خاص العهد
الناطق باسم دار الإفتاء العراقيّة لـ"العهد": القائدان المهندس وسليماني حميا العراق
مصطفى عواضة
في الذكرى الرابعة لشهادة القائدين الكبيرين قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس، بغارة أميركية غادرة قرب مطار بغداد الدولي، التقى موقع "العهد" الإخباري الناطق باسم دار الإفتاء العراقيّة الشيخ عامر البياتي. الشيخ البياتي أكد أن علاقة القائدين الأخوية والوطيدة كان تاجها حماية العراق وتأمين الاستقرار، وقد وسعيا معًا لهذه المهمة العظيمة لأنهما يحبان العراق.
"إن للعراقيين رجالًا تُضرب لهم أكباد الإبل كما تقول العرب، والله سبحانه وتعالى قد جعل لهؤلاء منزلةً من خلال ما يصبون إليه من شرف وكرامة ورجولة" يقول الشيخ البياتي في مقابلته مع "العهد". ويضيف "العراق بفضل الباري عز وجل فيه رجال لا يخافون في الله لومة لائم. العراق هو بلد الأبطال من الأئمة الأطهار والصحابة الأغيار. وفي العراق رجال لا ينامون على ضيم أبدًا. وكانت ميزة هؤلاء الرجال أن الله تعالى خلقهم لهذه المهمة. هم لم يختاروا لأنفسهم هذه المهمة بل إن الله تبارك وتعالى اختار لهم هذا المكان وهذه النهاية التي يتشرف بها كل مسلم وهي مقصد المجاهدين، أن تعرج أرواحهم لله جل وعلا في عليين".
يلفت الشيخ البياتي إلى بعض الميزات في شخصية الشهيد المهندس "امتاز بكرامة النفس والروح معًا، وبمحبة الجميع، جميع من أراد لهذه البلاد خيرًا. وحينما غزا أولئك الأوغاد دواعش العصر محافظات من العراق انتخى رجال العراق بعد فتوى المرجعية العليا في مدينة النجف الأشرف من سماحة السيد علي السيستاني حفظه الله، وبعدها بخمسة أيام صدرت فتوى مرجعية أهل السنة في بغداد وعلى لسان سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور العلامة مهدي أحمد الصميدعي بعد اجتماعات استغرقت يومًا وليلة للأمانة العامة لدار الإفتاء العراقية وخرجنا بصيغة فتوى الجهاد الإلزامي".
ويتابع مستذكرًا أحداث تلك الفترة "أما الحاج أبو مهدي المهندس، فقد خاض الحرب برجولة وتواضع وشموخ معًا، شموخ وكبرياء حين يلاقي أعداء الله تبارك وتعالى، وتواضع مع إخوته ومع كل العراقيين الشرفاء. وقد أوقف العمليات الحربية لمدة أسبوع بكامله في مناطق بغية أن يُخرج منها المدنيون العزّل لأن أولئك الخوارج تترسوا بالمدنيين وجعلوهم دروعًا يحتمون بهم. ولكن الحاج المهندس والحاج قاسم سليماني أجّلا الهجوم بغية إخراج المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال".
وفق الشيخ البياتي فإن "شيخ الشهداء المهندس امتاز بهذه الصفات التي لا تليق إلا بالقادة الذين هم من صلب القضية".
وحول العلاقة الخاصة التي ربطت القائدين الشهيدين، ووحّدتهما حول الأهداف السامية، يقول الشيخ البياتي في مقابلته مع موقع "العهد": "ما دام هنالك ترابط في العقيدة الإسلامية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فهنالك لقاء القلوب ولقاء الأنفس ولقاء الأرواح ولقاء الأجساد، لقد نذرا نفسيهما لغاية عظيمة لا تكون إلا بالتعاون، والله تبارك وتعالى قال (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقال (من المؤمنين رجال). لقد كانت العلاقة أخوية وطيدة تاجها حماية العراق وتاجها رفع راية الله أكبر والأمن والأمان والاستقرار، وسعيا معًا لهذه المهمة العظيمة، لأنهما يحبان العراق وجعلا للعراق مكانًا في قلبيهما وضميريهما وعيونهما، وكان الهدف الأسمى التحرير بأقلّ الخسائر والتضحيات"، لافتًا إلى أن "العدو يخسر أما صاحب القضية فيضحي ولا ينتظر أي نتيجة أو هدف من غير تضحيات".
الصِلة بين الحاج أبو مهدي والمجاهدين كانت وطيدة، وهنا يشير الشيخ البياتي إلى أنه "كان يمتاز بعلاقة طيبة وأخوية مع الجميع، فكان يأكل مما يأكلون وينام حيث ينامون ويصول حيث يصولون، وقد تقاسم معهم السراء والضراء وتقاسموا معه ساعات حرجة فيها وقفة الرجال التي لا توصف بالأحرف وإن كتبوها بأحرف من نور، لأنها خلدت أسماءهم في تاريخ الرجال".
يلفت الشيخ البياتي إلى أن الحاج قاسم زار دار الإفتاء أكثر من مرة ومعه الحاج المهندس، وكانت زيارات مباركة ولقاءات طيبة مباركة تم خلالها تبادل الآراء والحديث مع سماحة المفتي الشيخ مهدي بن أحمد الصميدعي، وكان سماحة المفتي كذلك يزور الحاج قاسم سليماني في أماكن كان يحددها الحاج ويتباحثان تباحثًا أخويًّا. أمّا العلاقات مع الجمهورية الإسلامية فكانت ولا تزال بحسب الشيخ البياتي مباركة طيبة قائمة على الاحترام المتبادل واحترام الشخص الآخر، وأثمرت حبًّا وتآخيًا وتخطيًا للحساسية التي كانت جاثمة على قلوب الكثيرين لأننا نعلم علم اليقين أن هؤلاء لا يريدون للأخوّة الإسلامية نهوضًا.
يرى الشيخ البياتي أن "العراق قد فقد الحاج أبو مهدي المهندس وجودًا ولكن لم يفقده فكرًا أو منهجًا".
ويشدد الشيخ في مقابلته مع "العهد" على أن "العراق الآن ليس كالعراق بداية 2003 أو 2006، العراق تفهّمَ مشاريع الغرب وحضن القضية العراقية وقضية الأمة الإسلامية، في العراق رجال يقولون الحق، وما دام هناك طريق للجهاد والمقاومة والتحرير ونصرة المستضعفين في الأرض فستبقى المؤامرات مستمرة ضد هذا الطريق، ولا يخفى عليكم أن المشاريع الصهيوأميركية والصهيوبريطانية والصهيوفرنسية هي مشاريع تقسيم ومشاريع زراعة البغض والعداوة بين أبناء الأمة لكن الله تعالى منّ علينا بالحكمة".
ويختم مؤكدًا بأن "القضية الفلسطينية هي جوهر القضايا التي يهتم بها العراقيون جميعًا، والعراق يرى أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ولا يمكن التنازل عنها، والتنازل عنها هو تنازل عن المبادئ كلها".