خاص العهد
"رمضان بالضاحية أحلى" بإنارة الطرقات.. مشهد من مشاهد ثقافة الحياة والأمل
يعبّر أهالي الضاحية الجنوبية، في كل عام، عن إحياء شهر رمضان المبارك بمختلف الطرق والأساليب، في جو من الفرحة والإلفة والبهجة بهذا الشهر الفضيل. هذا العام، كان لافتًا مشاهد الزينة المنتشرة في شوارع الضاحية، وأبرزها "الإنارة الرمضانية" كتعبير من الأهالي عن بهجتهم بحلول الشهر الكريم وحسن استقباله، وعن كونهم شعباً لا يهاب الموت ولا يدخل الخوف إلى قلوبهم، ويعشقون ثقافة الحياة والأمل بغد واعد وبمستقبل ملؤه الرفاهية والكرامة والازدهار، وذلك رغم الظروف التي يمرّ بها الوطن الحبيب.
وعبّر العديد من الأهالي وأصحاب المحلات التجارية في الضاحية الجنوبية لموقع العهد الإخباري عن أهمية نقل ثقافة شهر رمضان المبارك وإحياء البهجة على الرغم من كلّ المواجع التي تمرّ بها المنطقة، في ظل ما تشهده من معركة طوفان الأقصى والتي يشكّل لبنان أحد أركانها في تقديم الدعم والإسناد للمقاومة في غزّة، وخصوصًا أنّ الضاحية الجنوبية قدّمت خيرة شبابها شهداء وجرحى على حدود الوطن.
يقول أبو مصطفى وهو أحد أصحاب المحلات لموقع "العهد" الإخباري "إننا هذه السنة اخترنا زينة الألوان الثابتة دون الألوان الكثيرة والمتحركة كجزء من المرحلة والمعركة التي نعيشها ولنشعر الناس ببهجة شهر رمضان على الرغم من التضحيات التي يقدمها عوائل الشهداء والجرحى".
وأضاف أن "أصحاب المولدات قدّموا الكهرباء بشكل مجاني، فيما شارك أصحاب المحلات بالإضاءة كجزء من إحياء الشهر الكريم، ولما فيه من تعزيز للحركة التجارية"، مشيرًا إلى أنها انعكاس لفرحة وبهجة أهالي المنطقة بحلول الشهر الكريم.
وتابع "هذه المبادرة تلقفناها بدعوة من التّجار الذين أبدوا أقصى درجات التّعاون في سبيل إنجاح هذه الحملة، وهي الأولى من نوعها بفضل هذا التّعاون النّوعي، وعلينا أن نسعى لكي لا تكون المبادرة الأخيرة".
"هذا العام أطلّ شهر رمضان المبارك خلال معركة طوفان الأقصى في غزّة"، و"على الرغم من الشهداء والتضحيات ــ التي هي بأضلها ثقافة الحياة ــ نرى هذه الزينة التي تملؤها الحياة والبهجة والتي تعبر عما ضحّى لأجله الشهداء والجرحى"، هكذا فضّل جواد التعبير عن مشهد الزينة الرمضانية، وهو متأثر شديد التأثر بعمه الذي استشهد في معركة طوفان الأقصى.
وأضاف أن "زينة الشهر الكريم ممزوجة هذا العام بصور الأحبة الذين اختارهم الله والتي تعبّر عن صدق وإيمان الضاحية الجنوبية بثقافة الحياة التي تسكن أهالي المنطقة".
وتلفت الحاجة أم محمد، وهي تسكن في شارع بئر العبد (أحد الشوارع المزيّنة)، لموقع "العهد" الإخباري، إلى أنّه على الرغم من أن شهر رمضان هذه السنة مختلف، لأنه فوّاح برائحة الشهداء، فإن الزينة الرمضانية هذه السنة كانت مميزة جدًا، مشيرةً إلى أنها تعبّر عن شكر رمزي لهؤلاء الشهداء الذين لولا دماؤهم لما عشنا شهر رمضان بهذا الاطمئنان والأمان.
وأضافت أن "هذه الزينة الرمضانية تعبّر عن ثقافة الحياة التي يتحلّى بها كلّ منزلٍ من منازلنا، والتي تحب الحياة وتحب شهر رمضان بالأخص، على الرغم من الأسى والفراق الذي تعيشه العديد من بيوتنا ممن أبعدتهم الحرب عن أحبائهم، فإننا نحب أن نعيش ونفرح. نحبّ أن يرى أولادنا طعم الحياة الحلو من خلال التقرب إلى الله، ولعلّ الزينة الرمضانية هي أجمل تعابير الحب التي تلفت الصغير والكبير، والتعلّق بشهر الخير".
أمّا سارة، وهي صاحبة محل تجاري في المنطقة، فرأت أن هذا العام حاله حال كلّ عام من شهر رمضان، دائم الخير والبركة والإلفة باجتماع الأهل والجو الرمضاني المفعم بالمحبّة والخير والزينة الممتعة التي تضفي على المنطقة الأجواء الرمضانية إلّا أنه يخلاف الأعوام المنصرمة، فقد برزت هذا العام غصّة الفراق، فراق الشهداء الذين ما كنا لنكون لولا دماؤهم، والذين نعاهدهم باستكمال مسيرتهم وتنفيذ وصاياهم.
وتابعت: "بالرّغم من أنّ هذا المشروع هو مشروع إنارة بالشكل الخارجي، لكن بمضمونه هو تنموي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي".
وفي حديثها لموقع "العهد" الإخباري، حيّت أهالي الشهداء والجرحى بحلول الشهر الكريم، وقالت إن "الشهداء باقون في قلوبنا وإن ذكرى كلّ شهيد هي منارة الحب التي ستوصلنا لله".