خاص العهد
"غولاني" يُسحب من غزّة.. المقاومة تُحطّم جنود "النُخبة"
يوسف جابر
عقب خسائر مُضنية تكبّدها لواء "غولاني" على يد المقاومة الفلسطينية، أُعلن سحب اللواء من قطاع غزة بعد ستين يومًا من القتال بروح معنويةٍ منكسرة بعد خسائر فادحة في الأرواح والآليات. جنود كتيبة "غولاني 13" المُرسلة إلى قطاع غزة من قبل اللواء، احتفلوا ابتهاجًا بقرار سحبهم، وكأنّهم نجوا من موتٍ مُحتّم في غزّة، مع العلم أنَّ تقارير متعددة أشارت إلى مقتل وإصابة العشرات في صفوف جيش الاحتلال خلال الأيام الأخيرة، خاصة وأنَّ الجيش بألويته الـ7 المتمركزة في غزة ما يزال عاجزًا عن تحقيقٍ أيٍ من أهدافه، وبات كلُّ ما يفعله تلقي ضربات مجاهدي المقاومة. فهل جرى سحب "غولاني" خوفًا من انسحابهم أو هروبهم من أرض المعركة؟
قبل الخوض في التفاصيل، تجدر الإشارة إلى أنَّ حي الشجاعية شرق مدينة غزة أبرز محطّات الهزيمة للواء، حيث قُتل في الحي قائد كتيبة "غولاني 13"، تومر غرينبرغ و8 ضباط ومقاتلين آخرين، في وقتٍ سابق. كما قُتل، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحتى اليوم، أكثر من 110 جنود من كتيبة "غولاني" بينهم قادة كتائب وعدد كبير من الضباط.
وقبل أيام، أكَّد قائد لواء "غولاني" الأسبق، موشيه كابلنسكي، أنّ كتائب من "غولاني" خسرت منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ربع قواتها بين قتيلٍ ومصاب، مشيرًا إلى أنَّ قادة اللواء أعادوا رسم استراتيجيتهم. وهذا إشارة إلى الخسائر الكبيرة التي تكبّدها اللواء في غزّة.
من جهته، أوضح محرّر الشؤون الإسرائيلية في قناة المنار حسن حجازي، في حديثٍ لموقع "العهد" الإخباري، أنَّ ألوية النخبة تعرضت لاستهدافات كبيرة، وتحديدًا لواء غولاني فهو أكثر الأولوية التي تعرضت لخسائر، مشيرًا إلى أنَّ "بعض القادة قالوا إن خسائره تُقدر بثلث قواته على مستوى القتلى والجرحى".
وأوضح أن "غولاني" كان مُستنزفًا بمحاور قتال أساسية في قطاع غزة ما اضطر الاحتلال لإخراجه لتخفيف الأعباء التي تعرضت لها قواته، مشددًا على أنَّ كتيبة "غولاني 13" فقدت قرابة الـ40 عنصرًا ما ولّد حالاً من الضغط النفسي على الجنود وعلى أهاليهم.
ورأى أنَّ الخطوة أتَت للتخفيف من الضغط الكبير والحال النفسية الصعبة التي يعانيها الجنود بفعل ضربات المقاومة، حيث أخرج العدو في المرحلة الماضية لواء المظليين ولواء "غفعاتي" وجزءًا آخرًا من قواته من غزة لأنها تقاتل منذ بدء التوغل البري.
وأوضح حجازي أنَّ: "غولاني" يُعدُّ من أهم الألوية الخمسة في ألوية النُخبة، وهو مُخصَّص للجبهة الشمالية ولكن طبيعة معركة طوفان الأقصى تطلّبت من الاحتلال تسخير كل طاقاته الكفوءة والمدربة والمجهزة، لافتًا إلى أنَّ "غولاني" أهم الألوية على المستوى التاريخي والمعارك التي شارك فيها، وله قيمة معنوية عند المستوطنين فقواته تسمى "قوات النخبة".
وهنا، أكَّد حجازي أنَّ غزة كشفت مزاعم العدو حول مستوى كفاءة مقاتليه، وخسر الرهان على ألوية النخبة بعد فشله في تحقيق أهدافه، في حين أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها توقع هذه القوات في كمائنها وتستدرجها إلى مساحات قاتلة وأوقعت فيها مجازر حقيقة، ما أدى إلى اهتزاز هيبة "غولاني" وغيره بشكل كبير في الوسط الإسرائيلي.
وشدَّد على أنَّ جيش العدو حريصٌ جدًا على ألا تظهر إشارات انكسار وسط جنوده، لذلك يحاول الإضاءة على جانب آخر وهو إعادة تنظيم صفوف "غولاني"، في حين تُثبت الوقائع أن اللواء تكبّد خسائر كبيرة في صفوفه بغزّة.
عن لواء "غولاني"
الجدير ذكره أنَّ لواء "غولاني" أقدم حتى من الكيان الصهيوني، إذ تأسّس قبل 3 أشهر من إعلان الكيان على أراضي فلسطين المحتلة العام 1948. ويُعرف "غولاني" أيضًا باللواء الرقم واحد؛ لأنه من أوائل ألوية المشاة في جيش الاحتلال، علمًا أنه حمل هذا الاسم نسبة لهضبة الجولان السورية المحتلة نظرًا لتمركزه في منطقة الجليل شمال "إسرائيل". كما تختلف الأسلحة الشخصية للمقاتلين في اللواء عن تسليح الجنود الآخرين، مثل أسلحة إطلاق النيران الرشاشة وقاذفة القنابل اليدوية.
يضمّ هذا اللواء 4 كتائب رئيسة، وهي الكتيبة 12 (كتيبة باراك)، الكتيبة 13 (كتيبة جدعون)، الكتيبة 51 (كتيبة الانفجار الأولى) والدورية، ويصنّف جنوده من قوات النخبة نظرًا للتدريبات القاسية التي يتلقونها قبل الالتحاق، وقد شارك في كل الحروب الكبرى التي خاضها العدو منذ احتلاله الأراضي الفلسطينية.