خاص العهد
جنين بعد العدوان الخائب.. الصمود منارة وأصل الحكاية
مصطفى عواضة
أثبتت المقاومة الفلسطينية في عمليّة "بأس جنين"، كما في سابق عمليّات التصدّي لعدوان الاحتلال، أنّها القوة ومنبع الفعل المقاوم، وأنّها القادرة على إلحاق الهزائم بالعدو مهما اشتدّ عدوانه الهمجي، وحاضرة في الميدان لكسر عنجهيته ببطولة مقاوميه الأشدّاء، وهذا ما أثبتته شواهد الميدان في عدوان "المنزل والحديقة" الفاشل، حيث لم تستطع قوات العدو تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية المعلنة، فارتد العدوان خيبة وانكسارًا، والنتيجة سقوط كل حسابات العدو أمام إرادة وإيمان وتصميم أبطال جنين.
أما على الصعيد الإنساني، فقد أدى العدوان إلى استشهاد 12 فلسطينيًّا، غالبيتهم من المدنيين ومئات الجرحى، فضلًا عن تعرّض شبكات الكهرباء والمياه في المخيم للتدمير وقصف المرافق المدنية والمستشفيات.
موقع "العهد" الإخباري استصرح رئيس بلدية جنين نضال العبيدي للاطلاع على تفاصيل الوضع الإنساني في المخيم، فلفت إلى "أنّه تم تشكيل لجان حكومية وشعبية مشتركة للقيام بعملية مسح الأضرار وتقدير كلفتها المادية، للبدء بالعمل على رفع الأنقاض، إلا أنّه لم يتم حصر قيمة الأضرار والتعويضات المتوجب دفعها حتى اليوم".
وأضاف:" عملية إعادة الإعمار تحتاج إلى حوالي 3 أشهر قابلة للتمديد، ونحن بانتظار إقرار الهبات التي منحتها الجزائر وبعض الدول الخليجية عبر وزارتي الخارجية والمالية الفلسطينيتين، والتي سيعلن عن قيمتها خلال أيام بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة وتسليمها إلى بلديات المناطق المتضررة في جنين والضفة".
وتابع:" تقوم بلدية جنين بما يلزم من أعمال ضمن الإمكانيات المتوفرة لديها، وبالتعاون مع بلديات المناطق الأخرى من أجل إعادة النازحين والمبعدين قسرًا عن منازلهم بسبب سلوكيات الاحتلال تجاههم"، ولفت إلى أنّ "منظمة "الأنروا" التابعة للأمم المتحدة استأجرت مساكن للمتضررين من العدوان الصهيوني لمدة 3 أشهر قابلة للتجديد، ريثما يتم تسوية الأوضاع في المناطق التي تعرّضت للعدوان من أجل عودة الأهالي إليها".
ودعا رئيس بلدية جنين في ختام حديثه مع "العهد" الوسائل الإعلامية المختلفة إلى عدم نشر التكهنات والتوقعات حول ما يحصل في جنين على الصعيد الإنساني واختلاق قضايا غير واقعية، إذ إنّ أمورًا كثيرة لم تُحسم بعد، لكن العمل جارٍ بجدية من أجل عودة الناس إلى ديارهم".