خاص العهد
قمة الأسد - رئيسي تؤرق بمفاعيلها كيان العدو
محمد عيد
واكبت وسائل الإعلام الصهيونية ومن ورائها دوائر صنع القرار في كيان العدو زيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي إلى دمشق منذ اللحظة الأولى للإعلان عن موعدها. وعلى الرغم من محاولة هذه الدوائر استقراء ما يمكن أن تسفر عنه هذه الزيارة إلا أن مفاعيلها بقيت شديدة الوطأة عليهم وتجلى ذلك بوضوح من خلال تصريحاتهم التي أكدت على تماسك هذا المحور ويقينه التام بقدرته على الانتصار.
وليد درويش: رسائل عديدة من هذه الزيارة
يرى المحلل السياسي وعضو مجلس الشعب السوري السابق وليد درويش أن "زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى دمشق حدث هام وكبير ويطلق رسائل مؤثرة في العديد من الاتجاهات". وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري يشير درويش إلى أن "أولى هذه الرسائل تمثلت في نجاح التحالف السوري - الإيراني في إسقاط الخطط والمشاريع التي استهدفت سوريا وقيادتها من خلال الدعم الإيراني الكبير لسوريا خلال الحرب وحديث الرئيس الإيراني خلال لقائه الرئيس الأسد بأن إيران تدعم سوريا قيادة وحكومة وشعباً ومؤسسات وأن هذا الدعم لم يكن عسكرياً وأمنيا فقط بل هو دعم إقتصادي ونال جرعة أكبر من خلال الاتفاقيات المتعددة التي وقعت بالأمس بين البلدين في مختلف أوجه الاقتصاد وأهمها اتفاقية التعاون الاستراتيجي الطويل الأمد التي وقعها الرئيسان شخصياً والتي تركز على الجهد الإيراني في إعادة إعمار البنى التحتية في سوريا.
ويضيف درويش أن "الرسالة الثانية موجهة وبشكل مباشر للعدو الصهيوني ومفادها أن إيران لن تترك سوريا وحدها في مواجهة هذه الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة والمتكررة على سوريا وأن هناك رداً سيكون من محور المقاومة عموماً وليس فقط من سوريا التي تشكل حلقة قوية في محور المقاومة"، مشيراً إلى أن "الاتفاقات التي تجمع هذا المحور ليست فقط اتفاقات سياسية إنما هي اتفاقات أخلاقية بالدرجة الأولى والدم الذي قدمه هذا المحور إن كان في سوريا أو العراق أو اليمن أو لبنان أو فلسطين هو دم نبيل ومشترك وسينتهي بانتصار وهذه الزيارة بمثابة إعلان عن هذا الانتصار".
ويلفت المحلل السياسي إلى أن الرسالة الثالثة التي تحملها هذه الزيارة تؤكد دعم إيران وسوريا لكل قوى هذا المحور وبخاصة منه القضية الفلسطينية والشراكة التي يوليها البلدان للدفاع عن فلسطين وفق تعبير الرئيس بشار الأسد وتخصيص الرئيس الإيراني حيزا كبيرا من خطابه في قصر الشعب للحديث عن الشعب الفلسطيني ولزوم الوقوف إلى جانبه وإلى جانب كل الدول الأخرى التي يحتل الكيان الصهيوني أراضيها سواء في الجولان أو مزارع شبعا في لبنان.
ويشدد عضو مجلس الشعب السوري السابق إلى أن الرسالة الرابعة التي تود إيران إيصالها من دمشق هي تشجيعها ودفعها باتجاه إعادة العلاقات بين سوريا والدول العربية والمساهمة في مسار إعادة سوريا إلى مكانها الطبيعي في المنطقة والمحيط العربي وخاصة بعد حصول الاإتفاق السعودي الإيراني الذي شكل حالة إيجابية في هذا السياق، واستدعى حالة من الهيجان والتوتر داخل أوساط الكيان الصهيوني الذي بات يشعر بأن سوريا راكمت وبفصل الدعم الإيراني الكبير الكثير من التجارب والقدرات وستبني عليها الكثير في المستقبل القريب.
ابراهيم زعرور: الكيان مرتبك
الباحث والمحلل السياسي السوري الدكتور ابراهيم زعرور أكد من جهته أن حالة من الارتباك تسود الكيان الصهيوني منذ تم الإعلان عن زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار زعرور إلى أهم تعليقات الإعلام العبري ودوائر صنع القرار في الكيان الصهيوني حول هذه الزيارة ومنها ما جاء على لسان معلق الشؤون العربية في قناة "كان" الإسرائيلية الذي قال إن زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا تمثل "تحالفًا استراتيجيًا لا يمكن كسره".
وأضاف الباحث السياسي أن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت بأن زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا تأتي في توقيت مهم على المستوى الإقليمي ورسالتها هي "أننا انتصرنا، وتحالفنا الاستراتيجي لا يمكن كسره"، لافتًا الى تخوف دوائر صنع القرار في الكيان الصهيوني من فكرة أن إيران ووفق التعبير الصهيوني نفسه تسعى لـ "تقوية" جبهة المقاومة وزيارة رئيسي لسوريا خطوة جدية وعملية في هذا السياق".
وشدد زعرور على أن الكيان الصهيوني يعيش حالة من اختلال الوزن على أثر انزياح القوى في العالم من الغرب إلى الشرق وفق توصيف الرئيس بشار الأسد بالأمس فلم تعد الولايات المتحدة على استعداد لمسايرة الكيان الصهيوني في كل شيء لأنها ببساطة تدرك عواقب ذلك وأن الدور العالمي الجديد تتنازعه قوى صاعدة كالصين وروسيا وغيرهما من الدول التي لن تترك الساحة لواشنطن تفعل خلالها ما تشاء كما في السابق.
وختم الباحث السياسي والتاريخي حديثه لموقعنا بالاشارة إلى أن الإعلام الصهيوني تحدث عن أن هذه الزيارة هي "بداية عهد إيراني جديد" وهو حديث يؤرق الكيان الصهيوني ويحيله مجدداً إلى مسألة التفكير الجدي بجدوى بقائه كيانا غاصبًا على أرض فلسطين.