معركة أولي البأس

خاص العهد

هجوم المقاومة على موقع "راميا".. الأبعاد والدلالات العسكرية
31/05/2024

هجوم المقاومة على موقع "راميا".. الأبعاد والدلالات العسكرية

للمرة الثانية خلال نحو أسبوعيْن، تستهدف المقاومة الإسلامية موقع "راميا" العسكري" "الإسرائيلي" عند الحدود مع فلسطين المحتلة، فيما أظهرت المشاهد التي وزّعتها المقاومة عن استخدامها أسلحة ذات مديات قصيرة خلال العمليتين.

وكشفت المقاومة الإسلامية في بيانٍ صباح الثلاثاء 28 أيار/مايو 2024، عن شنّها "هجومًا ناريًا مركزًا ومن ‌‏مسافة قصيرة بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة، استهدف موقع "راميا" وحاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده وحققوا فيه إصابات مباشرة".

وحول الموضوع، أجرى موقع العهد مقابلةً مع الخبير العسكري، العميد المتقاعد منير شحادة، تناول فيها دلالات وأبعاد العملية النوعية وتداعياتها على العدوّ "الإسرائيلي" ومسار المعركة.

تحدث العميد شحادة بداية عن نتائج عمليات استهداف المقاومة لمنظومة المراقبة "الإسرائيلية" والتجهيزات الفنية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة موضحًا أنها "منظومة متكاملة من القيادة والسيطرة والمراقبة الجوية على الجبهة الشمالية بالنسبة لـ "إسرائيل" ومؤلفة من الأعمدة المنتشرة من الناقورة وحتّى مزارع شبعا".

ولفت العميد شحادة إلى أن هذه المنظومة مرتبطة بقاعدة "ميرون" الجوية والمنطادين التجسسيين اللذين أسقطتهما المقاومة في الفترة الماضية، مؤكدًا أن استهداف المقاومة لهذه المنظومة تدريجيًا منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتّى اللحظة أدى إلى "فقدان "إسرائيل" السيطرة والتحكم الجوي في الجبهة الشمالية مما أتاح للمقاومة أن تعمل بأريحية في إدخال مسيرات استطلاعية انقضاضية".

وقال العميد شحادة في حديثه للعهد: "من الضروري أن نوضّح للجمهور ما أهمية استهداف هذه الأعمدة والتجهيزات المنصوبة عليها، والتي استهدفتها المقاومة في كلّ مرة حاول العدوّ إعادة نصبها، حتّى بلغ الأمر أن استقدم العدوّ رافعات لرفعها في المواقع ثمّ استهدفتها المقاومة أيضًا، لأنها مهمّة جدًا بالنسبة لـ "إسرائيل"".

ورأى العميد شحادة أن لاستهداف المقاومة الإسلامية لموقع "راميا" من على بعد أمتار، دلالتين مهمتين: "الأولى أنها تأتي خلافًا لتصريحات المسؤولين "الإسرائيليين" وخاصة وزير الحرب والحديث عن إبعاد المقاومة عن الحدود، فقامت المقاومة بتنفيذ العمليتين لتبرهن للرأي العام "الإسرائيلي" والعالمي أنها ما زالت على بعد أمتار من مراكز العدوّ "الإسرائيلي" والحدود، وأن ادعاءات العدوّ بخصوص تراجع المقاومة كاذبة".

هجوم المقاومة على موقع "راميا".. الأبعاد والدلالات العسكرية

 

واعتبر العميد شحادة أن الرسالة الثانية التي أرادت المقاومة إرسالها للعدو هي "أننا حاليًّا ما زلنا نقصف المراكز عن بعد أمتار، أمّا إذا كان يفكّر بأي عمل عسكري تجاه جنوب لبنان نحن في المرة القادمة سوف نعيد عصر ما قبل العام 2000، أي أننا قد نشهد في المرات القادمة عمليات اقتحام لمراكز العدوّ "الإسرائيلي"".

وأشار العميد شحادة إلى وجود عدد كبير من المواقع العسكرية "الإسرائيلية" على طول الحدود بين الناقورة ومزارع شبعا، معتبرًا أن هناك الكثير من المواقع القريبة من الحدود أو تقع عند السياج الحدودي، وأن المقاومة جاهزة لاختراقها واقتحامها.

وحول طبيعة عملية استهداف موقع "راميا" وإمكانية تسميتها عسكريًا بـ "الإغارة"، قال العميد شحادة إن "الإغارة في العلم العسكري هي اقتحام الموقع، لكن ماذا يتبقّى بعد إذا وصلت المقاومة إلى بعد أمتار؟ وهي تقوم باستعمال الأسلحة التقليدية كالقواذف المضادة للدروع ورشاشات الـ "bkc"" مشيرًا إلى "نوعية المقذوفات المستخدمة والتي هي من نوع TBG المضادة للتحصينات وشديدة الفعالية، وتظهر للمرة الأولى في استخدام المقاومة"، لافتًا إلى تعليق إعلام العدوّ على العملية بقول هذا الإعلام: "لم يتبق إلّا أن يقتحم عناصر حزب الله المركز ثمّ يقوموا بزرع الراية ثمّ يغادروا".

وأكّد العميد شحادة أن ""الإسرائيليين" فهموا الرسالة، وهي أن المقاومة جاهزة في المرة القادمة لاقتحام المراكز وإعادة عهد عمليات اقتحام المواقع".

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل