معركة أولي البأس

خاص العهد

ابنة القائد خالد منصور تتحدث لـ"العهد" في ذكراه الأولى عن الأب المثقف
11/08/2023

ابنة القائد خالد منصور تتحدث لـ"العهد" في ذكراه الأولى عن الأب المثقف

مصطفى عواضة

استشهد قائد المنطقة الجنوبية في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" خالد سعيد منصور في مخيم رفح -حيث ولد- مع اثنين من رفاقه في 6 آب/ أغسطس 2022، في إثر غارة صهيونية بعد رحلة حافلة بالجهاد بدأها "أبو الراغب" في سن مبكرة وختمها في الثالثة والأربعين من عمره شهيدا على طريق القدس.

في العام 1988 تسلّم الشهيد القائد خالد منصور مسؤولية تطوير البنية التحتية لسرايا القدس، خاصّة في مجال تصنيع الصواريخ المحلية، علمًا أنه التحق بالذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، كما تولى قيادة المنطقة الجنوبية في الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، وهو من أوائل مؤسسي مجموعات "سرايا القدس" في قطاع غزة، وأشرف على تنفيذ العديد من عمليات السرايا ضدّ الاحتلال، ويعتبر العقل المدبر لعدد من العمليات الاستشهادية خلال انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، وتعرض لعدة محاولات اغتيال آخرها عام 2014.

في الذكرى السنوية الأولى على استشهاده، تتحدث براء منصور ابنة الشهيد القائد لـموقع "العهد" الإخباري عن بعض من جوانب حياة والدها العائلية، حيث أكدت أن اللقاءات الأسريّة كانت مفاجئة وغير منتظمة نظرًا للإجراءات الأمنية التي كان يتخذها الشهيد، فضلًا عن الأوضاع العسكرية التي كان يفرضها الاحتلال، فكان يهتم بأمور عياله الثمانية من خلال الوقت القصير الذي كان يقضيه في المنزل وعبر المكالمات الهاتفية بين الحين والآخر أو من خلال زوجته التي كانت تتحمل المسؤولية وتحافظ على حضور الأب حتى في غيابه والتي استطاعت بدورها تربية أبنائها كما يريد الشهيد.

ابنة القائد خالد منصور تتحدث لـ"العهد" في ذكراه الأولى عن الأب المثقف

وأضافت: "كان عنوان السنوات الستة الأولى من طفولتي غياب والدي بسبب عمله الجهادي ووضعه الأمني، إلا أنه عمل على تعويضي عن ذلك الغياب في الكبر وأصبح يصطحبني معه قدر المستطاع، إذ رافقته في بعض الأحيان لأيام كاملة، ما حفر في ذاكرتي الكثير من الذكريات معه، وقد ودّعت أغلب رفاقه الشهداء حتى بعض الاستشهاديين منهم".

وعن أبرز صفات الشهيد منصور قالت براء: "كان والدي ضيفًا خفيفًا خجولًا جدًا لا يحملني أعباء الزيارة عند دخوله منزلي ولا يمكث وقتًا طويلًا ليس تحسبًا من ملاحقة العدو الصهيوني له، بل التزامًا منه بآداب الضيافة، فضلًا عن أنه كان يصر على مبيت الأحفاد في داره وكان يسعى للإطمئنان عنهم دائمًا حتى في أوقات متأخرة من الليل في مكالمات هاتفية بشكل شبه يومي".

وأردفت القول: "رغم أن والدي لم يكمل تعليمه إلا أنه حرص على تحصيل الثقافة من خلال القراءة ومشاركتنا إياها، حيث قرر دراسة اللغة العبرية فأوكل إلينا تسميع الدروس له، وكتب اسمي وأخوتي السبعة بلغة العدو بهدف الإلمام بمعرفته، ولو بالقدر القليل، كذلك لوالدي مكتبة كبيرة في دارنا تحوي مئات الكتب التي كان يوزع بعضها بعد تحقيق المراد منها بهدف الاستفادة الجماعية ولم يستطع قراءة بعضها الآخر بسبب انشغالاته".

عن أيامه الأخيرة واستشهاده قالت ابنة القائد منصور لموقع "العهد": "من الصعب وصف تلك اللحظة الأليمة فقد توقعنا أن نتلقى خبر ارتقائه مرارًا إلا في هذه المعركة القصيرة، لم تكن ظروفنا تسمح للقاء بسبب الأوضاع آنذاك ولم يودّع والدي إلا ثلاثة من أخوتي الذين كانوا يقطنون في مكان آخر، سمعنا بخبر استشهاده صدفة من خبر عاجل عبر"الراديو" عندما كنا نهم إلى النوم عند الفجر، انتظرنا نفي الخبر لكن حروف النفي سقطت مع ارتقاء والدي شهيدا".

إقرأ المزيد في: خاص العهد