خاص العهد
ذو الفقار..
في المؤتمر الصحفي الذي عقده المسؤول العسكري المركزي للمقاومة الإسلامية مباشرة بعد عدوان نيسان/ أبريل 1996، أطلق السيد ذو الفقار يومها كلماته المشهورة، وكان الزميل علي الحاج يوسف حاضراً فسجلها وكتب:
المفاجأة!
.. المفاجأة التي كنا وُعدنا بها كانت أكثر من مفاجأة، بل هي إنجاز شعر كل واحد منا بأنه حققه، فللمرة الأولى نحن امام المسؤول العسكري المركزي للمقاومة الإسلامية. كنا نظنه واحداً من المجاهدين الرابضين بين الأشجار مموهاً كغيره، لم ندرِ كيف حضر أمامنا بكل وقاره وهيبته، ما هي الا لحظة من إعلان قدومه حتى كان المشهد الأكثر حيوية في جولتنا. شاب ثلاثيني تقدم بهدوء وهو يعتمر قبعة عسكرية ويضع حول عنقه وشاحاً يرتديه المقاومون والثوار.
فوراً بعد التحية بدأت كلماته تتردد في المكان لتلقي على الحضور صمتاً وإصغاء.. آيات قرآنية تحمل معاني العزة والقوة تداخلت مع مصطلحات عسكرية وميدانية، لا يمكن القول بعدها الا انك في محضر رجل اختصر الرجولة بقسمات وجهه وثائر يحمل في قبضته ألف ثورة وثورة.
بدأ المسؤول العسكري للمقاومة الاسلامية كلامه بسرد تحليلي لأهداف العدوان الاخير وأبعاده فقال: "...وكان شرم الشيخ.. فكانت عناقيد الغضب، وعدوان نيسان كان من إفرازات القمة بقرار أميركي ـ صهيوني مشترك".
وأضاف "ستة عشر يوماً من القتال ومن الحصار والدمار، مارس خلالها العدو كل معاني الحقد والإرهاب..رسم أهدافه وحدد مراحله، لكن جرت الرياح عكس ما تشتهيه السفن..أراد العدو ضربنا وضرب بنيتنا العسكرية فعقدنا العزم و"عصبنا" الرأس واتكلنا على الله لنرفع لشعبنا راية المجد ونصنع له فجر الحرية منارة لكل الشعوب على مرّ التاريخ".
وعاهد قائلاً: " ستبقى سحمر والجميجمة والمنصوري والنبطية وقانا رايات خافقات في ربانا، وستبقى هذه المجازر وصمة عار على جبين اميركا والكيان الصهيوني".
وتابع المسؤول العسكري للمقاومة الاسلامية: " من هنا، من مواقع العزة والإباء أوجه تحية إكبار لأهلنا في الجنوب والبقاع الغربي، وإلى كل الشهداء الذين سقطوا وكل الصامدين وكل الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق، والتحية لكل من ساهم ودعم المقاومة مادياً وإعلامياً وسياسياً".