معركة أولي البأس

خاص العهد

جريمة حضانة "الجديدة".. الرقابة لا تكفي
11/07/2023

جريمة حضانة "الجديدة".. الرقابة لا تكفي

هبة العنان

الصدمة التي تركتها المشاهد المرعبة لحادثة ضرب الأطفال وتعنيفهم من قبَل "مربّية" في إحدى الحضانات في منطقة الجديدة، أثارت جدلًا حول تحديد الجهة المسؤولة عما جرى، فعلى الرغم من ضرورة تحمل الجميع هذه المسؤولية، إلا أن الدور الأبرز يبقى لوزارة الصحة للرقابة على أداء الحضانات وتطبيق الشروط المتوجب تأمينها ومنع تكرار مثل هذه الحادثة الخارجة عن الطبيعة البشرية بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى.

وفي هذا السياق، أشارت نقيبة أصحاب دور الحضانات في لبنان هنا جوجو إلى أن "النقابة لا تمتلك الحق بالكشف على الحضانات، بل هو دور حصري بوزارة الصحة"، معتبرة أن "مسألة الكشف والمراقبة الدائمة لا تنفع في هذه الحالات، فمراقبو الوزارة يتأكدون بالدرجة الأولى من تأمين الشروط والمواصفات المطلوبة في كل حضانة دون الالتفات إلى قدرات ومؤهلات المديرين والمربين العاملين في الحضانة على التعامل مع الأطفال".

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، ذكرت جوجو أن "النقابة تنظم بشكل دوري ورش عمل تعليمية وتدريبية تلزم الحضانات بإخضاع مديريها ومربيها لها ليصبحوا مؤهلين للتعامل مع الأطفال".

وبحسب جوجو، "لا يكفي للمديرين والمربين أن يمتلكوا المؤهلات والشهادات المطلوبة لتوظيفها في عملهم مهما بلغ مستواها أهمية، فإخضاع هؤلاء لاختبارات نفسية وسلوكية هو أمر ضروري لضمان الحد الأدنى من الالتزام"، لافتة إلى أن "الوزارة أو النقابة لا قدرة لهما على مراقبة عمل المربين ومؤهلاتهم بل تتحمل إدارة الحضانة مسؤولية اختيارهم وتوظفيهم".

وأضافت أن "اعتبار وجود كاميرات في الحضانة وجعلها متاحة كاملة للأهل ليس حلًا مناسبًا لمراقبة أداء المربين، إذ لطالما وجدنا في بعض الحضانات أن الكاميرات لا تغطي كل زواية في المكان، كما أن ذلك لا يلغي دور إدارة الحضانة بمتابعة مربيها بشكل مستمر".

ولفتت جوجو إلى أن "النقابة طالبت منذ فترة طويلة بتعديل مرسوم فتح واستثمار دور الحضانات الذي تحدده وزارة الصحة العامة، من أجل فرض إجراء دراسة موسعة عن صاحب الحضانة وإخضاعه لطبيب نفسي، كون ذلك ينعكس على الموظفين وأدائهم"، مضيفة أن "ذلك لم يلق آذانًا صاغية حتى الآن".

وحول أداء وزارة الصحة الرقابية على الحضانات، أشارت جوجو إلى أن الوضع المتردي انعكس على القدرات اللوجستية للوزارة في أداء مهامها، فعلى الرغم من استعانتها بجمعية IRC لتغطية هذا الأمر، إلا أنها غير قادرة على الكشف على كافة الحضانات بالشكل المطلوب"، مذكرة بأن النقابة تتعاون بشكل دائم مع الوزارة لمؤازرتها في هذا الشأن.

جوجو دعت "الأهل إلى أن لا يفقدوا ثقتهم بهذا القطاع وأن لا يعمموا، ليس تبريرا للجرم المرتكب أو للتخفيف منه، بل حرصًا على جهود كل مربٍّ يعمل بكل تخصص وضمير مع الأطفال"، مطالبًة "الجهات الرسمية ووسائل الإعلام بعدم التعتيم على الحادثة وما سيترتب على الحضانة إزاء ذلك، ليصبح من ارتكب هذه الجريمة بحق الأطفال عبرة للجميع".

ضرورة مراقبة عمل المربين في الحضانات ومؤهلاتهم تفرض على الحضانات اعتماد آلية محددة لتأمين عناية ورعاية مناسبة للأطفال، فبحسب مديرة حضانة "Babies first" مايا عواضة توكّل إدارة الحضانة موظفة خاصة (coordinator) تكون مهمتها مراقبة كل صفوف الأطفال من عمر الشهرين وحتى عمر الثلاث سنوات لتتأكد من مسائل عدة منها النظافة والانضباط والتزام المربّي بالسلوكيات المطلوبة في تعاطيه مع الأطفال بالإضافة إلى اتباعه برنامج تعليمي محدد تقدمه له الإدارة.

وتابعت عواضة في حديث لـ"العهد" أن الموظف المنسق يقدم بشكل مستمر تقريرًا مفصلًا لإدارة الحضانة، يتضمن البرنامج اليومي المنجز لكل صف ومدى تفاعل الأطفال مع المربي فضلا عن قدرته على تقديم الأفضل لهؤلاء. وذكّرت بأن للأهل الحق الكامل بلقاء المربي ومشاهدة ولدهم خلال وجوده في الحضانة، بالإضافة إلى الاطلاع على كافة شؤونه ونشاطاته عبر التواصل مع إدارة الحضانة.

وفي ما يتعلق بإخضاع المربين لورش تعليمية وفترات تدريبية للتأكد من قدرتهم على التعامل مع الأطفال، شددت عواضة على أهمية أن لا تضع إدارة الحضانات كامل ثقتها بالمربين، مهما كانت مؤهلاتهم العلمية أو خبرتهم، بل يجب في البداية إخضاعهم لفترات تدريبية وتجريبية، لتتم بعد ذلك مراقبة عملهم بشكل مستمر ويومي.

وزارة الصحة اللبنانية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل