معركة أولي البأس

خاص العهد

حزب الله في زحلة: خدمات لا تنقطع ومواكبة ميدانية لا تهدأ
01/03/2023

حزب الله في زحلة: خدمات لا تنقطع ومواكبة ميدانية لا تهدأ

لطيفة الحسيني

بين برنامج مُزدحم بالمواعيد والمراجعات، يقضي النائب رامي أبو حمدان يوميّاته في زحلة. منذ انتخابه مُمثّلًا عنها، يُرابط فيها مُستقبلًا ومُودّعًا ومُتنقّلًا بين بلداتها الـ44. تفرّغٌ تامّ لـ"عروسة البقاع" حتى لا يغفل عن شؤونها وهمومها. صحيح أن الوضع الإنمائي فيها أفضل بأشواطٍ من قرى البقاع الشمالي، إلّا أن المسؤولية تُحتم عليه المواكبة الحثيثة لكلّ من يلجأ إليه طلبًا لخدمة إنسانية.

يومُ أبو حمدان يبدأ باكرًا. في مكتبه يرفع لوحًا يُدوّن عليه مهمّاته ومُتابعاته حتى لا يسهو عن أمرٍ أو تكليف. يتلقّى اتصالات "الزحلاويين"، ويُحاول قدر الإمكان حلّ مشاكلهم التي باتت في معظمها طبّية واستشفائية.

خدمة الناس شعاره منذ ترشّحه للانتخابات، لكنّ تطبيقه أضحى صعبًا لا بل شاقًا عبر مؤسّسات الدولة، في ظلّ الانهيار الاقتصادي المتواصل. وكي يبقى وعده صادقًا، لا بدّ من الاستعانة بحزب الله وإمكانيّاته للتعويض عن العجز الرسمي.

عن شؤون دائرة البقاع الأولى، يتحدّث عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبو حمدان لموقع "العهد" الإخباري، وعمّا يقدّمه حزب الله لأهله وناسه هناك.

 

حزب الله في زحلة: خدمات لا تنقطع ومواكبة ميدانية لا تهدأ

 

 

وفيما يلي نصّ الحوار:

* كيف يبدو الوضع اليوم في زحلة وبلداتها من موقعكم كنائب عن الدائرة التي فزت فيها بـ16539 صوتًا؟

زحلة لها خصوصية كبيرة، فهي عاصمة الكثلكة في الشرق الأوسط، تجمع كلّ الطوائف ومختلف الطبقات والأحزاب الرئيسية ومعظم مراكز الدولة والثقل الاقتصادي، إذ تضمّ منطقة صناعية مُصنّفة فئة أولى وأخرى فئة ثانية، لكن على الرغم من ذلك تعاني كباقي المناطق ولا سيّما على مستوى الخدمات الحيوية الماء والكهرباء. في السابق، لم تكن تعاني من مشكلة كهرباء، بل كانت تنعم برفاهية مُطلقة من ناحية الكهرباء 24/24 ساعة، الى أن اختلف الوضع جراء ارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار العملة الوطنية.

زحلة اليوم عاصمة الاقتصاد في البقاع. هناك تقاربٌ جغرافي بين البلدات يسمح بتخفيف الضغط على الناس وتسيير أمورهم، باستثناء القرى البعيدة شرقًا كـكفرزبد ورعيت وقوسايا التي تعاني من غياب أغلب الخدمات جراء موقعها الجغرافي.

في زحلة وجودٌ لأغلب الأحزاب السياسية الرئيسية ما ينعكس إيجابًا على الناس لناحية تأمين الخدمات والتنافس من أجل ذلك، على الرغم من أنها معرّضة للتجييش الطائفي والمذهبي والإشكال الحزبي في أيّة لحظة من اللحظات. زحلة اليوم تستقطب الاستثمارات والدعم المالي الأوروبي، ما يجعلها مُنتعشة اقتصاديًا بشكل دائم. الحركة التجارية الحالية جيدّة جدًا وهي تشير الى أننا لم نصل الى وضع مخيف كباقي المناطق. ومع كلّ هذا النشاط، لا زلنا نرى قرى فقيرة لا بل معدومة، وربّما ذلك يعود أحيانًا الى الحصار الذي تتعرّض له كلّ بيئة داعمة ومؤيّدة للمقاومة.

* كيف تصفون التعاون بين نواب زحلة اليوم؟

ليست هناك مشاريع مشتركة. هناك من يغرّد في مكان بعيد عنّا. هناك تواصل مع النائب سليم عون بما يخدم المدينة. هناك أيضًا تعاون جيّد جدًا يصل الى حال واحد مع وزير الصناعة والنائب جورج بوشكيان. نتواصل دائمًا مع النائب بلال الحشيمي والنقاش معه لا ينقطع في أيّ موضوع يخصّ زحلة، أمّا التواصل مع نواب القوات اللبنانية فيقتصر على الاجتماعات تحت قبة البرلمان. نحن في خدمة أهلنا وناسنا. أيّ طرح يصبّ في مصلحة أبناء زحلة نتبّناه بشكل رسمي.

 


* الشعار الانتخابي الذي رفعتموه كان "خدمة الناس" والآن أتيتُم على ذكره أيضًا، الى أيّ حد قادرون اليوم على تطبيقه في ظلّ كلّ هذا الجوّ الضاغط اقتصاديًا وسياسيًا؟

عندما رفعنا هذا الشعار، فبالمبدأ خدمة الناس ستكون عبر مؤسسات الدولة، إلّا أن الوضع القائم لا يسمح بذلك. على الرغم من ذلك، نفعل ما بإمكاننا لأجل تطبيق هذا الشعار. اليوم نقوم بدراسة كلّ الطلبات المقدّمة لنا، ونوصلها الى الجهات المختصة والوزارات المعنية. نسدّ الثغرات ونتابع كلّ ما نستطيع متابعته عبر الاتصالات كي نخدم الناس فعلًا وقولًا. ولا يتوقّف الجهد عند هذا الحدّ، فنحن نستعين بمؤسسات حزب الله الصحية وغيرها لخدمة المواطنين بالتعاون مع المجلس التنفيذي في الحزب على إثر تعثّر كلّ المنافذ والطرق عبر الدولة. الأهمّ تعويض الناس وقضاء حاجاتهم والوقوف الى جانبهم في مِحنهم.

أكثر الخدمات التي يطلبها المواطنون منّا صحية. هناك إجرام يحصل في هذا السياق. وعليه، يمكن القول إن حزب الله عمل على الآتي:

حفر آبار مياه شرب في علي النهري ورياق والكرك والنبي أيلا
إنشاء مستوصف صحي مركزي في الكرك جامع للمنطقة هناك، والعمل جارٍ على إنشاء مستوصف مُشابه في حزرتا
إطلاق مشروع العباس الذي يهدف لترميم بيوت الفقراء
تجهيز سيارة إسعاف للقطاعين الغربي والشرقي
سعيٌ لبناء مدرسة جديدة في الكرك
سعيٌ لتأمين طبابة ومعاينات على الهيئة الصحية الإسلامية
تثبيت مبدأ كفالة النائب الطبية للمواطنين حتى لا يقف أحد منهم على أبواب المستشفيات

 

 

حزب الله في زحلة: خدمات لا تنقطع ومواكبة ميدانية لا تهدأ


*إنمائيًا ماذا يمكن القول عن الطرقات في حارة الفاكهاني ورياق وعلي النهري؟
 
مجلس الإنماء والإعمار هو المكلّف بموضوع الطرقات الرئيسية التي تربط البلدات ببعضها البعض. الطرقات الداخلية كما الحال مع حارة الفاكهاني هي من مسؤولية البلدية. القرار اليوم هو ترقيع الطرقات التي تصل القرى ببعضها بعضا وفق معايير معيّنة ولا سيّما لجهة الأكثر تضرّرًا.

* القضية الإنسانية في زحلة هي بناء جسر للمُشاة قرب كلية الآداب (الفرع الرابع) في الجامعة اللبنانية حتى لا تقع مجدّدًا حوادث سير مميتة ونخسر طلابًا ومواطنين في تلك المنطقة، ما الذي يعرقل المشروع؟

الموضوع قيد المتابعة ولم ينتهِ، لا أحد تجرّأ على القول نرفض إقامته. اذا تأمنت التقديمات لصالح بناء الجسر أنا أتبنّى المشروع بالكامل وأسير به للأخير.

* هل تتابعون أحوال البيوت التي تضرّرت بفعل الهزات الأرضية الأخيرة؟

بعد وقوع زلزال تركيا وسورية والهزات في لبنان، تواصل معنا بعض من أبناء زحلة، وعليه جرى اتصال مع رئيس "الهيئة العليا للإغاثة" اللواء محمد خير لمعرفة الآلية المعمول بها إزاء أحداث كهذه، وقال لنا إن المتضررين يجب أن يُبلّغوا البلديات لإجراء كشف وتقديم تقرير بناء على تشخيص مهندس مختصّ، على أن يُرفع التقرير الى المحافظ الذي بدوره يوصلها الى اللواء خير للتصرف على الأرض.

بالموازاة، قام حزب الله عبر مؤسساته بجهد وأجرت روابطه إحصاءً وتمّ ضمّ هذه التقارير الى مشروع العباس اختصارًا للوقت وتلبية لحاجات الناس التي طرأت على إثر الزلزال.  وبالفعل بدأ حزب الله بالاهتمام ببعض البيوت المتضررة وانطلق العمل من أحد منازل حارة الفاكهاني.


* ماذا يقال عن شبكات المياه في قرى زحلة وتعذّر وصولها الى عدد من البيوت؟

مؤسّسة مياه البقاع تكاد تكون مغارة علي بابا. لم أدرك هذا الفساد كما هو في هذه المصلحة. إنه فيلم رعب. الغشّ بالشبكات والتمديدات، والسرقات من تقديمات جمعيات وجهات مانحة.

في تعلبايا شتورة زحلة سعدنايل جلالا وصولًا الى الكرمة هناك 3 شبكات، واحدة قديمة واثنتان جديدتان. واحدة فقط تعمل. والحال ليس أفضل في الكرك وعلي النهري وحارة الفاكهاني ورياق. هناك تقاذف للمسؤوليات بين المعنيين هناك. شركة World Vision تعهّدت المشروع والتقديمات أمّنتها السفارة الألمانية في لبنان وبلغت نحو مليونا و200 ألف دولار لصالح بناء خزان ضخم وبرج ومضخات لتعمل وفق آلية محددة تنتهي بتوزيع المياه الى المنازل. بعد الاطلاع وتفقّد المشروع، تبيّن أنه مُنفّذ لكن ليس بالجودة المطلوبة. رفعنا الصوت وتابعنا هذا الملفّ، والمشروع عاد ليسير بالشكل السليم.

هذا المشروع الضخم لا يكفي علي النهري. هناك آبار أخرى تشغّلها السمسرات. السبب الرئيسي في هذا الموضوع سوء الإدارة والاستناسبية. في رعيت وجزء من حي الفاكهاني، حُفرت 4 آبار، إلّا أنها سرعان ما ردمت نتيجة بعض الحسابات الطائفية التي تتسبّب بحرمان بعض القرى من المياه الجوفية. وبالمناسبة، يمنع على حارة الفاكهاني فرز الأراضي.

اذًا المشكلة ليست في موراد البقاع، بل بالإدارة، وفساد المؤسسة والحسابات الطائفية وتعديات المواطنين.

نأمل خيرًا بعد تكليف المدير العام الجديد بالوكالة جان جبران بإدارة مؤسسة مياه البقاع، وبالمناسبة وضعنا خارطة طريق توصل الى الغايات المنشودة على أن نذلّل كلّ العقبات ونرمّم الثقة بالمؤسسة.


* من هنا نسأل عن الأمن في المنطقة والحفاظ عليه في القرى لمنع حصول أيّة حوادث قد تؤدي الى تداعيات خطيرة.

زحلة أمنيًا أفضل من أيّة منطقة في لبنان. دورية قوى الأمن لا تزال تحظى بهيبة كبيرة. كلّ الأجهزة الأمنية والعسكرية متّفقة على استتباب الوضع في زحلة.

أمّا على مستوى السرقات، فهذا من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي لا أحد يستطيع ضبطها. هناك معضلة تواجه القوى الأمنية وهي أنها تفتقد الى الموازنات التي تحول دون ملاحقة المطلوبين أو استلامهم.

وفيما يتعلّق بالنزوح السوري في المنطقة، يمكن القول إنه اذا تمّ إيجاد حلّ أو مخرج له، فـ60% من مشاكل زحلة تُحلّ. وهؤلاء يأخذون من درب أبناء المنطقة الوظائف، واليوم نشهد سوريين يفتحون مصالح تجارية.

للأسف اليوم نرى تشكيل عصابات يرأسها سوريون وقوامها لبنانيون. حتى أن بعض المخيّمات يمنع فيها أثناء ملاحقة مطلوبين استخدام أيّ سلاح بحجة عدم ترويع أحد من اللاجئين. لا بل أكثر، هناك اهتمام منقطع النظير من بعض السفارات حتى لا يُمسّ باللاجئين وبلا بخيمهم في قضاء زحلة.
تمّ التواصل مع مخابرات الجيش اللبناني، ويجري العمل على متابعة هذا الملفّ.


* هل لديكم خطة أو مشاريع لتأمين فرص عمل لأبناء المنطقة؟

صالات السجّاد تؤمّن فرص عمل اليوم. يُعمل على إيجاد بعض الحلول التي من شأنها توفير فرص لائقة لأهلنا في زحلة سيُعلن عنها لاحقًا.


* السؤال الأبرز اليوم مصير العقد التشغيلي لكهرباء زحلة قبل حلول 8 آذار المقبل، ما هو موقفكم من الموضوع؟ وهل تؤيّدون تمديده لـ10 سنوات أو سنة فقط وفقًا للاقتراحين المقدّمين من النائبيْن جورج عقيص والياس اسطفان من جهة والنواب ميشال ضاهر وجورج بوشوكيان وبلال الحشيمي؟

أوّلًا يجب أن نلفت النظر الى أن الجباية اليوم في كهرباء زحلة تصل الى 99%. هذا الموضوع حيوي بالنسبة للمدينة. التواصل دائم مع رئيس شركة كهرباء زحلة أسعد نكد. نحن مع التمديد للعقد من 5 الى 10 سنوات، لأن الأزمة في لبنان غير معلومة الى أين يمكن أن تصل مع التنبّه الى مسألة الشطور في الفاتورة حتى لا يتساوى من يستهلك طاقة صغيرة مع من يستهلك الكثير منها. وفي هذه الحالة، يمكن الاستفادة من هذا الوقت وتحويله الى فرصة حقيقية للعمل الجادّ على الانتقال الى العمل بالطاقة الشمسية تدريجيًا. ولاحقًا تحصل مناقصة لتقديم عروضهم وصولًا الى نقل التجربة ربّما الى منطقة بعلبك الهرمل ليكفلوا إنارتها 24/24 خلال 18 شهرًا، وذلك اذا سمحت الظروف القانونية نحن مع تمديد العقد لـ10 سنوات مع إجراء بعض التعديلات.


وماذا اذا لم تنعقد الجلسة التشريعية ويتمّ إقرار هذا القانون قبل 8 آذار، ماذا سيكون السيناريو؟

يستمرّ العمل في الشركة كأمر واقع. أمّا اذا أُخضعت القضية برمّتها للنكد السياسي والاعتبارات المناطقية فيكون سيناريو كهرباء لبنان هو الملجأ الأخير.

 

تصوير: موسى الحسيني

حزب الله في زحلة: خدمات لا تنقطع ومواكبة ميدانية لا تهدأ

 

زحلةمؤسسة كهرباء زحلة

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة