قبيل الامتحانات الرسمية.. خدمات نموذجية للتعبئة التربوية ولطلاب الرسمي "حصة الأسد"

علي ماضي

لا يوفّر حزب الله مجالًا لخدمة أهله وجمهور المقاومة إلاّ ويسلكه، فمن ميزان الردع مع العدو الصهيوني بالسلاح، إلى التخفيف ما أمكن من أزمات اقتصادية واجتماعية نتيجة الحصار الأمريكي، وغيرها من النشاطات الخدماتية والتنموية والصحية، يفرد حزب الله مساحة كبيرة من إمكاناته للأجيال الصاعدة التي يتجلّى فيها الأمل بالتغيير نحو الأفضل والرقي بالمجتمع لما فيه الصلاح، والطلاب المرشحون للامتحانات الرسمية في صلب هذه الفئة، حيث درجت العادة في كل سنة قبيل الامتحانات الرسمية أن تنظّم التعبئة التربوية على امتداد مناطق لبنان دورات تقوية في المواد الأساسية لصفوف الشهادة المتوسطة والثانوية العامة، عبر كادر تعليمي متخصص وبأسعار رمزية.

هذه الدورات، وإنْ كانت ليست بجديدة العهد، إلاّ أنّها تكتسب هذا العام رمزيّة كبيرة، إذ إن المدارس الرسمية عانت الكثير من التعطيل ونزفًا في برامجها، بسبب الإضرابات المتتالية التي شهدها القطاع التعليمي العام بعد الأخذ والردّ بين الدولة والأساتذة، والتي كان ضحيّتها بالدرجة الأولى الطلاب الذين لا رصيد لهم في هذا البلد سوى ما يمكن أن يحصّلوه من تعليم، في وقت انهارت فيه كل معالم الصمود الاقتصادي من العملة الوطنية والاقتصاد بشكل عام.

عن هذه الدورات يحدّث موقع "العهد" الإخباري مسؤول التعبئة التربوية في حزب الله بمنطقة بيروت، أسامة ناصر الدين، مؤكدًا أنّ الاهتمام كان بوتيرة أكبر هذا العام بدورات التقوية لطلاب الشهادات الرسمية (المتوسطة والثانوية العامة)، لافتًا إلى وجود دورات في خمسة أماكن حاليًّا ببيروت والضاحية الجنوبية، ورغم أن نسبة المشاركة في كلٍّ منها متفاوتة لكنها في ارتفاع مستمر مع الوقت، وخلال شهرين تجاوز عدد المشاركين في إحداها 120 طالبًا.

والأماكن الحالية التي تجري فيها دورات التقوية هي:
- المركز الصحي الاجتماعي في برج البراجنة
- مجمع الإمام الكاظم (ع) في حي ماضي
- مجمع الإمام الرضا (ع) في حي السلم
- مجمع خاتم الأنبياء (ص) في النويري
- الوردانية

ويشدد ناصر الدين على أن هذه الدورات تتم بالتعاون مع مجموعة من الأساتذة الذين يتقاضون بدلًا رمزيًّا عن أتعابهم، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وتكاليف المعيشة، كما أن الطالب يدفع رسمًا أقل من التكلفة الفعلية للدورة، منوهًا إلى أن الأساتذة هم من أصحاب الخبرة ومن النخب على مستوى الضاحية الجنوبية لبيروت.

كما يلفت إلى أن دورات التقوية هذه، مدعومة لطلاب المدارس الرسمية، فمثلًا إن كان رسم الدورة 30$، فإن الطالب في المدرسة الرسمية يدفع 15 دولارًا فقط.

خبراء لتدريس توصيف المواد الأساسية

بدوره، مسؤول ملف الإعداد والتوجيه العلمي في التعبئة التربوية لحزب الله في بيروت، حسن غضبان، يشير إلى استحداث ورش للطلاب تركّز على الإضاءة على مفاتيح حلّ المسابقات الأساسية خلال الامتحانات الرسمية، وهي تحت عنوان "توصيف المادة"، يحضرها مئات الطلاب، وتتراوح مدة كل ورشة ما بين 3 إلى 4 ساعات، ويقدّمها أساتذة من أصحاب الاختصاص، سواء من مديرية الإرشاد والتوجيه بوزارة التربية والتعليم العالي، أو أعضاء في لجان الامتحانات الرسمية.

ويفنّد غضبان تفاصيل عن المواد في كل اختصاص، وهي كالآتي:
- فرع علوم عامة: رياضيات وفيزياء وكيمياء
- فرع علوم الحياة: رياضيات وفيزياء وكيمياء وعلوم الحياة
- فرع الاقتصاد والاجتماع: رياضيات واجتماع واقتصاد
- فرع الشهادة المتوسطة: رياضيات وفيزياء وكيمياء ولغة عربية ولغة أجنبية

أما أماكن إجراء هذه الورش، فهي عادة ما تكون في قاعة مبنى التعبئة التربوية لحزب الله التي تتسع لـ 150 طالبًا، أو في قاعة الشهيد السيد عباس الموسوي في مجمع القائم (عج).

وتهدف هذه الورش لتعريف الطالب بكيفية كسب العلامات في المسابقة التي يكون بصدد حلّها، كذلك الإضاءة على الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الطالب، إضافة للطرق التي تجنبّه هدر أو خسارة العلامات، وكيفية تجنب الوقوع في أخطاء قد تفقد الطالب العلامات.

ويقدّم المختصون نصائح لكيفية حلّ المسابقات، وجمع العلامات، لا سيما في بعض الأسئلة التي فيها (tricks)، وكيفية استفادة الطالب للحصول على أكبر علامة ممكنة.

ويلفت غضبان إلى أن التوصيف بالأساس يعطى للأساتذة، لكن بما أن الأساتذة لا يتمتعون بنفس المستوى لناحية الكفاءة، ارتأى المعنيون بأن يخضع الطلاب لهذه الورش، لا سيما طلاب المدارس الرسمية الذين ظلموا كثيرًا هذا العام بسبب الإضرابات.

الورش مقسمة بحسب المواد، أي أن الورشة تكون خاصة فقط بمادة الرياضيات أو بمادة العلوم.. إلخ. أما كيفية التواصل مع الطلاب فتكون عبر إرسال دعوات بواسطة مجموعات "الواتس آب" تتضمن اسم الورشة ومدتها والأستاذ الذي سيقدمها والمكان، كذلك يمكن تبليغ الطلاب عبر مندوبي التعبئة التربوية في المناطق والشعب.

ويزف غضبان بشرى سارة للطلاب، بأنه قريبًا، ستكون هناك دورات دعم لامتحانات الدخول إلى الجامعات.

المدارس

إقرأ المزيد في: خاص العهد