خاص العهد
مائدة الإمام زين العابدين (ع): مشروع الخير الذي يكبر
فاطمة ديب حمزة
أكثر من عشرين عاماً، والمائدة لا ينضب خيرها.. من بيروت، وبعدد مساهمين متواضع إنطلقت الفكرة المستوحاة من عطاءات الإمام زين العابدين (ع) للمساكين والفقراء، لتكبر مع سنين النصر، وبيوت الكرم والأيادي البيضاء، وتلامس كل محتاج ومسكين وتتقرب من نقص آلاف العائلات في الشهر الفضيل، بما لا يُذهبَ ماءَ وجههم، بل يحفظ نفوسهم ويؤمّن احتياجاتهم الغذائية والمادية واللوجستية، من الإفطار والأسحار، إلى كسوة العيد.
مائدة الخير.. هذه هي
واضحة ملامح السعادة على وجوه القيمين والمتطوعين في مراكز المائدة، فرح العطاء والمشاركة في إعداد الطعام، والوجبات، والحصص الغذائية وكسوة العيد وغيرها. إنها أجمل وأكمل صور الدين المحمدي الأصيل. إنها وصية الأئمة ـ أصحاب مدرسة العطاء الأسمى.
هذا العام، اكتملت الاحتياجات اللوجستية للمشروع في شهر الله، الفِرقُ اكتملت، وأعداد المتطوعين في ازدياد، والخير يكبر ويكبر يقول المنظمون على مائدة الإمام زين العابدين لموقع "العهد".. فما هي أقسامها؟؟
يشرح الحاج علي شري ـ مسؤول العمل الاجتماعي في منطقة بيروت في حزب الله، يقول لموقع "العهد" الإخباري إن "عطاءات المائدة أصبحت تمتد من بيروت إلى البقاع والشمال والجنوب" .. وهذا "المشروع الرمضاني يقسم على الشكل التالي:
القسم الاول: هو عبارة عن الحصة الغذائية، التي تتضمن لحوماً، وخضار، وفاكهة، وتوزع على الأحياء كل 3 ايام.
القسم الثاني: هي الحصة التموينية والتي تتضمن مواد غذائية تموينية كالزيت والحبوب والمعلبات وغيرها، وتوزع مع بداية شهر رمضان المبارك، ومن ثم في منتصفه.
القسم الثالث: هو المطبخ الرمضاني، حيث يقوم المتطوعون بإعداد الطعام وتوزيعه على العائلات المحتاجة والمسكينة.
القسم الرابع: هو كفالة الجار، بما يعنيه من تأمين الطعام من الجار الميسور الى الجار المحتاج.
القسم الخامس: هو كسوة العيد، والتي يتم إعدادها وتوزيعها قبل صباح عيد الفطر المبارك".
ويشير الحاج شري لموقعنا إلى المشروع الجديد الذي أُدخل ضمن مائدة الإمام زين العابدين (ع)، وهو السلة الغذائية والتموينية، حيث توضب في المؤسسات التجارية وتجمع بشكل يومي طيلة شهر رمضان المبارك".
ويلفت الحاج شري لموقع "العهد" إلى أن "المائدة تستقبل المساعدات المالية والعينية من خلال الصناديق الموزعة في المحال التجارية، والخيم والسيارات الجوالة والقجج المخصصة، والمظاريف التي توزع على الراغبين بالمشاركة والتبرع".
هدف المشروع .. هو الإنسان
لا شك أن فكرة المائدة ومشروعها يقوم على أساس حجم التبرعات والإمكانات المتوافرة لدى القائمين والمشرفين.. لذلك فإن دائرة المساعدات تتسع باتساع المتبرعين وحجم تبرعاتهم .. وهو ما كبُر واتسع مع مرور السنين.
"في كل رمضان يزداد أعداد المتطوعين، والمتبرعين والمشاركين في المشروع" يقول المشرفون على تنظيم الحصص اليومية لموقع "العهد"، وهو ما يمكن ملاحظته عند زيارة أي مركز لإعداد المساعدات والحصص، تماماً كخلية نحل يتوزع الأفراد مع تحديد طبيعة عملهم، الطبخ، التعليب، التنظيم، والتوزيع، يتم ذلك بعد أن تكون اللجان المختصة في المشروع قد أعدت جدول محدّث للعائلات المحتاجة، وصنفتها من الأكثر احتياجاً فالأقل.
وتحديداً هذا ما يعبّر عنه المشرف في المائدة الشيخ عباس الحركة لموقع "العهد"، والذي لا يتردد في وصف "هذا العمل بالإنساني البحت الذي يقوم على أساس فكرة إعالة الفقير والمسكين والمحتاج أياً كان".. وهي "الفكرة التي يجتمع عليها أصحاب الخير أينما وُجدوا".
ويضيف الشيخ الحركة لموقعنا أن "هذا النشاط يحمل في طياته كل معاني الدين المحمدي الاصيل".. وهو ما يتجسد في حالة مشروع مائدة الإمام زين العابدين (ع)، وعطاءاتها المتزايدة عاماً بعد عام.
إنها مائدة الوصل ما بين الخير.. والخير
في شهر الله، شهر الرحمة والتوبة والعطاءات والعبادات.. هذه مائدة الإمام زين العابدين (ع) تفتح يديها، جسراً ما بين المتبرع، والمحتاج. ما بين الإنسان والإنسان، ما بين الجار والجار، وما بين الخير والخير.. هذا باب من أبواب الشهر الفضيل، وما دُعينا فيه اليه .. وهذه أرقام المندوبين المنتشرين في كل المناطق اللبنانية لاستقبال طلبات المشاركة والتبرع: 01277519 و 03745241.
الصور: بعدسة موسى الحسيني