خاص العهد
الصراع خارجًا والتلاقي داخلًا.. جلسةُ ابتسام الأضداد
لطيفة الحسيني
بين الـ"سلفي" والمُحادثات "المكوكية"، توزَّع مشهد الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب المُخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية. وجوهٌ تلاقت بعد "زمن"، وأيدٍ تصافحت عقب حروب كلامية قد تُستأنف لاحقًا. من يرصد تفاعل النواب المُتصارعين اليوم على الاستحقاق الرئاسي عن قُرب، يتلمّس الانفصام في السياسة اللبنانية: قتالٌ في الخارج وودادٌ في الداخل تحت عنوان اللعبة الديمقراطية.
الجلسة التي استقطبت عشرات الصحافيين ووسائل الإعلام العربية والأجنبية لتغطيتها، لم تحمل أية مفاجآت في نتائجها. كما سرَت التوقعات، لا حسم للسباق الرئاسي على الرغم من شحْن المُتقاطعين جميع النواب لانتخاب الوزير السابق جهاد أزعور.
أكثرُ ما سُجّل اليوم كان الحوارات الجانبية داخل قاعة الانتخاب، أبرزها تلك التي جَمَعت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والنائب طوني فرنجية، وانضمّ إليها النائبان سيزار أبي خليل وأديب عبد المسيح. "وقفةٌ" استمرّت نحو 10 دقائق تخلّلها ابتسامات مُتبادلة وأحاديث طويلة، استطاعت أن تشدّ الكاميرات إليها، في صورة تُشير الى دلالة جمّة أوّلها ربّما إمكانية حصول حوار في المرحلة المقبلة مع الفريق الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
في المشهد أيضًا، مُصافحات مُباغتة بين النائبيْن اللواء جميل السيد وأشرف ريفي وكلامٌ سريع لم يُفهم، وبين النائب علي المقداد وباسيل استغرقت بعض الوقت.
وبينما الكلّ يترقّب لحظة الاقتراع، يظهر النائب "التغييري" وضاح صادق يلتقط الـ"سلفي" مع زميله حسن مراد. كذلك يفعل النائب نقولا صحناوي قبيل توزيع أوراق الانتخاب.
في الأرجاء، بدا النائب نعمة افرام وكأنه يتقصّد أن يجول على معظم الزملاء. صافح جميع الكتل وتبادل النكات معها، وعلا صوْت ضحكاته مع النائب وضاح صادق. أمّا النائب "الكتائبي" الياس حنكش فتبيّن أنه "سطا" على مقعد النائب طوني فرنجية الذي عاجَل الى استرداده بعد أن طالب "مًحتلَّه" بمغادرته.
على الهامش، حاولت "القوات اللبنانية" ومن يمثّلها إخفاء توتّرها ممّا ينتظرها في ختام الدورة الانتخابية الأولى. النائب جورج عدوان رُصد خارجًا يوجّه بعض المصوّرين، فيما تُسمع مراسلة الـMTV تقول لمحطّتها "عيوني 10/10 على هيدا الموضوع اليوم"، ليُفهم أن "الموضوع" اقتناص ما يُحرج فريق مؤيّدي فرنجية.
على الضفة "الكتائبية"، لازَم النائب سليم الصايغ البهْو الخارجي حيث كان يُدلي النائب حسن فضل الله بموقف كتلة الوفاء للمقاومة من جلسة اليوم، مُنصتًا الى كلّ التصريح ولا سيّما عندما تحدّث عن النكد السياسي الذي يعتمده الطرف الآخر، الى حين انتهائه من الكلام، فيما حاول أحد الصحافيين المحسوبين على "الكتائب" الاستفسار عمّا اذا ما كان قد سُئل فضل الله عن باسيل وإعلانه انتخاب أزعور للرئاسة.
صحيحٌ أن أيّ مرشّح لم يفُز، لكنّ مجريات اليوم أعطت صورة لمتابعي المشهد الرئاسي أن السباق دخل في مرحلة جديّة لا تُشبه الجولات السابقة في مجلس النواب. التقاطع لا يُنجب رئيسًا بل التوافق والحوار الفعّال. الفارق لم يكن كبيرًا بين فرنجية وأزعور، على الرغم من كلّ ما حُكي عن ضغوطات تعرّض لها نوابٌ كثيرون. يكفي غضب النائب جورج عدوان بعد الجلسة أمام الكاميرات ليظهر حجْم الخيبة من الأصوات التي لم تأتِ على قدر أمنيات القواتيين وحلفائهم.
تصوير: موسى الحسيني