خاص العهد
فلسطين تنصر الأقصى.. المسيرة بالمسيرة والدم بالدم
مصطفى عواضة
أصرّ المستوطنون المتطرفون بقيادة وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في الـ "كنيست" على حشد غير مسبوق للمشاركة في "مسيرة الأعلام" الصهيونية، لكن الشعب الفلسطيني كان بالمرصاد، وأفشل مخططات الصهاينة، وهذا ما أثبته حجم المشاركة الكبير للفلسطينيين في التصدّي للمستوطنين في ساحة باب العامود في القدس وفي مسيرات رفع الأعلام الفلسطينية في ساحات أخرى من بينها قطاع غزة.
"مسيرة الاعلام لن تمر"، شعار رفعه الفلسطينيون، وأكدوا بحضورهم في الساحات قدرتهم على التصدي، حيث واجه أهالي مدينة القدس المحتلة، بتكبيراتهم وإرادتهم القوية استفزازات المستوطنين المتطرفين خلال "مسيرة الأعلام"، فيما رفع عدد من المقدسيين أعلام فلسطين أمام مجموعات المستوطنين المتطرفة، مؤكدين أنّ القدس ستبقى إسلامية عربية وعاصمة أبدية لفلسطين.
وشهدت "مسيرة الأعلام" اعتداءات على عدد من الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال التي نشرت عشرات القناصة في باب العامود، وذلك بعد رفع الشبان للأعلام الفلسطينية، وتقاطرهم إلى المكان بأعداد كبيرة.
وتزامن مع هذه المسيرة الصهيونية، مسيرات أعلام فلسطينية ومواجهات مع قوات الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة، مما أدى الى وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين.
وقوفًا عند مجريات هذه الأحداث، أكد عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" سهيل الهندي أنّ: "تنظيم مسيرة في غزة مواجهة لمسيرة الأعلام الصهيونية الاستعراضية، والتي تُعدّ خطوة غير مسبوقة، لهو رسالة للعدو مفادها أن كل الأراضي الفلسطينية ساحة واحدة في مواجهة الاحتلال، وثبات على "وحدة الساحات" التي عمّدتها بالدم بنادق المقاومة بكل فصائلها".
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، قال الهندي: "إنّ مسيرة غزة اليوم هي إعلان لجهوزية المقاومة، ورسالة للعدو بأن لا يرتكب أي حماقة بحق الشعب الفلسطيني، ليس في القدس، حيث المسيرة الاستفزازية، بل على امتداد الأراضي الفلسطينية".
من جهته، الخبير في الشؤون الصهيونية إيهاب جبارين بيّن في حديثه لـ "العهد" أن "مسيرة الأعلام التي حصلت تهدف لإلهاء الرأي العام الصهيوني بهكذا أحداث، إذ يشهد الكيان اليوم أسوأ حالات انقسام في تاريخه، وتهدف أيضًا لمحاولة صنع انتصار موهوم بعدما كسرت المقاومة الفلسطينية "هيبة" حكومة الاحتلال في "ثأر الأحرار" التي أرضخت بنيامين نتنياهو لشروط "سرايا القدس" لوقف إطلاق النار".
وأشار جبارين إلى أنّ "الصهاينة يعمدون من خلال "مسيرة الأعلام" إلى استعراض الهيمنة التي هي ديدن الكيان الصهيوني"، موضحًا أن نتنياهو يتعامل وكأنه في موقع المنتصر بعد فشله في تحقيق أهدافه في عدوانه الأخير على غزة، ومتناسيًا "أزماته الداخلية التي جعلت الكيان في حالة تآكل ذاتي وعلى شفير الزوال".
وتطرق جبارين للمسيرات في غزة المناهضة لمسيرة الأعلام الصهيونية قائلًا: "إنّ هذه المسيرات هي نوع من الرد على الكيان الصهيوني ضمن خطوط الاشتباك عبّرت خلالها فصائل المقاومة بأن المسيرة بالمسيرة والدم بالدم".