خاص العهد
زيارة بن فرحان إلى دمشق: وجه للسياسة وآخر للاقتصاد
محمد عيد
تبدو السعوديّة جادة في طي صفحة الحرب على سوريا، وزيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق وقبلها استقبال الرياض لوزير الخارجية السوري جاءت في هذا الاطار. وفيما أشاد الرئيس السوري بشار الأسد بالسياسات السعودية "المنفتحة والواقعية" فإن ترجمة هذه السياسات الجديدة على أرض الواقع على ما يرى المراقبون ستكون لها وجهان وجه سياسي يعزز الاستقرار والثقة وآخر اقتصادي يستجلب الاستثمارات ويحرك عجلة الاقتصاد.
يرى الإعلامي في التلفزيون الرسمي الإيراني عصام هلالي أن هناك بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين دمشق والرياض بعد انقطاع دام لاثنتي عشرة عاماً. وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري اعتبر هلالي أن هذا التطور في المسار السعودي يعد نقطة لحساب سوريا ونصرًا لها، وهذه الانعطافة والتغيير في طريقة التعاطي السعودي يأتيان بعد اتفاق استئناف العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية والذي حصل بمباركة ورعاية صينية وهي بداية لمرحلة جديدة تبتعد فيها السعودية نوعاً ما عن الولايات المتحدة الأمريكية لأنها وجدت في العشر سنوات الماضية أنها لم تحقق شيئا من الطرح الأمريكي.
زيارة تستجلب الاستثمارات
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي مضر غانم أن الاستقرار السياسي يفتح الآفاق أمام الانتعاش ودوران عجلة الاقتصاد الحقيقي واستقرار قيمة العملة الوطنية.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري يؤكد غانم أن الانفتاح العربي على دمشق وتوافد المسؤولين العرب إليها وآخرهم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بما تمثله بلاده من ثقل سياسي واقتصادي وازن يعزز من ثقة رأس المال العربي والدولي بالدولة السورية ومؤسساتها الاقتصادية ويدفع باتجاه تدفقه نحوها على نحو يؤسس لاقتصاد جديد غير اقتصاد الأزمة.
ويشير الخبير الاقتصادي في حديثه لموقعنا إلى كلام وزير الخارجية السعودي حول ثقة بلاده بقدرة سوريا وشعبها على تجاوز آثار الحرب وتحقيق التنمية المستدامة مؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب سوريا ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة أراضيها وأمنها واستقرارها وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين.
ويلفت غانم إلى أن حديث وزير الخارجية السعودي عن تهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين قد يعكس في جانب منه رغبة الرياض في المشاركة بإعادة الإعمار في سوريا وضخ الاستثمارات في هذا البلد إدراكا منها بأن عدوى الاستقرار ستصيب الجميع وعوائده كذلك ستكون على كل دول المنطقة مشيراً إلى أن الترقب المشفوع بالتفاؤل سيكون سيد الموقف في المرحلة المقبلة.