خاص العهد
هل سنشهد إعلان اتفاق سوري ــ سعودي قريباً؟
دمشق ـ محمد عيد
يجزم مراقبون أن اتفاق الرياض وطهران على إعادة العلاقات بين البلدين وفتح السفارات فسر كثيراً من المرونة التي أبدتها السعودية تجاه سوريا والتي تجلت بشكل أكثر وضوحاً بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، ولعل هذا ما يفسر أيضا ترحيب دمشق بـ "الاتفاق" والإشارة إليه باعتباره أحد عوامل "الاستقرار في المنطقة".
دمشق مرتاحة للاتفاق
وأكدت دمشق أن "هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وإلى التعاون الذي سينعكس إيجابا على المصالح المشتركة لشعبي البلدين خاصة ولشعوب المنطقة عامة".
وأعربت دمشق عن "أملها في استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين دولنا العربية وأصدقائنا لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها في عالم اليوم".
وتستبطن نظرة دمشق هذه شعورها برغبة الرياض في مراجعة مواقفها السابقة من الأزمة السورية التي بقيت طرفا فيها لمدة طويلة وأذكت الصراع لحساب المتطرفين ضد الحكومة السورية قبل أن تنكفئ خلال السنوات الماضية على خلفية رغبتها في "تعدد مرجعياتها السياسية" والإنفتاح الدولي والإقليمي على دول هامة بعدما كانت الرياض تتبع البوصلة الأمريكية على نحو لا نقاش فيه قبل أن يتبين أنه لا جدوى منه كذلك.
دمشق تترقب بحذر
أكد عضو مجلس الشعب السوري وليد درويش أن العلاقات السورية السعودية قد أخذت منحا مختلفاً خلال الفترات الأخيرة قد يسمح بحصول خرق كبير في هذا السياق خلال المدة القادمة وخصوصاً بعد الإتفاق السعودي الإيراني الذي سيرخي بظلاله الإيجابية على عموم المنطقة.
وفي حديث خاص بموقع" العهد" الإخباري أشار درويش إلى حديث الرئيس السوري بشار الأسد عن أن السعودية خلال السنوات الماضية قد غيرت سياستها تجاه سوريا ولم تعد تتدخل في الشؤون الداخلية السورية، ولم تعد كذلك تدعم الفصائل الإرهابية المسلحة لافتاً إلى أن الرئيس الأسد لا يتحدث من باب المجاملة بل يبدو كلامه واقعياً ومنطقيا.
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري في حديثه لموقعنا بأن تصريحات وزير الخارجية السعودية الأخيرة تنم عن أن هناك شيئا ما قد تغير في السياسة السعودية
"اعتقد أن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ذهب باتجاه الانفتاح على كل الدول العربية ولكن هذا الانفتاح بطيئ لعدة أسباب فهو لا يستطيع أن يقول لا للولايات المتحدة الأمريكية بشكل مفاجئ والجميع رأى عدة تغييرات في الداخل السعودي وهذه التغيرات تشمل الاتفاقات العسكرية السعودية الروسية التي ازعجت الولايات المتحدة الأمريكية والاتفاقات الإيرانية السعودية الأخيرة التي ستأتي لصالح كل المنطقة وكل الشعوب العربية والإسلامية وهذا الموضوع أزعج الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً وكذلك الأمر بالنسبة لكلام المسؤولين السعوديين باتجاه الوضع في سوريا والحرب التي فرضت عليها وكلامه بضرورة أن يجد السوريون حلا لأزمتهم مع قدرة السعوديه على المساعدة "
وشدد عضو مجلس الشعب السوري على أن السعودية قد أحست بما ارتكبته من أخطاء في السياسة تجاه سوريا لأنه لو كانت السعودية من الدول التي وقفت في بداية الحرب على سوريا وقالت لا لهذه الميليشيات الإرهابية المسلحة وتوقفت عن دعمها "لما وصلت الحال إلى هنا".
ولفت درويش إلى أن السياسة السورية تقول بصراحة بأننا تفتح الابواب على مصراعيها لتوحيد الجهود العربية لدعم العمل العربي المشترك الذي تبنته سوريا منذ قمة بيروت أو قبلها منذ قمة دمشق، وليس لدى دمشق مشكلة في لقاء المسؤولين السعوديين علما بأن هناك لقاءات قد حصلت لترتيب العلاقات بين البلدين " أعتقد أنه في الأيام القادمة سنتفاجئ كما تفاجئ الجميع في الإتفاق السعودي الإيراني بوجود إتفاق آخر سوري سعودي".