خاص العهد
المطرانان الحاج وسمعان.. تكريس التّطبيع من باب غزة
إيمان مصطفى
تفاعلت في الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية وعلى شبكات مواقع التواصل الاجتماعي الحملة المندّدة بمشاركة رئيس أساقفة أبرشية حيفا والأراضي المقدسة والنائب البطريركي في القدس وفلسطين والأردن المطران موسى الحاج في لقاء مع رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ الأسبوع الماضي، بحضور النائب البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك في الأراضي المقدّسة كميل سمعان.
رئيس هيئة ممثلي الأسرى والمحرّرين أحمد طالب استهجن مشاركة المطران اللبناني موسى الحاج ضمن وفد ممثلي الكنائس المقدسية والشرقية في اللقاء الذي جرى مع رئيس الكيان الصهيوني ووزير الداخلية في حكومة العدو موشيه أربل، مؤكدًا أن هيئة ممثلي الأسرى والمحرَّرين تقدّمت بواسطة وكيلها القانوني المحامي غسان المولى بإخبار أمام النيابة العامة العسكرية بتاريخ 26/12/2023، ضدّ كل من المطرانين موسى الحاج وكميل سمعان، وذلك على خلفية تواصلهما مع العدو الصهيوني.
طالب يؤكّد لموقع "العهد" الإخباري أنّ "القانون اللبناني ينص على تجريم التطبيع مع العدو والتواصل مع جيش الاحتلال بشكل واضح وصريح وبكل أشكاله"، ويعتبر أنّ "ما قام به المطرانان هو اعتراف بالاحتلال، وتطبيع ديني وسياسي، وخرق فاضح لقانون المقاطعة اللبناني الذي يجرم كافة أشكال الاتصال مع مسؤولي الكيان الغاصب".
ويوضح طالب أنّ الموقع التابع لرئيس الكيان الصهيوني نشر بداية الخبر، وأفاد أنّ هرتسوغ قدّم لرجال الدين المسيحيين في الأراضي المقدسة تهاني الميلاد ورأس السنة، ولكن من دون ذكر أسماء الحضور مع الاكتفاء بالصورة، قائلًا: "لاحقنا الموضوع، إلى أن أذاعت وزارة الداخلية في حكومة العدو الخبر باللغتين العبرية والإنكليزية، مرفقة بالأسماء والصور، فقررنا التقدم بالإخبار".
يأسف طالب أنه بينما يتعرض الرهبان والمسيحيون في القدس المحتلة إلى اعتداءات شبه يومية من قبل متطرفين يهود، يأتي رؤساء كنائس القدس ويصدرون بيانًا توضيحيًّا عن مشاركتهم في اللقاء مع رئيس الكيان، مؤكدين أنهم طالبوا خلاله بـ"وقف شلال الدم في غزة"، مشددًا على أن هذا التبرير أشد خيانةً وتنكيلًا من التطبيع بحد ذاته.
ويقول طالب: "في الوقت الذي تتصاعد فيه مشاعر العنصرية والكراهية لغير اليهود في فلسطين المحتلة والتي تتجلى بالاعتداءات المختلفة على المسيحيين والمسلمين على حد سواء، لم يتوقف قطار التطبيع العربي مع العدو عند المحطات السابقة، بل يهرول البعض للقاء المسؤولين الصهاينة، متناسين جرائم الاحتلال التي لا تُحصى بحق العرب والمسلمين والمسيحيين".
ويذكّر طالب أن المطران الحاج قام قبل فترة - لم يمر عليها الزمن - بنقل أموال من جهات مشبوهة داخل الكيان الصهيوني إلى جهات داخل لبنان، وتم توقيفه إثر ذلك والتحقيق معه، وها هو اليوم يعود بحلقة جديدة من التطبيع، مشيرًا إلى أن الهيئة قامت بواجبها وتقدمت بالإخبار، داعيًا الدولة للقيام بدورها وتحمل مسؤولياتها بمحاسبة المجرمين.
ويشدد طالب ختامًا على أنّ الهيئة ستلاحق كل مطبع ومتعامل مع العدو أمام المراجع القضائية المختصة، غير آبهة بالاتهامات التي تساق ضدّها من أجل تزييف الحقائق، وثنيها عن القيام بواجبها الوطني والقومي.