خاص العهد
المقاومة الإسلامية في العراق تتحدى العدوان وتواصل هجماتها على القواعد الأميركية
دمشق ـــ علي حسن
مع تنفيذ الولايات المتحدة لتهديداتها بالعدوان على كلّ من سورية والعراق مستخدمة عددًا كبيرًا من الطائرات القاذفة والحربية والمسيرة، إلا أن المقاومة الإسلامية في العراق واصلت استهدافها للقواعد الأميركية بالصواريخ والطائرات المسيرة تأكيدًا على فشل العدوان في تغيير قواعد الاشتباك وكسر إرادة المقاومة في نصرة قطاع غزّة.
العدوان الأميركي أخفق في تحقيق أهدافه
وحول العدوان الأميركي ونتائجه والمواقع التي استهدفها قال الخبير العسكري عبد الله الأحمد لموقع العهد الإخباري إن العدوان الذي استهدف مناطق واسعة في كلّ من سورية والعراق استخدمت فيه الولايات المتحدة 7 طائرات حربية و6 مسيرات بالإضافة إلى القاذفة بي ون، مستهدفة المطار العسكري في مدينة دير الزور وحويجة صقر وريف الميادين ومنطقة عياش التابعة للبوكمال. واللافت للنظر حَسبَ الخبير العسكري هو استهداف مناطق مدنية في مدينة دير الزور كالفرن المركزي ودار للمطبوعات ونقطة طبية. مشيرًا إلى إن هذه الهجمات بالرغم من ضراوتها إلا أنها أخفقت بتوجيه ضربة مؤلمة للمقاومة الإسلامية في العراق.
وعزا الأحمد هذا الأمر إلى الخبرة الكبيرة التي تمتلكها المقاومة العراقية في مقاومة الاحتلال الأميركي منذ احتلاله العراق في العام 2003 وانتشارها الواسع في البادية الممتده بين العراق وسورية وقدرتها على المناورة والتحرك السريع، لذا يصعب على الولايات المتحدة حصر تلك الأهداف ورصدها. واضاف الخبير العسكري أن هذه المقاومة ليست وليدة اليوم وقد اسست لانتشارها في تلك المناطق منذ مدة وتتحسب مسبقًا لأي نوايا عدوانية للعدو الأميركي، لذا فإنّ مثل هذه الهجمات لن تنجح في النيل من المقاومة أو إصابتها بضرر بليغ، وخير مثال على ذلك حَسبَ الأحمد أنها استهدفت القواعد الأميركية خلال العدوان الذي استمر 40 دقيقة، وتحديدًا قاعدة كونيكو مرة بعد بدء الضربات ومرة ثانية قبل انتهائها بعشر دقائق، في رسالة واضحة المعالم لافتًا إلى أنه وبالرغم من التحليق المكثف للطيران المسير الأميركي بعد توقف العدوان، إلا أن المقاومة العراقية عاودت قصف قواعد أميركية أخرى مثل خراب الجير في سورية، والحرير في العراق. وتوقع الخبير العسكري استمرار عمليات المقاومة ضدّ القواعد الأميركية خاصة مع استمرار العدوان على غزّة وأن عمليات المقاومة ومطالبات الحكومة والشعب العراقي بخروج الاميركيين سيفضي في نهاية المطاف إلى رضوخ الأميركيين والخروج من العراق.
واشنطن تناور بين ضغوط الانتخابات والخشية من الحرب
وحول النوايا الحقيقية للإدارة الأميركية من العدوان الأخير قال المحلل السياسي عماد حسن لموقع "العهد" الإخباري إن إدارة البيت الأبيض في موقف محرج إزاء الازمة الحالية، ولذلك فهي تتّخذ مواقف غير واضحة نتيجة لمعطيات متناقضة فهي من جهة مضطرة لإبداء مواقف تبدو صلبة خوفا من المزايدات في الداخل الأميركي خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وفي نفس الوقت هي تدرك صعوبة الانخراط في أي تصعيد كبير في المنطقة قد يجر لحرب هي غير مستعدة لها، ولذلك بحسب المحلل السياسي تحاول الإدارة الأميركية الاستعاضة عن ذلك بالتركيز على الجانب الاستعراضي والإيحاء بفعالية الضربات التي وجهتها، وهذا ما حاول البيت الابيض اظهاره بإعلانه عن رضاه عن فاعلية الضربات والزعم بأنها استهدفت 85 موقعًا في حين تؤكد المصادر أنها لم تستهدف أكثر من عشرين، وكذلك إعلانه استخدام القاذفة B1 وإعلانه مشاركتها في القصف بعد انطلاقها من الولايات المتحدة، للدلالة على جدية الولايات المتحدة في الرد على الهجمات. واكد حسن أن النفوذ الأميركي في المنطقة دخل في إطار المنحى التراجعي وواشنطن لم تعد قادرة على توريط حلفائها في معاركها بعد أن كانت تدفع بهم للقتال بالنيابة عنها وهذا ما بدا جليا في الموقف الأردني الذي نفى ما قالته وسائل إعلام أميركية عن مشاركته بالغارات، وكذلك نفيه السابق للإعلان الأميركي عن ان الاستهداف للجنود الأميركيين كان على أراضيه، مما يدلل بوضوح على رغبة اميركية وممانعة أردنية بالتورط.
ويختم حسن أنه حتّى لو أن الأردن شارك بشكل سري بهذه الهجمات فإن نفيه بشكل رسمي دليل على ادراك حلفاء واشنطن أنها لم تعد صاحبة الكلمة العليا في حروب المنطقة، وهذا ما ينطبق أيضًا على كلّ من السعودية والإمارات في حرب اليمن ورفضهم المشاركة في التحالف البحري الجديد بعد أن جربوا الحرب مع أنصار الله والثمن الفادح لها حتّى وإن كانت الولايات المتحدة من تقف خلفهم.