خاص العهد
"اسرائيل" تصعد اعتداءاتها في سوريا.. هربًا من الداخل؟
دمشق - علي حسن
صعّد كيان الاحتلال اعتداءاته الجوية والصاروخية على سوريا واستهدف للمرة الثالثة خلال أربعة أيام مواقع ومنشآت داخل الأراضي السورية. وقال مصدر عسكري سوري بعد الاعتداء الأخير إن العدو الإسرائيلي نفذ عدواناً جوياً من اتجاه شمال شرق بيروت مستهدفاً بعض النقاط في مدينة حمص وريفها، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها وأدى العدوان إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية. فيما أعلن الحرس الثوري الايراني استشهاد مستشار عسكري ثان متأثرًا بالجراح التي أصيب بها خلال غارة صهيونية نفذت منذ عدة أيام. أما الخارجية الايرانية فأكدت أن استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني على سوريا يعد انتهاكاً لسيادة هذا البلد وأن الجمهورية الإسلامية تحتفظ بحق الرد على إرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني.
كيان الاحتلال يحاول تصدير أزمته الداخلية
حول التصعيد الصهيوني غير المسبوق على الأراضي السورية، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد ابراهيم الجاسم لموقع "العهد" الاخباري إن الهجمات الأخيرة لطائرات العدو التي تتجنب دخول الأراضي السورية وتنفذ معظم هجماتها عن طريق البحر أو من فوق الأجواء اللبنانية أو مرتفعات الجولان استهدفت هذه المرة مواقع غربي حمص وتحديدًا مطار الضبعة العسكري ومركز البحوث العلمية وبطارية دفاع جوي سورية شاركت بالتصدي للأهداف المعادية، والجنود السوريون الذين اصيبوا بهذا العدوان كانوا طاقم هذه العربة. إلا أن الجاسم أكد أن هذا التصعيد الصهيوني مرتبط بأسباب داخلية اسرائيلية أكثر من كونه مرتبطًا بأسباب عسكرية وميدانية على الأرض، معتبرًا أن حكومة أقصى اليمين برئاسة نتنياهو تحاول الخروج من أزمتها الحادة عبر تصديرها إلى الخارج من خلال مواجهة خارجية أو الادعاء بتحقيق انجازات وهمية وهذا ما سارع إليه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عبر زعمه أمام أعضاء حكومته أن كيانه كبد ما وصفها بالأنظمة الداعمة للارهاب خارج حدود "اسرائيل" خسائر فادحة، في إشارة منه إلى الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي السورية.
واستبعد العميد الجاسم أن تنجح هذه الوسائل في اخراجه من عنق الزجاجة نظرًا لاستفحال الأزمة الداخلية الصهيونية التي لم يشهد الكيان مثلها منذ تأسيسه وحتى الآن.
"اسرائيل" والخيارات المريرة
وفيما يرتبط بتطورات الأحداث داخل كيان الاحتلال وعلى حدوده الشمالية، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي أن الخيارات التي تمتلكها حكومة الاحتلال ضيقة ومحدودة وأن نتنياهو لا يستطيع الخروج من أزمته التي باتت أزمة وجودية للكيان ككل عبر افتعال المشاكل مع قوى المقاومة، فالأزمة الداخلية الاسرائيلية دخلت أسبوعها الثالث عشر ولا يوجد أي أفق لحلها وبات كيان الاحتلال يعيش حالة شلل شبه تامه أدت الى تعطيل حركة المطارات وتوقف مطار بن غوريون عن العمل وكذلك موانئ أسدود وحيفا ومشاركة نقابة الأطباء بالاضراب، كما أن هناك العديد من القطاعات التي شاركت بالاضراب ونتج عن ذلك تراجع قيمة الشيكل الاسرائيلي بنسبة 2 بالمئة بالتزامن مع حديث عن اغلاق بورصة تل ابيب لوقف انهيار العملة وبات الشارع الصهيوني منقسمًا إلى قسمين وأصبحت الصدامات بينهما أمرًا يوميًا، وبالتالي لم يعد مجديًا أمام حكومة نتنياهو التورط في أية مغامرة عسكرية مع قوى المقاومة خاصة وأن مثل هكذا مغامرات ستكون خطيرة وغير محسوبة العواقب فكيان الاحتلال فشل فشلًا ذريعًا في كل المواجهات السابقة بالرغم من أنه كان في ذروة قوته فكيف به الآن وهو يعاني من الضعف والمشاكل التي وصلت إلى مؤسسته العسكرية؟
وختم العميد الجاسم بأن نتياهو يعلم جيدًا أنه لا يستطيع المضي بعيدًا في تجاوز الخطوط الحمراء وخاصة ضد الجمهورية الإسلامية وحرسها الثوري الذي يعرف تمامًا كيف يواجه أعداءه وينتقم لشهدائه ولكنه في نفس الوقت يملك ما يكفي من الحكمة لكي يختار هو توقيت المعركه ويحرم عدوه من هذا الخيار.