خاص العهد
طرابلس تتشارك بأبنائها المقاومين مع الجنوب والبقاع في معركة نصرة غزة
غنوة سكاف
أثبتت طرابلس قلعة العروبة على مر الزمن أنها تقف إلى جانب القضايا المحقة لأمتنا، و خصوصاً وقوفها الصلب والتاريخي مع الشعب الفلسطيني وقضيته بمواجهة الغطرسة والإرهاب الصهيوني، حيث يحيط بمدينة طرابلس-شمال لبنان، مخيمان للاجئين الفلسطينيين، من شمالها مخيم نهر البارد ومن شرقها مخيم البداوي، ويعدان من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.
طرابلس قدمت للأمة مناضلين وعروبيين ورجال دين كان لهم الأثر الطيب لأنهم ساروا بنهج الوحدة ونبذ الفتن الطائفية والمذهبية، من فوزي القاوقجي إلى رشيد كرامي والشيخ سعيد شعبان والداعية فتحي يكن والكثير غيرهم ممن يعملون على الساحة الطرابلسية، التي تنتفض اليوم بكافة أطيافها وقواها الحية نصرةً لطوفان الأقصى.
لطرابلس دائماً حصة في نصرتها للحق حيث لا يمكن لأي عابر في طرابلس إلا أن يستذكر بطولات أبنائها وموقفهم العروبي الأصيل في تصديهم للإحتلال الصهيوني للبنان منذ السبعينات، حيث شارك أبناؤها في صفوف القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية بتحرير العاصمة بيروت عندما أراد الملعون أرييل شارون احتلالها، كما لا ننسى وقوف أبناء طرابلس بمواجهة الإحتلالين الفرنسي والعثماني لأوطاننا، ونصرتهم التاريخية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث تحمل اسمه حتى يومنا أكبر ساحات طرابلس وشوارعها.
أما اليوم حصة طرابلس بالشهداء كانت من نصيب ابن مدينة الميناء الشهيد محمود أحمد درويش (الطرابلسي) الذي روى بدمه الطاهر أرض الجنوب حيث كان يقاتل في صفوف مجموعات المقاومة الإسلامية عند الحدود اللبنانية - الفلسطينية ليرتقي إلى جانب رفاقه على طريق القدس.
وأقيم احتفال تكريمي حاشد للشهيد الطرابلسي في منطقة بكمرا قضاء الكورة، بحضور الأحزاب والوقوى الوطنية اللبنانية والإسلامية والفصائل الفلسطينية وسرايا المقاومة، حيث غص الإحتفال بالحضور الشمالي من كافة الطوائف جنباً إلى جنب تحت رايات المقاومة وفلسطين على وقع الأناشيد الثورية التي تحاكي القضية.
في بداية الإحتفال التكريمي للشهيد الطرابلسي تشابكت أيادي رجال الدين سنة وشيعة، وكانت قراءة لدعاء الوحدة الإسلامية الذي ردده الحضور بأعلى أصواتهم تأكيداً على وحدة الصف بمواجهة العدو الصهيوني، وتم عرض وصية الشهيد درويش على شاشة حيث أكد فيها الإعتزاز بانضمامه لصفوف المقاومة الإسلامية، وشدد على ضرورة نبذ كل الخلافات التي يعمل على تغذيتها أعداء الأمة وتوجيه البندقية نحو العدو الصهيوني فقط.
وفي مقابلةٍ خاصة مع مسؤول حركة المقاومه الاسلاميه حماس في الشمال ابو بكر الاسدي الذي كان مشاركا في الاحتفال التأبيني، أكد الإعتزاز بشهادة مقاومي حزب الله الذين يروون اليوم بدمائهم جنوب لبنان على الحدود اللبنانية مع فلسطين، دفاعاً عن أهل غزة التي لم يقف معها اليوم إلا القوى الشريفة وعلى رأسهم حزب الله.
وأضاف أن "كما وعد الأخ محمد الضيف لن يستطيع العدو الوصول إلى جنوده الذين تأسرهم المقاومة الفلسطينية منذ ٧ تشرين الاول وسنحرر كافة أسرانا في السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين والعرب وعلى رأسهم الأسير البطل يحيى سكاف ابن لبنان والشمال المقاوم الذي قدم ومازال يقدم التضحيات الكبيرة للقضية الفلسطينية".