للمرة الثانية هذا العام في سوريا قبل أيام والطائرات الإماراتية حتى الآن تجاوزت الثلاثين طائرة، فيما دخلت السعودية على خط المساعدات الإنسانية مؤخراً وأرسلت ثلاث طائرات حطت في مطار حلب كخطوة سعودية لا يمكن فصلها عن الرغبة في كسر الحظر السياسي بين الدولتين في المرحلة الأولى.
وأشارت رزوق في حديثها لموقعنا إلى أن بقاء أوروبا والغرب والولايات المتحدة الأمريكية بعيدة عن هذه الخطوات الإنسانية لم ينف وجود خطوات أوروبية قادتها إيطاليا التي أصرت فيها على أن تهبط طائراتها في مطار بيروت رغم أن هناك أطباء إيطاليين وصلوا إلى دمشق مواكبة لهذه المساعدات. وكذلك رومانيا التي أرسلت طائراتها إلى بيروت رغم أن الرئيس الروماني كان قد توجه للسفارة السورية في بوخارست وعزى بضحايا الزلزال في سوريا.