خاص العهد
ايران وسوريا.. علاقات استراتيجية متماسكة
محمد عيد
لم يفتر زخم اللقاءات السورية - الإيرانية سواء على المستوى السياسي أو على المستوى البرلماني بعدما استقبل رئيس الحكومة السورية ووزير الخارجية ورئيس وأعضاء مجلس الشعب السوري وحيد جلال زاده رئيس مجلس الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني والوفد المرافق له ودارت النقاشات حول أهمية الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات بين الدول والشعوب والأثر السلبي للعقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب على الشعوب.
زاده شدد في تصريح للاعلاميين بعد لقائه مع وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد على أن إيران ستبقى إلى جانب الشعب السوري وستسانده في مواجهة الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها على خلفية الإجراءات القسرية الغربية المفروضة على سوريا مؤكداً أهمية بسط الدولة السورية سلطتها على كامل أراضيها للاستفادة من ثرواتها بما يخدم الشعب السوري مع ضرورة خروج قوات الاحتلال الأمريكي والتركي من سوريا.
تنسيق الجهود
وفي حديث لموقع "العهد" الاخباري، أشار عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي إلى أن اللجان المشتركة بين الجانبين تعنى بعمل وزارتي الدفاع والخارجية كما تعنى بكل الشؤون الأمنية في البلدين، لذلك فإن هذا اللقاء هام في ظل كل التحديات التي يتعرض لها البلدان من قبيل تحشيد الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة استعراضية لقواتها في كل من مضيق هرمز والجزيرة السورية بالإضافة إلى الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة والحصار الاقتصادي الخانق على الجمهورية العربية السورية، كما تتجلى اهميته بتنسيق الجهود مع سوريا باعتبارها جزءا مهما من محور المقاومة وهي مستهدفة بشكل كبير من الناحية الاقتصادية والعسكرية وتتعرض لتهديدات كبيرة وهذا ما أكد عليه رئيس الوفد الإيراني من خلال كلمته التي أشار فيها إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تترك سوريا وحدها في حربها الاقتصادية كما لم تتركها في حربها العسكرية، فإن هذه الزيارة تأتي في هذا الإطار لتنسيق الجهود من أجل تحديد طرق الرد على العدوان ولتجاوز أية عقبات اقتصادية يعاني منها الشغب السوري.
موقف إيراني حازم
من جهته أكد المحلل السياسي الإيراني عصام هلالي أن زيارة السيد وحيد جلال زادة رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني إلى دمشق جاءت في توقيت في غاية الأهمية وهو التقى كبار المسؤولين السوريين من رئيس الحكومة إلى وزير الخارجية ورئيس مجلس الشعب وأعضاء المجلس.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار الهلالي إلى قول زاده إن البلدين عازمان على تطوير العلاقات وخاصة في الجانب الاقتصادي وهناك إرادة سياسية تدعم هذا التوجه بمعنى تطبيق الاتفاقيات التي وقعت أثناء زيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي إلى سوريا وقيامه بالتوقيع على ١٥ وثيقة واتفاقية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا، وزيارة الوفد الايراني اليوم إلى دمشق تأتي للتأكيد على ضرورة تنفيذ هذه الاتفاقيات. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الموقف الذي أبداه في دعم سوريا كان واضحاً لجهة التأكيد على وحدة سوريا وسيادتها على أرضها لذلك جاء تصريحه واضحا بشدة على ضرورة رفض تواجد القوات التركية في سوريا ورفض تواجد القوات المحتلة الأمريكية في شمال شرق سوريا مع التأكيد كذلك على ضرورة عودة مصادر الطاقة في تلك المنطقة إلى السيادة السورية.
وختم المحلل السياسي الإيراني حديثه لموقعنا بالتأكيد أن هذه النقاط في غاية الأهمية ويمكن الارتكاز عليها في الانطلاق إلى رسم صورة واضحة وجلية للعلاقة بين سوريا وإيران مفادها وجود اشتراك وتلاقٍ في المصالح فضلاً عن وجود علاقات مستمرة على أعلى المستويات كما أن هناك دعماً إيرانيًّا كبيراً لسوريا في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.