خاص العهد
قضاء يومي عيد الفطر المبارك بـ17 مليون ليرة لبنانية
إيمان مصطفى
"طار العيد والعيدية"، هكذا يختصر اللبنانيون الوضع مع قرب حلول عيد الفطر المبارك. في لبنان الذي لا يزال ينحدر اقتصاديًا وبشكل كارثي باتت أبسط مقومات الحياة فيه بمثابة حلم. غيّر الناس عاداتهم الاحتفالية والاجتماعية والغذائية مع انخفاض القدرة الشرائية بنسبة أكثر من 95 بالمئة، واقتصار الاستهلاك لدى كثيرين على الأساسيات. أما السلع الكمالية فقد باتت أسعارها أضعافًا مضاعفة. الحلويات ــ على سبيل المثال ــ أصبحت تعادل أسعارها نصف الراتب الشهري، بينما تتخطّى تكلفة الاحتفال في العيد الراتب بأشواط. فكم ستحتاج العائلات اللبنانية للاحتفال بالعيد؟
الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين يؤكد لـ"العهد" أنّ تكاليف العيد تتفاوت بين عائلة وأخرى، فبإمكان المواطن شراء الثياب باهظة الثمن أو الرخيصة، كما أنّ اختياره لأصناف الحلويات يلعب دورًا بتحديد تكلفة مصاريف العيد، وكذلك تتفاوت كلفة النقل بين القرى القريبة والبعيدة.
وفقًا لشمس الدين، يحتاج المواطن اللبناني بالحد الأدنى إلى 7 ملايين ليرة لبنانية لعائلة مكونة من 5 أفراد ليومي العيد موزعة كالتالي: قرابة المليون ليرة لكيلو اللحم، مليونا ليرة لكلفة النقل، مليون ليرة ونصف المليون ليرة لصنف من الحلويات، وقرابة الثلاثة ملايين ليرة ونصف المليون للثياب - كحد أدنى - ويزداد الملبغ صعودًا.
الكلفة أعلاه لا تتضمن زيارة المطاعم والملاهي، بحسب شمس الدين، اذ إن كلفة تناول وجبة الغداء في المطعم لأربعة أشخاص تقريبًا قد تصل الى 10 ملايين ليرة وأكثر، وبحدها الأدنى الى 6 ملايين ليرة. وبالتالي، باحتساب الكلفة الإجمالية يحتاج المواطن لقرابة 17 مليون ليرة لقضاء يومي العيد.
يقول شمس الدين "إن الهدايا و"العيديات" حُذفت من قاموس اللبنانيين، فهناك شلل في الأسواق مقارنة بالأعوام الماضية. وتكلفة العيد الباهظة أدّت إلى تراجعٍ كبيرٍ في الإقبال على شراء الحلويات"، بحسب ما يلفت إليه شمس الدين، فالمبيع في محال الحلويات في اليومين الماضيين تراجع إلى النصف عن السنة الماضية.
ويشير شمس الدين إلى أن أكثر من 70 % من اللبنانين باتوا عاجزين عن ممارسة طقوس العيد والاحتفال به.
ويرى الباحث في "الدولية للمعلومات" أن المواطن اللبنانيّ بات رهينة "الدولار"، ومع رفع الدولار الجمركي سترتفع الأسعار وسيزداد الركود، معتبرًا أن قرار الحكومة اللبنانية بزيادة رواتب موظفي القطاع العام أربعة أضعاف لم يبدّد هواجس اللبنانين، وسط مخاوف من ارتفاع إضافي بسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ما يطيح بقيمة الزيادة، وبالتالي فإن الواقع المعيشي الصعب بات أكثر حضورًا فيما بهجة العيد مفقودة.