معركة أولي البأس

خاص العهد

مؤتمر الاتحاد العربي لعمال الزراعة والصناعات الغذائية في دمشق: معًا لتعزيز الأمن الغذائي العربي
01/03/2023

مؤتمر الاتحاد العربي لعمال الزراعة والصناعات الغذائية في دمشق: معًا لتعزيز الأمن الغذائي العربي

محمد عيد

بمشاركة عربية واسعة، احتضنت دمشق المؤتمر العام للاتحاد العربي لعمال الزراعة والصناعات الغذائية والصيد حيث تداعت كلمات أعضاء الوفود المشاركة لإطلاق جرس الإنذار فيما يخص الواقع المتهالك للأمن الغذائي العربي والأخذ بأسباب الحداثة واستنباط آليات عمل جديدة تقوم على أسس البحث العلمي وبلورة رؤية عمل شاملة بعيدا عن الاستعراض الذي وسم الاجتماعات السابقة.

المؤتمر كرّس انفتاح العرب على دمشق ورفض القائمين عليه للكيانات النقابية الموازية التي نشأت في ظل ما يسمى بالربيع العربي وسعت للتحول إلى منصات للتطبيع مع الكيان الصهيوني تحت عنوان حماية الأمن الغذائي العربي.

القادري: لتحويل الاتحاد إلى منصة بحث

من جهته أشار الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب جمال القادري إلى أنه حدد مع بقية رؤساء الوفود العربية المشاركة مسؤوليات المرحلة المقبلة بحيث "لا يجب أن تقتصر اجتماعاتنا ومؤتمراتنا فقط على تغطية الجانب التنظيمي والدستوري وانما يجب أن نستنبط آليات عمل جديدة تحول هذه الاتحادات المتخصصة على المستوى العربي إلى منصات بحثية لكي تساهم مع كل المؤسسات العربية المتخصصة بهذا المجال في إيجاد الأرضية والصيغة التي تكفل استغلال ما يزخر به الوطن العربي من ثروات لصالح شعوب الوطن العربي حقيقة".

وفي حديث خاص بموقع" العهد" الاخباري لفت القادري إلى أنه "لا توجد أمة في العالم تملك ما يملكه الوطن العربي من ثروات وأراض خصبة وعمالة مؤهلة وخبيرة ومع ذلك فإن الأمن الغذائي العربي ليس على ما يرام"، مشيراً إلى "وجوب حديث المؤتمرين بلغة العصر والتحديات التي تواجه العمال العرب على كل المستويات وفي جميع أقطارهم بغية المساهمة في الشأن العربي العام فمسألة الأمن الغذائي مسألة لا تخص فقط عمال الزراعة وانما تخص كل شرائح المجتمع باعتبارها مسألة حيوية واستراتيجية لذلك نتمنى أن يستطيع هذا المؤتمر المنعقد في دمشق أن يتخذ قرارات جادة في هذا الإطار تجعل من هذا الاتحاد منصة بحثية هامة تقدم بحوثا ودراسات قيمة وقابلة للتنفيذ باعتبار أن العمال على أرض الواقع يلامسونه ويدركون التحديات جيداً بحيث نساهم مع كل الفعاليات العربية العاملة في هذا المجال في صيانة الأمن الغذائي العربي وتحصينه".

مؤتمر الاتحاد العربي لعمال الزراعة والصناعات الغذائية في دمشق: معًا لتعزيز الأمن الغذائي العربي


 
وحول وجود كيانات نقابية عربية تحاول مصادرة عمل الاتحاد وليّ عنق العمل النقابي العربي باتجاه التطبيع مع العدو الصهيوني أشار الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في حديثه لموقعنا إلى أن "لكل المنظمات العربية الحق في اختيار التجمع الذي ترى نفسها فيه، ولكن أنا قلت أن كل ما نشأ عن مؤامرة الربيع العربي الذي استهدف استقرار الوطن العربي بالكامل وليس سوريا فقط يجب أن يعاد النظر به فنحن لدينا ثوابت ومبادئ ونحن لا نلتقي مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يرتكب كل يوم المزيد من الجرائم في فلسطين على أي مستوى، فكيف نلتقي معه على مستوى العمل النقابي؟".

وأضاف القادري "حتى عندما عقدت بعض الحكومات العربية معاهدات تطبيع فهذا شأنها ولكن على مستوى الشعب العربي كان القرار واضحاً بأن لا تطبيع مع هذا الكيان الغاصب طالما أنه يغتصب الحقوق وينكل بأبناء الشعب العربي الفلسطيني".

بلوق: لا للعمل الاستعراضي

رئيس اتحاد نقابات المزارعين في لبنان جهاد بلوق أشار في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أنه "للأسف الشديد العمل في بوتقة الاتحادات والعمل العربي المشترك  في أغلب الأحيان كان استعراضيا ولم يكن هناك برنامج يحفز وبرنامج مدروس مئة في المئة وفيه مراحل تتابع وتوثق ويحاسب عليها وتقيم لأجل وجود بدائل". وشدد بلوق على أن هناك فرصًا متاحة ولكن لا يوجد إرادة من التجمعات العربية لنقلها إلى حيز التنفيذ. وقال: "للأسف نسمع كلاما كثيرا وهذا مؤلم جدا فلم نجد في عمر طويل من العمل النقابي ما يبلسم الجراح إلا التكاتف والتعاضد بالكلام وهذا الأمر يجب أن نقف عنده بشكل جدي ومسؤول ونتابع ورقة عمل تكون واضحة جدا حيث كان هناك عدة أوراق عمل أعدت من أجل موضوع الأمن الغذائي وتضامن الدول العربية والسلة الغذائية للوطن العربي وللأسف إلى الآن لم يترجم شيء وبالأخص في هذه الظروف القاسية في آخر عشر سنوات مما حصل في الوطن العربي من أزمات كبرى زلزلت هذا العالم وتغيرت المعادلات والتوجهات وزاد الطين بلة وأصبح هناك تشتت وتشرذم عربي وتقاذف بالتهم ولم يتفقوا بعد على موضوع الأمن الغذائي العربي رغم كونه  هما لكل الدول في العالم الآن" .

وشدد نقيب اتحاد المزارعين في لبنان على أن موضوع شبح المجاعة والحصار الاقتصادي وغيره لا يواجه بالكلام والخطابات، والبدائل هي أن تكون هناك خطط عمل واضحة "مثلا نحن في لبنان نعمل في بعض الأمور بشكل جدي على تجاوز بعض المحن وتأمين بعض البدائل وهذا العمل يجب أن يكون عملا مشتركا من كل الدول مع بعضها البعض وإلى الآن لم نجد هذه الرؤية الواضحة والسليمة التي تجذب الآخرين إليها وتحاسب من يقصر، قد تكون هذه الإرادة موجودة ولكن العمل والتصميم غير موجود وآن الأوان لكي يكون هذا الإنذار وهذا التحذير في الحسبان لأن الوقت ضيق جدا جدا والوضع صعب جدا وتحديداً في الغذاء ولم يعد يحتمل السكوت عنه ويجب أن تكون هناك مبادرات فعلية وفيها محاسبة ورقابة ومتابعة".

لتكامل العمل العربي

رئيس الوفد المصري المشارك في المؤتمر سامي محمد رزق أكد في تصريح خاص بموقع "العهد" الاخباري أن الزمن الحالي هو زمن العلوم التي يجب أن تسخر لخدمة تعزيز الأمن الغذائي العربي وأن العرب يمتلكون كل الإمكانيات الاقتصادية والبشرية الكفيلة بوأد المجاعة في عالمهم والارتقاء بالمستوى المعيشي إلى مستويات تتجاوز أغلب الدول في العالم.

محمد بدوي رئيس الوفد الفلسطيني لفت في حديث خاص بموقعنا أن الغرب لن يقبل بأي شكل من الأشكال وجود نهضة عربية لا على المستوى السياسي ولا على المستويين الغذائي والانمائي لكن العرب يجب أن لا ينتظروا رحمة الغرب وأن ينهضوا بأنفسهم، مشيراً إلى أن المؤتمر أصر على طرح أوراق عمل بحثية مدعومة من دراسات علمية نظرية وعملية تنهض به وتحوله إلى منبر بحثي يحول النظرية إلى واقع ملموس.

وأشار عضو الوفد السوداني سفيان سليمان علي في حديثه لموقعنا إلى أهمية أن يصون العرب أمنهم الغذائي ويجعلوا منه خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وأن يواكبوا ثورات المعرفة والتكنولوجيا لتسخيرها في هذا السياق.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل