خاص العهد
جوانب انسانية في شخصية الحاج قاسم.. بلسان خادم قبره الشريف
زينب حيدر
بذكر السلام على السيدة الزهراء عليها السلام، والصلاة على غريب كربلاء وصاحب الزمان (ع) يشرع الخادم في جنة شهداء كرمان، مسؤول معراج شهداء كرمان ومنظم برنامج الـ 1:20 لكلِّ ليلة جمعة في مزار الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني أمين گزستاني حديثه حول ميزات سيد شهداء محور المقاومة. يعتبره عصارة وخلاصة كلّ الشهداء، هو العزيز على قلبه الحاج قاسم الذي يصفه بزجاجة العطر التي عندما سُكبت على الأرض انتشر عطرها في كلّ مكان، وبدمعه يكمل كلامه لينعت الحاج قاسم بالمرآة التي مع سقوطها على الأرض وانكسارها أدرك الجميع مدى قرب الحاج قاسم منهم، وأن الحاج قاسم مثلهم، وأنه إنسان ترابي. هو ترابيٌّ بحق، لم يأتِ إلى هذه الدنيا ليثبت وجوده كقاسم سليماني، بل أتى في خدمة دينه، ولخدمة الولاية وإغاثة كلّ ملهوف.
* الاخلاص والتواضع
يخوض أمين گزستاني حديثه بكل افتخار، معلنًا انتماءه إلى كرمان، ديار الشهيد الذي ما برح يقول عنه "حاج قاسم عزيز". يقول گزستاني: "الحديث عن الحاج قاسم أمرٌ صعبٌ جدًّا، أعتقد أنّ من يريد أن يتحدث عن الحاج قاسم يجب أن يكون طاهرًا يظهر فيه النقاء، الوضوح والإخلاص حتّى يتمكن من الحديث عن الشهداء، ولا أرى ذلك في نفسي. سأخبركم بما سمعته فكما يقول بيت الشعر المعروف؛ قلنا كثيرًا وقالوا، إن الشهداءَ معروفون بالشهداء. وفي الواقع على الشهداء أنفسهم أن يخبرونا بما حدث وماذا فعلوا".
يؤكد گزستاني أنه يتحدث عن شخصٍ لم يزعم الافتخار بأي عمل، فعندما كان يعدد الانجازات التي تم القيام بها، لم يقل: "لقد قمت بهذه الانجازات"، إنما قال: "أصدقائي الشهداء، رفاقي، لقد كان عمل الأصدقاء العظماء الذين جاؤوا وساعدوا". وعن العمليات التي دامت ثماني سنوات في الدفاع المقدس قال:"هؤلاء الأصدقاء ذهبوا وشاركوا في هذه العمليات وانتصرنا، واستطعنا أن نساعدهم". فالحاج قاسم كان حاضرًا دائمًا؛ سواء خلال سنوات الدفاع المقدس الثماني بين الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية والعراق تحت حكم صدام آنذاك، أو خلال حرب الـ 33 يومًا في لبنان، أو أثناء الحروب والاضطرابات في العراق، أو أثناء الصراع مع المجرمين في جنوب شرق إيران، أو خلال وقوع الفوضى الفيضانات والزلازل في البلاد، وحتّى في حل مشاكل أبناء وطنه ومحلته، كان موجودًا لكنه لم ينسب لنفسه أي انجاز.
* التوكل
يتكلم أمين گزستاني عن خمسة خاصيات أساسية برزت في الشهيد سليماني قائلًا: "بدايةً، ليصبح الإنسان مثل الحاج قاسم، وكما قال السيد القائد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) إن الحاج قاسم يتمتع بكل هذا الشرف، العزة، وكل هذه الشعبية بسبب إخلاصه وتوكله. رسخت صفة الإخلاص عند الحاج قاسم لأن جميع أعماله كانت لله، كلّ ما فعله الحاج قاسم كان بالتوكل على الله، وبالإخلاص إليه. ومهما فعل فقد كان من أجل رضى الله، لا رضى الناس وغيرهم من المسؤولين، على مبدأ الرواية التي تقول بأنك عندما تفعل الأشياء في سبيل الله، فإن الله يُرضي الناس عنك. عزيزي الحاج قاسم كان عبدًا لله؛ وكان دائمًا يؤدي الفرائض والمستحبات ليصل إلى الله وحده. لقد طبق الحاج قاسم نصيحة أهل البيت والعلماء، وقول الشهيد همت نحن نركض في سبيل الله، ونعمل في سبيل الله، ونأكل في سبيل الله. ولعل أعلى الصفات التي أوصلت الحاج قاسم إلى هذه المكانة هي هذا التوكل".
* التوسل بأهل البيت (ع)
من بعد التوكل والإخلاص يأتي توسل الحاج قاسم العزيز، أي أنه لدى كلِّ فعلٍ في حياته كان يلجأ إلى التوسل. وفي أصعب المواقف كان يلجأ إلى أهل البيت(ع). وكان عاشقًا للسيدة الزهراء ولأهل البيت(ع). وعند الشدائد وفي أحلك الأحوال، كان الحاج قاسم يجلس ويقرأ زيارت عاشوراء، ويتوجه إلى أهل البيت (ع) ويسألهم العون والمساعدة. وهل يمكن أن يمد الإنسان يده إلى عتبة أهل البيت (ع) فلا يمسكوها؟ لطالما كان الحاج قاسم يناشد الإمام الحسين (ع)؛ الغريب بلا كفن، كان من أهل التوسل. خلال سنوات الدفاع المقدس، في اللحظة التي جلب فيها صدام لعنه الله جميع خبراء الهيدرولوجيين الكبار من مصر، متحديًا عبور أي شخصٍ نهر أروند؛ ذلك النهر القاسي، الذي كان سطحه هادئًا، عمقه متموجًّا وهادرًا وسرعة مياهه 70، 80، 90 كيلومتر. ولم يعتقد أحد أن هنالك من سيتمكن من عبور هذه المياه، ولكن ليلة عملية والفجر 8، عندما كان الجميع يفكر صعوبة هذه العملية، أقسم الحاج قاسم بالماء والضلع المكسور للسيدة الزهراء(ع) أنه "إن شاء الله سننتصر".
وأود أن أقول لكم أن عزيزي الحاج قاسم أوصى قبل العمليات والمهام الصعبة، أن نلجأ إلى أهل البيت (ع)، وقد توسلوا ردّدوا دعاء الجوشن الصغير في حرب الـ 33 يومًا في لبنان، وفي الحرب مع "داعش"، المجاهدون على الخطوط الأمامية، من مجاهدي إيران، حزب الله اللبناني، الحشد الشعبي، وقوة القدس، كلهم عرفوا وقالوا أن التوسل كان رمز الحاج قاسم دائمًا.
يكمل گزستاني باكيًا: "الحاج قاسم خادم الإمام الرضا(ع) كان من أهل الدموع والبكاء، وكان ذلك في آخر مرة ذهب فيها لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام، حيث سأله الشهادة. كان الحاج من أهل البكاء، وربما قال السيد القائد ذلك بشكل جميل إذ قال "أجاب محاربنا الهمداني العزيز عندما سُئل كيف نعبر؟ أنك إذا كنت تريد عبور الأسلاك الشائكة، فيجب عليك أولًا عبور الأسلاك الشائكة لنفسك، فسُئل كيف نعبرها؟ قال بالدموع". الحاج قاسم كان رجل بكاء، الحاج قاسم الذي كان جنرالًا، كان قائدًا يخشاه كلُّ ظالمي العالم، كلّ الكفار من الأميركـيين والإسرائيليين، هذا القائد كان من أهل البكاء وكان رجل البكاء".
كان الحاج قاسم يبكي في مجالس أبي عبد الله الحسين (ع) والسيدة الزهراء (ع) وكان الحاج قاسم يبكي. لأن الله الرحيم والعزيز يقول في القرآن الكريم: " وابتغوا إليه الوسيلة"، أي اختاروا وسيلةً للوصول إليْ. ووسيلتنا هم أهل البيت عليهم السلام، والشهداء؛ الشهداء الذين يدلوننا على الطريق، وهم رفاق الحاج قاسم، الذي تطهر مع أول قطرة دم. الشهداء الأعزاء الذي أخذ الحاج قاسم خصلة حسنة من كلِّ واحدٍ منهم. تلمس الخلال الجيدة من الحاج عماد مغنية وشهداء العراق وإيران، ومن أصدقائه الشهداء المدفونين هنا في جنة كرمان، واستطاع الحاج قاسم الجليل أن يتوسل بهذه الطريقة إلى هؤلاء الشهداء أنفسهم، ويطلب منهم العون والاستغاثة، ويجعلهم باب نعمة للمضي قدمًا.
ويكمل گزستاني باندفاعٍ كبير: "لقد كان الشهيد الحاج قاسم رجل سعيٍ وجهد، الحاج قاسم العزيز كان يقول لعدوه أنني رجل الميدان في مقابلك. عزيزي الحاج قاسم، كان دائمًا الأول في كلّ المجالات، يتقدم ويركض بذكاء وحنكة، كان رجلًا استراتيجيًّا، رجل الحرب الناعمة، صاحب المعرفة والقادر على تشخيص العدو. كان الحاج قاسم عاملًا مجتهدًا. الحاج قاسم العزيز الذي كان يقول: "أوامرنا أو طلباتنا في الحروب هي تعال، لا اذهب" لم يقل للمجاهدين اذهبوا بل كان يقول تعالوا، لقد كان يتقدم المجاهدين في الخطوط الأمامية للجبهات وهذا فعلٌ قد لا يستطيع الكثير من القادة القيام به".
* السعي والجهد
علَّمنا الحاج قاسم أنه إذا أردنا أن نكون متقدمين، إذا أردنا أن يحبنا الناس، علينا بالسعي وبذل الجهد، علينا أن نكون رجال الميدان. وفي النهاية، أيها الكرام فكرة أن تكون رجل الميدان مطلوبة في المجالات كافة، إذا كنت طالبًا مدرسيًّا، طالبًا جامعيًّا، طبيبًا، موظفًا، مخرجًا أو سياسيًّا، يجب أن تسعى، وأن تطلب الرزق الحلال. لقد كان الحاج قاسم من أهل السعي ورجل الميدان. أينما احتاجوا الحاج قاسم وأينما طلبوا مساعدته، كان الشهيد سليماني في الخطوط الأمامية، لا يهم سواء كان ذلك في كركوك، لبنان، سورية، أفغانستان، أو إيران الحبيبة؛ أو عندما حدثت السيول والزلازل، وحينما يواجه الشعب مشاكل معينة، أو حتّى عندما تحطمت تلك الطائرة التي كانت تقل مجاهدي كرمان ولم يتمكن أحد من إحضار أجساد الشهداء الطاهرة؛ شهداء عيد الغدير، كان الحاج قاسم العزيز في المقدمة وكان رجل الميدان.
* تكريم الأم والأب
من صفات الحاج قاسم التي قد يكون الحاج قاسم العزيز محبوبًا جدًّا بسببها، وهو نفسه كان يحبها كثيرًا ويوصي أصدقاءه بها، هي تكريم الأب والأم واحترامهما. ويعبِّر أمين بدمعه: "كم كان جميلًا، جميلٌ جدًّا أن يقبل الحاج قاسم يد أمه وقدميها، كان يقبل يد وقدميْ والده، وينصح الجميع "أخي، أختي، صديقي، إذا كان والداك على قيد الحياة احترمهما وكرمهما". وكان يذكر بين أصدقائه كم يود أن يقبل باطن قدم والدته، وكم يود نيل هذا الحظ؛ لم أحصل على هذا الشرف الكبير بأن أقبل باطن قدم أمي".
آخر مرة ذهب الحاج قاسم إلى قناة ملك لزيارة والدته في المنزل، قالت أمه الكريمة: "إلى أين أنت ذاهب، فلتبقَ بعد لأيامٍ قليلة؟" فأجابها بأنه ذاهبٌ لمحاربة داعش وأميركا، فقالت له:" كم تقول أميركا أميركا! أنا أيضًا أمك فلتبقَ معي". عندها أراد الحاج قاسم إلغاء سفره، فجاء أبناء الحاج قاسم، وأخواته وإخوته إلى المنزل، وأرضوا والدته الكريمة.
وعندما كان الحاج قاسم على وشك الخروج من الباب، عاد إلى أمه قبَّل يديْها وقدميْها، وقال: "هل أنت راضية عن قاسمكِ يا أمي؟" فقالت: "نعم، اذهب"، فذهب وعاد مرة أخرى، قال لوالدته: "هل سامحتي قاسم؟ أرضيتي عني؟" فأجابت: "نعم".
قالوا إنه أثناء الرحلة عندما جاء الحاج قاسم إلى كرمان، أبلغوه من المطار أن والدتكم الكريمة في المستشفى، وقد كان لدى الحاج أيضًا اجتماعًا للمجلس الإداري، ويبدو أن الحاج قاسم ذهب إلى المستشفى أولًا وكان معه حارس شخصيّ. فقال له بلغة الإشارة إنه يحتاج دقائق قليلة، كان متحفظًّا للغاية لدرجة أنه لم يقل أيَّ شيءٍ لأيِّ شخص، فوقف الحارس على باب الغرفة. وعندما وجد أن نصف ساعةٍ مرت على دخول الحاج، فخاف وشعر بالقلق على الحاج، لذا فتح باب الغرفة التي أُدخلت إليها والدة الحاج، فرأى الحاج منكبًّا على السرير عند قدمي والدته، يُقسم عليها بأن تدعو له.
يتابع أمين حديثه عن احترام الحاج قاسم لوالديْه بتأثرٍ بالغ: "لقد كان الحاج قاسم يصطحب والده إلى الحمام، وبجلس ليدلك جسد والده الكريم، كما أنه أخذ والده إلى مشهد مع الشهيد بورجعفري، وقد أحضرت لهم المضيفة بعض الشاي أو القهوة، فقرب الحاج قاسم العزيز الشراب بملعقة صغيرة إلى فم والده. وكم كان جميلًا تعبيره الدائم عن إخلاصه لأبيه وأمه العزيزيْن".
كان الحاج قاسم يعامل والد زوجته ووالدتها بالاحترام نفسه الذي يعامل به والديْه. فكما جاء مسرعًا من سورية لدفن والده، جاء من أجل دفن والدة زوجته، وقدم المساعدة في هذا الشأن، حيث كان معه حارسٌ شخصي فطلب منه التنحي لينزل هو إلى القبر ويساهم في دفن والدة زوجته. ولم يكن هذا الاحترام محصورًا فقط بوالديه ووالديْ زوجته، فقد امتد إلى أمهات وآباء الشهداء.
* العناية بآباء وأمّهات الشهداء
وعن هذا الجانب يقول گزستاني: "اعتبر الحاج قاسم نفسه ابنًا لكلِّ آباء وأمهات الشهداء، الذين بذلوا أنفسهم في سبيل الإسلام، في سبيل الدفاع عن الوطن، في سبيل الدفاع عن المثل العليا والقيم، في سبيل الدفاع عن الحرم. كان يعتبر تفسه أنه ابنٌ ومديونٌ لكل الآباء والأمهات الذبن قدموا أبناءهم، سواءً شهداء حرب الثماني سنوات، شهداء سورية، شهداء العراق، شهداء لبنان. كان يتصل بهم، ويسأل عن أحوالهم، كان الحاج قاسم يتصل بفخر بوالدة الشهيد علي اقاى شفيعي ويطمئن عن أحوالها.
وقد وردت هذه النصيحة مرة أخرى في كلام قائدنا العزيز حيث قال لنا: "اعتنوا بعوائل شهدائكم" والحاج قاسم كان يعتني بعوائل الشهداء. وقد تعلمت هذا الدرس من الحاج قاسم، حيث كان لديه دليل هاتف صغير يحتوي على 157 رقم هاتف، فحينما يتوفر له وقتٌ لا عمل فيه، أو تتاح له الفرصة بين أعماله، كان يتصل بوالدة شهيد، يواسي والد شهيد، ويعتني بهم بهذه الطريقة. كما أنه كان كلما حضر إلى كرمان، كان يخدمهم شخصيًّا.
في كرمان، تفتخر العديد من أسر الشهداء بأن الحاج قاسم كان ضيفهم ذات يوم. كان الحاج قاسم العزيز في عيد النوروز من كلّ عام، يذهب إلى بيت الشهيد الحاج يونس زنگي آبادي، الذي يصادف يوم ميلاده يوم ميلاد الحاج قاسم، قالت زوجة الشهيد زنگي آبادي إنه كان مهتمًا بقدرٍ كبير، ولن أنسى أبدًا آخر مرة جاء الحاج قاسم إلى قبر الشهيد الحاج يونس وإلى منزلنا".
* الارتباط القلبي والعملي بكلام الإمام الخامنئي
أما عن السر الأخير الذي يقربنا من الوصول إلى شخصية الحاج قاسم، فيربط أمين گزستاني الخادم في جنة شهداء كرمان بين طاعة السيد الخامنئي وحسن العاقبة حيث يقول: "الميزة والطريقة الأخيرة التي يمكن أن تقربنا وتجعلنا مثل الحاج قاسم قائد القلوب، وهي إلى جانب الدموع والحسرة على غياب الحاج قاسم، تمنحنا الأمل والإرادة...، والتي يمكن العمل بها، ومن الأساليب التي مارسها الحاج قاسم بنفسه واتبعها مرات عديدة، ولعلها هي الصفة الخامسة والأخيرة للحاج قاسم، والتي أقسم لأجلها كثيرًا، والكثير منا يحتاج إليها في أدعيتنا، وكذلك آباؤنا وأمهاتنا وشيوخنا وعلماؤنا، هم يدعون دائمًا ومن جملة أدعيتّهم هذا الدعاء، دعاء حسن الخاتمة. وآخر صفة للحاج قاسم هي التي أقسم الحاج لأجلها بقسم الجلالة تسع مرات "والله، والله، والله، والله، والله، والله، والله، والله، والله من شروط حسن العاقبة، الارتباط القلبي والعملي بكلام حضرة المرشد الأعلى والطاعة الخالصة لحضرته".
بعد كلّ ما تقدم به الخادم في جنة شهداء كرمان، مسؤول معراج شهداء كرمان ومنظم برنامج الـ 1:20 لكلِّ ليلة جمعة في مزار الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني أمين گزستاني، لا يسع للمرء أن يعقب سوى بالشكر لله؛ على أننا استطعنا توثيق برهةٍ ولو قصيرة من حياة الحاج قاسم؛ الشهيد العالمي لمحور المقاومة. كما يتوجب علينا بعد كلِّ تضحياته التي قدمها لأجل أوطاننا أن نسعى جاهدين حقًّا لأن نمشي على دربه، المليء بالدروس التي تحتاج سعيًا لتطهير القلوب من حبّ الأنا، لنذوب بالحاج قاسم، القائد المعظم للثورة المبجلة، لنذوب بمفجر الحرية، فنمتزج بالإسلام حقَّا، عندها يمكننا أن نكون من أعوان صاحب الزمان (عج) وأنصاره، والمستشهدين بين يديْه.