معركة أولي البأس

خاص العهد

المقداد في القاهرة: ماذا وراء الزيارة؟
02/04/2023

المقداد في القاهرة: ماذا وراء الزيارة؟

دمشق - علي حسن

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 14 عاما وصل وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد إلى القاهرة، والتقى نظيره المصري سامح شكري في مقر الخارجية المصرية، وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن المباحثات تناولت مختلف العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل دفعها وتعزيزها بالإضافة إلى الملفات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في حين قالت الوكالة الرسمية السورية للأنباء سانا أن الطرفين أكدا على استمرار التنسيق والحوار بين البلدين في مختلف الاصعدة كما رحب الطرفان بالاتفاق السعودي الايراني الذي ابرم مؤخرا معبرين عن املهما في أن يسهم هذا الاتفاق في زيادة الأمن والاستقرار في المنطقة". 

زيارة لها مابعدها

حول الزيارة وأهميتها رأى المحلل السياسي أحمد الأحمد أن زيارة المقداد لمصر وهي الأولى من نوعها منذ العام 2009 تتجاوز البعد الانساني لكارثة الزلزال التي حلت بسورية وتبعاتها، والتي كانت العنوان الرئيس لزيارة وزير الخارجية المصري في السابع والعشرين من شهر شباط/ فبراير الماضي بل باتت تكريسا لنهج المصالحة الذي يسود المنطقة وخاصة الاتفاق الايراني السعودي الذي رحب به الطرفان وكذلك التقارب السوري السعودي وقرار المملكة السعودية اعادة تفعيل سفارتها في دمشق والافطار الذي جمع  سفير سورية والسعودية وإيران في مبنى السفارة الايرانية في بغداد.

وأكد الأحمد أن المنطقة تقف أمام متغيرات كبرى تنهي جو الفرقة والنزاع بين أنظمتها وشعوبها ويكون الخاسر الأكبر فيها كيان الاحتلال الذي يسعى جاهدا إلى الايحاء أن الجمهورية الإسلامية الايرانية هي العدو وليس كيانه الغاصب الذي يحتل الأرض العربية ويواصل اعتداءاته على شعوب المنطقة

الزيارة رسالة دعم مصرية لسورية قبيل انعقاد الاجتماع الرباعي

وحول توقيت الزيارة قال المحلل السياسي لموقع "العهد" الاخباري أن توقيت زيارة المقداد التي جاءت بطلب من الحكومة المصرية يحمل دلالات كبرى باعتبارها تسبق الاجتماع الرباعي المقرر عقده في موسكو لتطبيع العلاقات بين سورية وتركيا برعاية ايرانية روسية وهي تمثل رسالة دعم مصرية لسورية في تلك المفاوضات، خاصة وأن مصر ظلت لفترة طويلة تتشارك سورية الهواجس نفسها من السياسة التركية وتدخلها في الشأن الداخلي في كلا البلدين، ودعمها للجماعات المسلحة فيهما، وبالتالي فأن القاهرة تجد في تقوية الموقف التفاوضي السوري قبيل الاجتماع الرباعي تقوية لموقفها وعامل ضغط قوي على انقره لتغيير سياستها في دعم الجماعات المتطرفة بشكل كامل.

تحضيرات لقمة سورية مصرية مرتقبة

وعن المعلومات التي تفيد باحتمال عقد قمة تجمع الرئيسين السوري والمصري بعد عيد الفطر، أكد الأحمد أن هذه المعلومات لم تأت من فراغ، ومثل تلك القمة ستكون تتويجا للتقارب السوري المصري، وهناك معلومات من مصادر عديدة تتحدث عن زيارة سيقوم بها وفد مصري لسورية ستكون تمهيدا لهذه القمة، وسبق للرئيس السيسي أن أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الأسد بعد زيارة شكري لسورية ولا شيء يمنع عقد لقاء بينهما.

وأضاف المحلل السياسي أن التعاون السوري المصري  حاجه ملحه للطرفين وأن ابتعاد مصر عن سورية وكذلك عن الجمهورية الإسلامية الايرانية خلال الفترة الماضية كان استجابة لضغوط بعض الدول الخليجية أكثر من كونه مصلحة مصرية وبالرغم من اغلاق الدول العربية سفاراتها في دمشق ابقت مصر سفارتها مفتوحة مكتفية بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي وتخلل ذلك الكثير من التعاون والتنسيق غير المعلن خاصة في الموضوع الأمني ومواجهة الجماعات المدعومة من قبل تركيا في كلا البلدين. 

عبد الفتاح السيسي

إقرأ المزيد في: خاص العهد