خاص العهد
عملية بدر الكبرى: يوم أذل فتية التعبئة نخبة العدو في اقليم التفاح(2-2)
يوسف الشيخ
إنه فجر الأحد آخر أيام شهر أيار/ مايو من العام 1987 الموافق للثالث من شوال عام 1407 هجرية والمصادف لذكرى غزوة الخندق وقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لعمر بن ود العامري.
يتسلل الفجر متنفساً ولاثماً صفحة جبين 400 مجاهد جلهم من مجاهدي التعبئة العامة في حزب الله. كانت تلك المشاركة الثالثة أو الرابعة لمعظمهم، إلا أنها كانت الأكثف حيث لم تتعد المشاركات السابقة ثلث هذا العدد الذي أخضع منذ الانسحاب الكبير عام 1985 لتأهيل احترافي ومكثف في جميع الاختصاصات حتى بات ثقلاً يحسب له وزنه، وحيث أن "الروح هي التي تقاتل" فقد جمع هؤلاء الفتية الذين يبلغ أصغرهم 18 ربيعاً وأكبرهم على مشارف الأربعين عاماً الروح بالخبرة والتجربة والكفاءة.
كانت الطمأنينة قد بلغت بهم مبلغاً بحيث أن ركباناً من المجاهدين كانت تغط في النوم بعد انتظار طويل على بعد أمتار أو عشرات الأمتار من المواقع المستهدفة، ينامون باطمئنان في هدأة ليل جبل عامل الجميل والذي يغري المتعب والسليم بالنوم.
والشاب الصبيح الوجه الذي كان يقضي عطلة العيد بعد شهر رمضان في راحة مؤقتة من العمل أو من الدراسة، فضّل أن يمارس دقائق راحته في الظلال الدامسة لمواقع الأعداء التي لم يكن يزعجه فيها إلا تحريك أحد العملاء لجهاز الإنارة القوي في الموقع هنا أو هناك وهو يستكشف محيطه.
بلغ آذان الصبح قلوبهم قبل آذانهم، فمن يسمع صوت الآذان الجميل في صافي أو في أي ثغر من ثغور المقاومة في إقليم التفاح والمتصل من مآذن صيدا وعين الحلوة صعوداً نحو الإقليم وصولاً نحو النبطية، يشعر أنه يسبح في بحر من صدى الآذان يمتد ويمتد، وأن كل الجغرافيا التي تسكنها بيئة المقاومة تؤذن كلها، حيث يسمع الكامن للعدو أو الحارس للثغور أو العنصر في دورية الاستطلاع عشرات مداءات الآذان تنطلق مكبرة في وقت واحد، شاهدة لله بالوحدانية فيشعر أنه يجلس على أجنحة الملائكة.
كان المجاهدون قد أُبلغوا من مسؤوليهم بأن فترة (5-7) دقائق تفصل بين الآذان وبدأ العملية فعليهم أن يتموا صلاة الصبح بأول وقتها في أقل من 5 دقائق.
بين همسات الصلاة وبكاء الخاشعين نغمة أخرى تقلب الأرض سماءاً والسماء أرضاً. هؤلاء أبناء الكرار (ع) يتمون صلاتهم ويتأبطون سيوفهم استعداداً لاجتياز الخندق، فكل عمرهم عاشوا بحلم اللحظة التي ينهلوا فيها من ضربة علي (ع) في "يوم الخندق" ليصنع فجرهم هذا في الذكرى الـ 1402 لضربة إمامهم علي (ع).
يقطع كل هذه الدغدغات العلوية صوت حفيد علي (ع) وعشق قلوبهم المقدس سماحة السيد عباس الموسوي (رض) "بسم الله الرحمن الرحيم.. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين".
بنداء "يا علي (ع)" على بركة الله انطلقوا
لحظات قليلة وينقلب هدوء جبل صافي وباقي مواقع المقاومة في الاقليم إلى برق ورعد وحمم ويتحول 35 موقعاً بعمق 6 كيلومترات وطول 8 كيلومترات إلى كتل حمراء وبرتقالية.
صوت صليات المجاهدين يختلط مع تكبيراتهم ونداءاتهم يا علي، يا زهراء، يا حسين، يا مهدي ومع مدفعية التمهيد المباشرة والمنحنية التي تزيد من هيبة المشهد ورجال الله يسابقون الأجل لأجل الفوز بالحسنيين.
موقع الرمانة:
خلال 5 دقائق فقط تهاوى موقع الرمانة المكون من مبنيين والرابض على تلة والذي يضم بطارية مدفعية من 4 مدافع من عيار 130 ملم ومربضين من عيار 155 ملم. بعد تدمير الدشم المنتشرة على شرفة مبنييه اللذين دخلهما المجاهدون وقتلوا جميع عناصرهما الثلاثة عشر ثم قاموا بتفجير مرابض المدفعية كانت موجودة فيه بعد ان استخدموا اثنان منها في قصف خطوط العدو الخلفية وطرق امداداته.
مجاهد أصيب في تلة الرمانة قال: "بعد تسللنا الى منطقة الموقع قمنا بمراقبته، فسمعنا صراخا وسبابا وغناءا واسلوب كلام يدل على انهم سكارى، ثم سمعنا نباح كلاب على باب الموقع، فصدر الأمر بالهجوم فصرخ احد الاخوان الله اكبر واطلق قذيفة "آر بي جي" وبدأنا بإطلاق النار ومع أول قذيفة سقطت دشمة وقتل من فيها، واستمرينا بالهجوم ورمي القنابل اليدوية ثم طوقنا الموقع وهجمنا هجوماً نهائياً واحداً عليه استمر سبعة دقائق، فسقطت كل الدشم وشاهدت جنديان يفران فاطلقت النار باتجاههما فقتل احدهما وفر الآخر فقصفنا من داخل الموقع بمدفع هاون من عيار 120 ملم أربع قذائف باتجاه المنطقة التي فر اليها الجندي".
ثم تم تطهير كل الغرف الموجودة في الموقع بواسطة القنابل اليدوية فأحكمنا السيطرة عليه، ولم نعد نسمع اي طلقة نار عندئذ بدأنا بالقصف من داخل الموقع بواسطة الهاون باتجاه المواقع المقابلة التي كانت مضاءة، وبعد حوالي عشر دقائق انطفأت كل الأنوار وسيطرنا على خمس سيارات "مرسيدس" وسيارة "تويوتا" وسيارة "داتسون" ونصف مجنزرة تحمل هاون من عيار 120 ملم، في هذه اللحظات وكان قد انبلج الضوء شاهدت دورية مؤلفة من دبابة ميركافا وناقلة جند تسلك طريق الموقع وقبل وصولها بحوالي 300 متراً انفجر فيها لغم ارضي كانت احدى مجموعات الهندسة قد زرعته وشاهدت الميركافا، وهي تتطاير وتوقفت الناقلة واخذ الجنود يطلقون النار باتجاهنا فعمدنا الى تفجير النصف مجنزرة والمدفع والسيارات المدنية وتحصينات الموقع ثم انسحبنا عبر الوادي وتحت قصف مدفعي بقذائف من عيار175 ملم ورشقات رشاشة من رشاشات 12.7 ملم، وكانت بعض القذائف تسقط بجانبنا دون ان تنفجر واتممنا انسحابنا حتى وصلنا الى المناطق المحررة.
المميزات التكتيكية والتعبوية للموقع :
ــ هو موقع خلفي وبعيد عن الخطوط الامامية وقريب من مدينة جزين.
ــ مخصص لمرابض المدفعية التي تقصف المناطق المحررة.
ــ هو عبارة عن مبنيين قرب مزرعة الرهبان.
ــ الأول اتخذ كموقع مؤلف من طابقين.
ــ أمامه ساحة مساحتها حوالي مئة و خمسين متراً مربعاً.
ــ ينتشر فيها نصف مجنزرة ولاندروفر عسكري وعدد من السيارات المدنية.
ــ على شرفة الطابق الثاني في الموقع توجد دشمة مجهزة برشاش 12.7 ملم.
ــ تحت الساحة مباشرة وباتجاه الوادي نشر الاعداء اربعة مرابض مدفعية عيار 135 ملم روسي اثنان منهم موجهان باتجاه شرق صيدا واثنان باتجاه البقاع الغربي.
ــ داخل الموقع يتواجد دائماً ثمانية عناصر للعدو.
ــ على بعد سبعمائة متر من الموقع يوجد مبنى آخر تابع له ومؤلف من طابق واحد.
ــ على سطحه دشمة مجهزة برشاشين من عيار 12.7 ملم وماغ من عيار 7.62 ملم.
ــ بجانبه مربضين لمدفعية الهاوتزر الاسرائيلية من عيار 155 ملم.
ــ اضافة الى خمسة عناصر من ميليشيا العميل لحد للحراسة.
النتائج العملية لاقتحام الموقع:
استطاع المقاومون السيطرة على الموقع بسرعة قياسية وقتل جميع عناصره فيما فجر مجاهدو سلاح الهندسة في المقاومة الاسلامية دبابة ميركافا حاولت التدخل كما فجروا كل التحصينات الموجود ة فيه و الآليات ومرابض المدفعية الستة.
موقع بصليا:
سقط موقع بصليا الرابض على تلة أيضاً شرق بلدة بصليا خلال 10 دقائق واستطاع المجاهدون الإجهاز على عناصر حاميته وتفجير ثلاث آليات فيه ومجموعة من السيارات كما أسروا مسؤول الأمن فيه وغنموا آلية كومون كار ولدى انسحابهم منه قاموا بنسفه .
مجاهد اصيب في موقع بصليا : قال الموقع فيه اربع دشم محصنة برج مراقبة في وسط الموقع ملالة نصف مجنزرة ودبابة ومدفع هاون من عيار 81 ملم وعدد من رشاشات "الماغ" .
وعن الهجوم الى الموقع قال: "بعد وصولنا الى اقرب نقطة من الموقع سمعنا نباح كلاب في الداخل وبعدها بدأنا بإطلاق النار وتقدمنا تحت غزارة النيران هذه ودخلنا بسهولة الى الدشم حيث كان العملاء يقاومون بخوف شديد رصاصهم في الهواء لا يجرؤون على الخروج من الدشم شاهدت احدهم يخفي رأسه في الدشمة وسلاحه فوقها يطلق النار بشكل عشوائي قمنا بضرب الدشم".
رأيناهم في وسط الموقع وهم يتحركون بشكل يدل على ذعرهم وخوفهم فأطلقنا النار عليهم، ورأيت اربعة جنود قد قتلوا عدا الذين كانوا في الدشم اصبت وانا فوق دشمة لم اعد اتمكن من احصاء القتلى، وبعد مقتل كل من في الموقع والتأكد من ذلك، قام الاخوة بتفكيك كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ونقلها الى ملالة نصف مجنزرة، ومن بين الأسلحة شاهدته مدفع هاون من عيار 81 ملم ودمرالأخوة دبابة لم يتمكنوا من قيادتها بسبب عطل فني، كما قاموا بتفجير سيارتين من طراز مرسيدس وبيجو، وبعد ذلك حُملت انا الى المجنزرة وكذلك وضع فيها السلاح وخرجنا واثناء نزولنا سمعنا طلقتي رصاص على طريق الموقع فتبين ان جنديين كانا قد فزا من الموقع فعمد الاخوان الى قتلهما والاستيلاء على سلاحهماً، ثم تابعنا السير حتى وصلنا الى منطقة بعيدة عن الموقع نقلت بعدها الى المستشفى.
المميزات التكتيكية والتعبوية للموقع:
ــ يقع موقع بصليا اًعلى أعلى تلة في جبل بصليا.
ــ يشرف على القرى المحررة في اقليم التفاح وشرق صيدا.
ــ هو خط الدفاع الأول عن بلدة بصليا و مدينة جزين وخطوط العدو الخلفية.
ــ استحدثه الصهاينة و العملاء قبل اربعة أشهر من العملية ولذلك فهو كان لايزال قيد التحصين.
ــ مساحته حوالي 600 مترأ مربعاً.
ــ محاط بساتر ترابي واسلاك شائكة.
ــ تنتشر على الساتر خمس دشم كل واحدة مزودة برشاش من عيار 12.7 ملم.
ــ مجهز بأربع كواشف ضوئية.
ــ داخل الموقع توجد غرفة يستخدمها العملاء الثمانية للنوم .
ــ اضافة الى كل هذه التحصينات تم دعم الموقع بدبابة ونصف مجنزرة.
النتائج العملية لاقتحام الموقع:
تم تدمير الدبابة من قبل المجاهدين اضافة الى كل الدشم وقتل جميع عناصره العملاء وغنم المجاهدون منه آلية نصف مجنزرة ومدفع هاون عيار81 ملم ورشاشات ثقيدة من عيار 12.7 ملم وعدد من رشاشات "الماغ" اضافة الى كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر وقد تم نقلها جميعاً الى المناطق المحررة .
موقع الرادار المشترك (صهيوني ــ لحدي)
وهو الموقع الأصعب والكائن على تلة وعرة غرب مدينة جزين وشمال موقعي الرمانة وبصليا والذي يتكون من قسمين وفيه دبابات وناقلات جند وبطاريتي مدفعية ثقيلة من أنواع 155 و 175 و 120 ملم فضلاً عن 25 سيارة وعدد كبير من الصهاينة وعملائهم. اعترف فيه العدو بجرح 6 من عناصره ومقتل 5 من اللحديين. دارت في موقع الرادار مواجهات ضارية بعدما تحصن اكثر من عشرين يهودياً ولحدياً خلف السواتر والدشم . وجرى اشتباك عنيف فيه استمر حوالي 45 دقيقة وذلك بعدما تدخلت مدفعية وطيران العدو المروحي وجرى استهاف الموقع من مرابض العدو القريبة في بئر كلاب و البعيدة في الزفاتة والسريرة وزغلة في محاولة لتكرار ما جرى في 17-2-1987 و 18-4-1987 في موقعي علي الطاهر والشومرية إلا أن المقاومة كانت قد استوعبت الدروس ردت الصاع عدة أصواع وقد عملت مدفعية المقاومة وقوتها الصاروخية على إخراس مدفعية العدو واستخدمت رشقات من الكاتيوشا لإسكات معظم مدفعية العدو وقد تدخلت خلال المعركة طائرة استطلاع مسيرة من نوع MK2 SEARCHER الأحدث في ذلك الوقت فتعاملت معها وسائط الدفاع الجوي التابعة للمقاومة وأسقطتها فوق منطقة الجبور كما تعاملت تلك الوسائط مع 3 طائرات مروحية مقاتلة من نوع كوبرا ( AH1 ) حاولت المشاركة بالقوة في المعركة إلا أنه جرى إجبارها على الانكفاء تمكن بعدها المجاهدون من تطهير الموقع بنسبة 90 % ثم فجروا ما طهروه بمبانيه بشكل كامل.
عندها تدخل المدد الإلهي لمصلحة المجاهدين مما أدى إلى خلق سحب كثيفة من الضباب والغيوم الذين غطيا انسحاب المقاومين بسهولة، وقد قدم المجاهدون 3 شهداء في العملية و 8 جرحى في موقع الرادار خلال المواجهة.
يشرح الأخ "مهدي" أحد المجاهدين الجرحى مشاهداته في مواجهة موقع الرادار فيقول: "قبل الدخول إلى الموقع سمعنا الجنود يتحدثون باللغة العبرية، وعندما بدأنا الهجوم اخذوا يطلقون قذائف الميركافا، ورأيت الجنود يفرون من دشمة الى دشمة سمعنا صراخهم، وركض احدهم الى ملالة فأطلق الإخوان قذيفة آربي جي باتجاهه فدمرت الملالة وقتل الجندي، بعد ذلك بدأ التكبير داخل الموقع بعد ان تفجرت جميع الدشم وقتل من فيها باستثناء دشمه واحدة في الجهة الجنوبية لم تصب اصابة مباشرة لكن الذي في داخلها أصابته هستيريا فأخذ يطلق النار بشكل عشوائي عندئذ تقدمت مجموعة الاسناد وبغزارة من النيران وقامت بإسكاته".
وأضاف الأخ المجاهد "مهدي": "فيما كانت مدفعية المقاومة تقصف بئر كلاب الذي كان يقصف على الموقع المهاجم فأصبت أنا اثناء القصف واستشهد ثلاثة اخوة فتمت عملية سحب الجرحى ولاحظت ان جميع الدشم في الموقع قد دمرت وشاهدت النيران تتصاعد من الموقع حيث اصيبت دبابة وملالة وسقط جميع من كان في الدشم في عداد القتلى وقد استمرت الاشتباكات حوالي ثلاثة ارباع الساعة".
المميزات التكتيكية والتعبوية للموقع:
ــ يجثم موقع الرادار على أعلى تلة في الجنوب.
ــ يشرف بذلك على منطقة صيدا و النبطية وصور و الخط الساحلي اضافة الى أنه مشرف على مدينة جزين.
ــ مساحته تبلغ حوالي الفين وخمسمائة مترا مربعاً.
ــ محاط بثلاثة سواتر ترابية يفصل بين الواحد والآخر مسافة عشرة امتار مزروعة بالأسلاك الشائكة.
ــ في داخله مبنى من الحجر مؤلف من ثلاثة طوابق احداها تحت الأرض يستخدم كملجأ.
ــ على سطح المبنى ثلاث دشم من الباطون المسلح اضافة الى دشمتان على مدخل الموقع ودشمتان أيضاً على الساتر الترابي
ــ دعمت كل دشمة برشاش ثقيل من عيار 12.7 ملم و رشاش متوسط من نوع "ماغ" عيار 7.62 ملم.
ــ موقع مشترك وفيه عشرون عنصراً من الصهاينة و اللحديين
ــ مدعم بدبابة(ميركافا 2) و(ملالة M113) ونصف مجنزرة ولاندروفر عسكري وأربع سيارات مدنية .
ــ مجهز بثمانية كواشف ضوئية تنير المنطقة المحيطة به.
النتائج العملية لاقتحام الموقع:
استطاع ابطل المقاومة الاسلامية وبعد معركة ضارية مع عناصره من اقتحامه وتدمير جميع تحصيناته وقتل وجرح جميع عناصره وقدموا ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى.
موقع الامريكان
الذي كان عبارة عن قلعة محصنة تسلل إليها المقاومون وأسقطوها خلال 3 دقائق ثم عمد ابطال سلاح الهندسة الى تفجير غرفة المولد الكهربائي الضخم في الموقع وعامود التقوية لإذاعة صوت الامل الناطقة بلسان ميليشيا العميل لحد..
احد الاخوة المجاهدين الذين هاجموا تلة الأمريكان يروي ما حدث:
"قمنا باقتحام بوابة الموقع التي كانت محصنة بحائط من الباطون ثم ساتر ترابي ثم شريط مربع يحيط بالموقع، فلم نتمكن من فتح البوابة فقطعت الشريط واحدثت ثغرة وصلنا منها الى الموقع فوجدنا حاويتان حديدتان الأول فيها مولد كهربائي ضخم والثانية فيها اجهزة اتصال كبيرة فقمنا بتفجيرهما وكذلك وجدنا فيه منشأة للإرسال فجرناها وانسحبنا من الموقع دون سقوط اي جريح او شهيد في صفوفنا".
المميزات التكتيكية والتعبوية للموقع
ــ مخصص لتقوية بث اذاعة صوت الأمل التابعة لميليشيا العميل لحد.
ــ يوجد فيه عامود بث اضافة الى مولد كهربائي ضخم.
ــ غرفتين واحدة لمراقبة البث والثانية لإقامة العناصر.
ــ محاط بساتر ترابي واسلاك شائكة.
النتائج العملية للهجوم على الموقع
اقتحامه ونسفه بشكل كامل وشوهدت السنة اللهب تتصاعد منه.
المواقع التي جرى التعامل معها وإسكاتها خلال العملية
سجد وبئر كلاب والعيشية وحيطورة ومرجعيون وثكنة عرمتا والزفاتة قرب موقع علي الطاهر وجزين ومثلث كفرحونة وطريق جزين وموقع الريحان وكلها تضررت بفعل استهداف المقاومة التي أخرست جميع المواقع المتاخمة لمنطقة العملية والتي تضم مرابض للعدو.
سجل المجد
الشهيد محمد علي سعدالله عيتاني
الشهيد عبد المجيد أحمد كركي
الشهيد فادي حسن الطويل
الشهيد عيد محمد هاشم
الشهيد أحمد عبد اللطيف حسن
الشهيد حسين حسن ناصر
الشهيد إبراهيم علي حسين
الشهيد علي حسن ضعون
الشهيد أنور علي الدين المير
الشهيد حسين عبد الرحمن الأطرش
الشهيد محمد عباس بحمد
الشهيد حمدان حسن حمدان
الشهيد محمد إسماعيل إسماعيل
الشهيد محمد حسن زيدان
الشهيد عباس حسين عبد الله
النتائج التي تحققت من تنفيذ عملية بدر الكبرى
1ــ هذه العملية النوعية الرباعية أنجزها مجاهدو التعبئة العامة في حزب الله من سرية "شهداء علمان" وسرية "الشهيد القائد سمير مطوط " وسرية "الشهيد القائد أحمد علي شعيب" وسرية "الشهيد أحمد مظلومي" على مساحة واسعة من الارض تجاوزت الستة كيلو مترات مربعة هي ميدان العملية وحققوا كامل أهدافها بأقل من 50 دقيقة.
2ــ خاضت بعدها المقاومة الاسلامية وعلى مدى عشر ساعات متواصلة مواجهات بالأسلحة المنحنية والصاروخية على مساحة تتجاوز مساحة تنفيذ عملية "بدر الكبرى" بــ 16 ضعفاً.
3ــ تميز دور سلاح المدفعية بنجاح كبير من حيث قصف كل مواقع العدو المنتشرة من البقاع الغربي وحتى الإقليم والنبطية ومرجعيون وخطة العملية كانت عند بدء الهجوم تقضي بتدمير وإسكات نيران العدو وقطع خطوط امداده وقصف مناطقه من اجل ارباكه. الأهداف التي حققها سلاح المدفعية في المقاومة الإسلامية كانت ناجحة مئة في المئة لدرجة أن موقع سجد مثلاً لم يستطع ان يتحرك ولم يتمكن عناصره من إطلاق قذيفة واحدة طوال فترة المواجهة . و في المواقع الأخرى ومنها بئر كلاب فقد تم إعطاب دبابة ميركافا فيه بواسطة سلاح المدفعية. أما ثكنة عرمتا وهي اهم خزان إمداد بالنسبة للمواقع فقد تعطل دورها بسبب القصف المركز الذي اصابها مع ثكنة الريحان . أما موقع الزفاتة قرب علي الطاهر الذ ي هو مربض مدفعية اليهود والذي يتولى دائما عملية الرد السريع بعد كل عملية إلا أن شدة القصف عليه من قبل المجاهدين تعطل دوره بالكامل لأكثر من ساعة . وقد تم قصف ثكني العيشية و مرجعيون ايضاً بالصواريخ وهذه مواقع داخلية في العمق والهدف الأساس من قصفها كان إرباك العدو. كما قام سلاح المدفعية في المقاومة الاسلامية بقطع كل الطرق التي تربط مدينة جزين بالمواقع المهاجمة و كذلك مثلث كفرحونة وتومات نيحا مما منع أي عملية امداد سريعة وبالتالي فصل المواقع عن اماكن امدادها. وقد تميز دور سلاح المدفعية في المقاومة الإسلامية في موقع الرمانة بعد الإستيلاء عليه في تدمير المرابض الموجودة في داخله وهي اربعة من عيار ٠ ١٣ ملم روسي واثنان ١٥٥ هاوتزر إسرائيلي و مدفعي هاون تم استخدامهما في قصف جزين وخط الإمداد مما تسبب بعزل موقع الرادار عن كامل محيطه بعد العملية وانسحاب المجاهدين قام سلاح المدفعية في المقاومة الاسلامية بقصف مركز على مواقع بصليا والرادار والرمانة وذلك لإنزال اكبر عدد من الإصابات في قوات الامداد للعدو التي دفع بها لاستبدال القوى التي كانت موجودة وقضى عليها رجال المقاومة ونتيجة القصف المركز والفعال من قبل مدفعية المقاومة الإسلامية فقد كان واضحاً وجلياً ان عملية القصف المعادي كانت محدودة اذا ما قيست بعمليات الرد السابقة والسبب الآخر لشل حركة مدفعية العدو وعدم تمكنه من توجيه ضربات إلى المجاهدين أو السكان الآمنين في القرى هو توجيه ضربة شديدة من قبل سلاح المدفعية إلى مناطق العدو في جزين ومرجعيون مما أربكه وأظهر له قوة وفعالية سلاح المدفعية عند المقاومة، وأجبره على ايقاف قصفه لأن كل مرابض مدفعيته أصيبت أو أعطبت وشلت فعاليتها.
4ــ اسلوب المواجهة النوعي الجديد المتمثل في شن سلسلة هجمات ضد أربعة مواقع وتعطيل دور كل المواقع الاخرى في المنطقة وقطع خطوط الامداد بواسطة القصف المدفعي هذا النهج الجديد الذي انتهجته المقاومة في المعركة يظهر مدى قوة المقاومة الاسلامية ومدى التدريب العالي الذي وصلته والقدرة الفائقة على وضع الخطط العسكرية للعمليات الكبرى وتنفيذها بدقة على الأرض وهذا النهج الجديد الذي دشنته المقاومة الاسلامية هو التسلسل المنطقي لنمو عمليات التصدي للاحتلال من العبوة والكمين الى مهاجمة الموقع وبالتالي الى اقتحام عدد من المواقع وخوض الحرب على مساحة واسعة من الأرض خصوصاً إذا ما التفتنا إلى امكانات المقاومة الاسلامية المتواضعة جداً من حيث العتاد بالنسبة للآلة العسكرية الصهيونية التي تعتمد خطة الجيش النظامي المجهز بأحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا الحرب الحديثة.
5ــ عملية "بدر الكبرى" التي تحتاج الى جيش نظامي لخوضها اقتحمتها المقاومة الاسلامية بسرايا التعبئة العامة وحققت نجاحاً باهرا دفع العدو الى الاعتراف بهزيمته.
6ــ نجاح هذه العملية سيفتح الطريق أمام انتصارات أخرى ويعجل في هزيمة العدو وتقهقر قواته وبالتالي تحرر الأرض والأهل في المناطق المحتلة.
7ــ اختيار منطقة جزين كهدف للهجوم الاخير له دلالة كبرى خصوصا بعد التطبيل الاعلامي الداخلي والخارجي الذي درج لفترة طويلة سبقت من الزمن على محاولة التأكيد بأن الاجتياح الاسرائيلي لمنطقة شرق صيدا والاقليم أمر واقع بين ليلة وضحاها وحتى أن احدى الصحف المحلية ذهبت الى حد نشر خطة الاجتياح بالتفصيل وذكرت أنها ستتم على خطين في كفرفالوس وجباع وحددت التاريخ أيضا في الاسبوع الأول من شهر حزيران وذكر بعضها ان هناك أكثرمن 500 مقاتل من القوات اللبنانية توجهوا الى جزين لاجتياح شرق صيدا.
8ــ التأكيد مجدداً على تعلق البيئة بمقاومتها والمقاومة ببيئتها ففور إخراج الملالة النصف مجنزرة التي غنمها المجاهدون من موقع بصليا من الاقليم وانطلاقاً من مسلكها من كفرملكي إلى الغازية رافقتها تكبيرات مجتمع المقاومة من الرجال والنساء والأطفال وشكر الله على النصر المتحقق غير عابئين بالقصف الهستيري الذي نفذه العدو بعد العملية وقد تكرر ذلك في بلدة الغازية حيث توقف المجاهدون بغنيمتهم أمام مكان استهداف دكتور المقاومين والمستضعفين المجاهد ابراهيم عطوي قبل يومين من العملية مما أدى إلى بتر رجليه حيث خرجت بلدة الشهداء للتحية والتكبير ثم تحرك الموكب الذي كان يحمل هدية المقاومة لشعبها تتقدمه سيارة قائد النصر السيد عباس الموسوي (رض) على الخط الساحلي من الغازية مروراً ببلدات الزهراني والعاقبية والصرفند وعدلون، ثم انعطف يساراً من منطقة أبو الأسود باتجاه بلدات أنصار والدوير إلى مقصده في بلدة الشرقية حيث تحول أربعين الشهيد القائد أحمد علي شعيب والشهيد المجاهد علي زعرور إلى احتفال اعتزاز وافتخار بالمقاومة وانجازاتها وطوقت الناس سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي والمجاهدين وغنيمتهم التي أتوا بها إلى جوار روضة الشهيد بالقبلات ورش الورود والزغاريد المختلطة بالدموع وقد فجر الحماسة خطاب السيد عباس من على ظهر العربة نصف المجنزرة والذي حمد فيه الله وشكره وحيى الشهداء والمجاهدين مجدداً تلاحم المقاومة الاسلامية بالناس.
الحلقة الاولى