خاص العهد
مبادرة عين التينة.. هل طريقها مُعبّد بالتسهيلات؟
لطيفة الحسيني
مرةً جديدة، يُخرج رئيس مجلس النواب نبيه بري مُبادرةً حوارية والعنوان الثابت: انتخاب رئيس جمهورية. لا مؤشرات حقيقية تدلّ على أن المشهد قابلٌ للتبدّل بشكل جذريّ في أيلول الجاري، على الرغم من كلّ القراءات التي روّجت لفكرة أن الشهر الجاري سيكون حاسمًا على صعيد هذا الاستحقاق.
قبل أسبوع من وصول المبعوث الفرنسي الى بيروت جان إيف لودريان، أعلن الرئيس بري عن نيّته جمْع "أصحاب السعادة" الى طاولة حوار تحت قبّة البرلمان في مدّة لا تتعدّى السبعة أيام، على أن تليها جلسات متسلسلة بهدف الاتفاق على رئيس للجمهورية.
صحيحٌ أن دعوة "عين التينة" الى الحوار ليست جديدة، لكنّها استطاعت تحريك الساحة الداخلية، إلّا أن القوات والكتائب اللبنانية سريعًا اختارت إطلاق النار عليها من أجل إجهاضها. هل تنجح خطوة الرئيس بري الجديدة في الوصول الى المُبتغى المطلوب منها؟ وهل فعلًا يُمكن الرهان عليها في المدى المنظور؟
طريق الرئاسة طويل وهذا ما أبلغه الرئيس بري للودريان
عند سؤال رئيس مركز الارتكاز الإعلامي سالم زهران عن حظوظ المبادرة الراهنة، يُجيب بكلّ واقعية "طاولة الحوار حتى لو عُقدت فلن تكون مقدمة لانتخاب رئيس جمهورية"، ويقول لموقع "العهد" الإخباري "قيمة الحوار هي في مشاركة جميع الأطراف أمّا حين يغيب عنه جزء من اللبنانييين فسيصبح مبتورًا"، ويتابع "لا أرى رئيس جمهورية في القريب العاجل".
برأي زهران، الرهان الوحيد الذي يُمكن البناء عليه اليوم يجب أن يكون على نتائج الحوار الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر، لأنه الوحيد الجدّي، غير أنه يحتاج الى وقت أطول من أيلول.
زهران يُشير الى أن مبادرة الرئيس بري تتوازى مع جُهد لودريان الآتي الى لبنان بل تكاد تكون نسخة طبق الأصل، لكنّه يعتبر أن مبادرة الأخير تشارف على الانتهاء فيما تمّ إطلاق النار على خطوة الرئيس بري باكرًا من قبل سمير جعجع وسامي الجميل وآخرين.
ويلفت زهران الى أن رئيس المجلس النيابي كان قد أبلغ لودريان بشكل صريح بأنه من موقعه كنبيه بري لن يرأس الحوار بما أنه يرشّح الوزير السابق سليمان فرنجية، لذلك اقترح أن يرأس الحوار نائبه الياس أبو صعب بدلًا عنه في مجلس النواب وأن يُشارك النائب علي حسن خليل كممثّل عن حركة أمل.
يختصر زهران كلّ الكلام الذي نسمعه اليوم بشأن الاستحقاق المنتظر بالجزم بأن "طريق الرئاسة طويل ولن يكون في أيلول".
85 متجاوبًا مع المبادرة يُنجحون طاولة الحوار
في المقابل، يبدو أن ردود الفعل الإيجابية تجاه طرح رئيس المجلس ليست بقليلة على الرغم من المعارضة القواتية والكتائبية. عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية يُبيّن لـ"العهد" أنه اذا كان عدد المُتلقّفين لدعوة الرئيس بري 85 فالحوار سيلتئم، أمّا اذا تجاوز عدد المقاطعين الـ43 فبالتأكيد لن ينعقد.
عطيّة يعلن أنه سيُلبّي الدعوة وتكتل الاعتدال كذلك، ويؤيّد بالتالي مبدأ الحوار والجلوس سويًا للنقاش في كلّ الجلسات، ويضيف "يجب أن نتحاور فهذا قد يؤدي ذلك الى الخروج بصيغةٍ جديدة لكن من غير المسموح مقاطعة الحوار، لأن التوافق هو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس للجمهورية".
وإذ يتوقّف عند مؤشّر مهمّ وهو الموافقة المسيحية على المبادرة، يتوقّع أن يكون الأسبوع المقبل حاسمًا لجهة الدعوة للحوار.
انفتاح على المبادرة ولكن
من ناحيته، يُقارب النائب المستقلّ عبد الرحمن البزري الدعوة بإيجابية وانفتاح وموضوعية، ويُشير في حديث لـ"العهد" الى أن "مبادرة الرئيس بري هي محاولة لتحريك المياه الراكدة وإحداث اختراق بأفق الانسداد السياسي الذي أدّى الى الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية.
ويوضح أن "بعض الزملاء النواب يستفسرون عن بعض النقاط الأساسية في المبادرة والمتعلّقة بالدعوة للحوار وطبيعة المشاركة به، وعمّا اذا كانت الجلسات ما بعد الحوار مرتبطة بدورات متتالية"، ويلفت الى أن هذه المسألة تحتاج الى بعض الإيضاحات.
الرهان على إرادة الكتل
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة يؤكد لـ"العهد" بدوره أن هناك أغلبية مؤيّدة لدعوة الرئيس بري للحوار خاصة بعدما أعلن التيار الوطني الحر موافقته عليها رغم وجود أقليّة معترضة عليها.
من وجهة نظر خواجة، نجاح هذا الحوار اذا التأم مرهون بإرادة الكتل النيابية.
وعن موعد الحوار، يُشير خواجة الى أن الموضوع يعود الى الرئيس بري فهو من يحدّد الآليات التفصيلية للحوار والدعوة إليه، وهو الذي يختار الوقت الأنسب والطرق الأفضل حتى يكون الحوار ناجحًا ومُنتجًا.
وعمّا اذا كانت المبادرة تتقاطع مع عودة لودريان الى بيروت، يقول خواجة "لستُ مع المبادرات الخارجية.. كلبنانيين لا شيء ينقصنا لإنتاج حلولنا كما ننتج أزماتنا، ولذلك نتمنّى انتخاب رئيس صناعة وطنية لبنانية بأيدينا".
سالم زهرانالجمهورية اللبنانيةعبد الرحمن البزري