خاص العهد
فلسطين في قلب الصمود اليماني
سراء جمال الشهاري
تجاوزت القضية اليمنية بمبادئها وعقيدتها جغرافية الحدود، وامتدت لتشمل كل مستضعفي الأمة العربية والاسلامية. وما احترق اليمن سنينَ إلا لرفعه راية فلسطين، ولا حوصر وحورب إلا لأنه يحمل همّ الأمة كلها.
أمام مسار التصهين والتطبيع والعمالة، وتصعيد العدو الإسرائيلي غير المسبوق، يصعّد اليمن مع محور المقاومة في اتجاهٍ معاكس، نحو تحرير المقدسات، واستعادة أولى القبلتين وثالث الحرمين، وباستراتيجاتٍ لم يعهدها العدو الصهيوني من قبل.
خرجت المحافظات اليمنية الحرة في مسيراتٍ مليونية تفرّد الشعب اليمني بها، حملت عنوان "وفاءً للشهيد الصماد وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني وتحذيرًا للعدوان". وفي صفوف المسيرات نسج أبناء اليمن خيوط العلم اليمني مع العلم الفلسطيني، ودوّت أصوات التلبية للقدس.
يتحدث رئيس الملف الفلسطيني في حركة "أنصار الله" الأستاذ حسن عبد الله الحمران لموقع "العهد" الإخباري عن الدور اليماني في نصرة القضية الفلسطينية أنَّ "لليمن دورًا محوريًا ورئيسيًا، بل هو مرتكز المعركة. فنحن بحمد الله نملك الكثير الذي لا يملكه غيرنا وبتكاتفنا جميعًا في محور المقاومة، تكتمل الدائرة لينتج عنها عمل مختلف لم تعهده ساحة المعركة"، مؤكدًا "أننا كشعب يمني، يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات في فلسطين". وتابع "العدو الإسرائيلي يرصد ويتابع ويحلل كل ما يصدر من اليمن، لديهم حساسية عالية واستشعار للخطر ولو كان بعيداً مكاناً وزماناً".
ملامح المعركة القادمة مع العدو الإسرائيلي
بعد محاولة طمس القضية الأم من شعب الإيمان بحرب إجرامية كبرى، وحصار بريٍ وبحريٍ وجوي، فلسطين ما تزال حيةً في قلب كل يمني، بل أصبح اليماني قيادةً وجيشًا وشعبًا على أتم الجهوزية، ليس للتصدي للتحالف العدوان المتصهين فحسب، بل لمعركة تحررٍ إسلامية عربية كبرى، تعيد رسم الخارطة من جديد.
وفي هذا السياق يؤكد رئيس الملف الفلسطيني لموقع "العهد" الإخباري: "التنسيق بين اليمن وفلسطين جارٍ ومستمر، وسيستمر بإذن الله حتى تحريرها، والمرحلة المقبلة هي معركة تحديد مصير الأمة الاسلامية، وبلا شك أنها ستكون مختلفةً عن كل المعارك التي حدثت في الماضي، في أسلوبها وإدارتها ونتائجها".
ويضيف الحمران "كلام السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله واضح، وهو من بيده تحديد متى وكيف وأين تكون المشاركة، ونحن على استعداد تام للتنفيذ عند الإشارة".
وبارك الحمران انتصارات المقاومة الفلسطينية بالقول: "الإخوة الفلسطينيون واعون لأهمية المعركة وضرورة تغيير أسلوبها، وهم اليوم يخطون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه. وبالرغم من أنها في البداية إلا أن نتائجها عالية جدًا وفوق المتوقع، وما يحدث داخل مجتمع العدو الإسرائيلي، خير مثال على صحة المسار والاتجاه".
نفض اليمانيون عنهم أنقاض ورماد سني النار والقحط، فكان حصاد الصمود والصبر والجهاد هو يمن البناء، يمن العزة، يمن السيادة، يمن العروبة، يمن النصر، يمن وعد الآخرة.