خاص العهد
اليمن تجدد العهد.. بكربلاء النصر
سراء جمال الشهاري
هبت رياح كربلاء على يمن يقاسم عاشوراء آلامها وتضحياتها في كل لحظة من لحظات العدوان والحصار.
هو يذكر جوع وظمأ الطف، كلما ضاقت به قيود التحالف
هو في عاشورائيةٍ ابتدأت منذ أن أعلنت واشنطن حربها على جبل مران، واستمرت حتى كانت تحالف عدوانٍ بقيادة صهيون، لأكثر من ثلاثة آلاف يومٍ وما يزال.
تُعزي الأستاذة حنان العزي ــ مدير إدارة توعية المرأة بمكتب الإرشاد بأمانة العاصمة ــ الأمة في مصاب كربلاء في حوارها لموقع "العهد" الإخباري: "عظّم الله أجر قادتنا العظماء في هذا المصاب، وعظم الله أجر أمتنا، في ذبيح الرمضاء، شهيد كربلاء، الشهيد المظلوم أبي عبدالله الحسين عليه السلام.
مناسبة عاشوراء هي حية في قلوب اليمنيين، وقلب كل مؤمن حر أبي ما دمنا ودام الليل والنهار.
في هذه الذكرى نجدد العهد بأبي عبدالله الحسين عليه السلام. شعب الإيمان جسّد رجاله حب الحسين قولًا وعملًا ، وعمّدوا حب الحسين بدمائهم الطاهرة ، وأثبتوا عشق الحسين بتضحياتهم العظيمة، وأكدوا انتمائهم بأشلاء مُزقت، وقلوب قُطعت، وصدور نُحرت، وجثامين أُحرقت، ودماء سُفكت، في حب أبي عبدالله الحسين عليه السلام. فحسين رمز الحرية والإباء وحسين قبلة الأحرار، وحسين إمام الثوار".
مع دخول شهر محرم الحرام شرعت المؤسسات الرسمية والشعبية في إحياء فعاليات عاشوراء. ليستقي اليمانيون من نور أبي عبد الله(ع)، ويتشربون عزة نصره، وينهالون من عطاءه المستفيض.
وفي العاشر من محرم خرج اليمانون في مسيرات كربلائية حاشدة، في كل المحافظات الحرة، مجددين العهد بأبي عبد الله، وناصرين لكتاب الله.
إلى الحسين...ننتمي
تصرّح العزي لموقع "العهد" الإخباري: " في عامنا التاسع ونحن نواجه يزيد العصر ــ أمريكا وإسرائيل ــ وحلفائهم، يحيي اليمانون عاشوراء الحسين بصمود قلَّ نضيره ، وبثبات يشهد بعمق الانتماء.
في عامنا التاسع نحيي الذكرى وفي درب الحسين قوافل من الشهداء شُيعت، وآلاف الجرحى في درب الحسين نزفوا، وآلاف الأسرى في حب آل محمد(ع) سجنوا، وآلاف النساء الصامدات في درب زينب الكبرى ثبتن، وعاهدن مصاب كربلاء بأن لا خضوع للظالمين".
وتشير العزي لموقع " العهد" الإخباري : " مدرسة عاشوراء الحسين عليه السلام، هي مدرسة متكاملة لعشاق الحرية، لمن يباين الطغاة، لمن يأبى الضيم، لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فارتباطنا بكربلاء هو ارتباط دينيٌ ، قيمي ، تاريخي.
جسّد ذلك الارتباط ثبات رجالنا وقوة جأشهم، جسّد ذلك الارتباط عزيمة شعبنا رغم الجراح، وحجم العدوان ومستوى التحديات.
جسّد ذلك الارتباط صبر نسائنا، وعطائهن وجهادهن وتضحياتن بأغلى ما لديهن في سبيل الله.
فالحسين عليه السلام جاهد ليبقى الدين، جاهد لينصف المظلومين من الظالمين، جاهد لتسود كلمة الله ويزهق الباطل ويحق الحق، فالمبادئ نفسها حملها شعبنا ومجاهدينا في واقعهم في جهادهم في صبرهم".
تمثل ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام، محطةً هامة يقف فيها كل يمني، ليقيم واقعه ويأخذ العبرة، ويصحح المسار.
في ذات السياق تتابع العزي حديثها لموقعنا: "عاشوراء تمثل فاجعة عظيمة ومأساة كبرى، ففقيدها أبي عبدالله الحسين عليه السلام، وتمثل في نفس الوقت نقطة انطلاقة للمواجهة ، للجهاد، للتحرك بالحق.
هذه الذكرى توقظ فينا روح المسؤولية، والإستعداد للتضحية وبذل الغالي والنفيس في سبيل الله.
فالحسين عليه السلام، ضحى بولده وماله ونفسه في سبيل الله، فحب الحسين عليه السلام، في اليمن دماءٌ تسيل في الحدود وفي كل مواقع الجهاد، وليس دمعًا على الخدود فقط".
الوفاء لكربلاء... فلسطين
في ذكرى انتصار الدم على السيف، وانتصار الانسان نهجًا وسموًا وقيمًا، لم تنسى اليمن فلسطين، بل إن شعبًا عشق أبا عبد الله(ع) يوقن أن مصداق هذا العشق هي القدس، وبهذه الذكرى تنوّه العزي بشأن القضية الفلسطينية لموقع " العهد" الإخباري بالقول: "نؤكد أن موقفنا من فلسطين هو الموقف الذي ينبغي أن يحمله من عشق الحسين، وهام في حب الحسين(ع)، وتمنى أن كان من أصحابه ليُذرى رمادًا دونه عليه السلام.
موقفنا موقف سيدي القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله ورعاه، فجراح الأقصى وفلسطين جراحنا، آلامهم آلامنا، معركتهم معركتنا جميعًا، عدوهم عدونا اللدود، واتجاهنا وبوصلتنا نحن وأجيالنا إلى القدس وفلسطين".
وتوصل العزي بهذه المناسبة الأليمة رسالة أخيرةً في حوارها: "رسالتنا لسيدي وقائدي سبط الحسين قرين القرآن السيد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه، سيدي سر بنا في مواجهة الأعداء فوالله لن ترى منا إلا تضحية أم وهب، وصبر أم البنين، وصمود وصبر وقوة زينب عليها السلام، فمن كربلاء ارتوينا جهادًا وتضحية، فليس أزواجنا ولا أولادنا ولا أموالنا اغلى من أبي عبدالله الحسين عليه السلام. ولمجاهدينا الأبطال في كل محور المقاومة وعلى رأسهم سيد المقاومة السيد المجاهد حسن نصر الله حفظه الله، بكم نقتدي وبثباتكم نباهي وعلى دربكم درب المقاومة نمضي ونربي الأجيال. ولكل المؤمنات المقتفيات زينب الصبر عليها السلام، فإن حب الحسين يصدقه الميدان اقتداءً واقتفاءً، فلم يضحي الحسين عليه السلام، لنقيم له عزاء، بل نعزيه جهادًا تضحيةً عفةً طهارةً تمسكًا".