خاص العهد
حملة "مقاطعون" في العراق: تحرّك شعبي واسع لعزل الكيان الصهيوني
تشهد العاصمة العراقية بغداد ومدن ومحافظات عراقية أخرى منذ عدة أشهر حملات شعبية واسعة تدعو الى مقاطعة البضائع والسلع الأميركية، أو تلك المصنّعة من شركات داعمة بشكل أو بآخر للكيان الصهيوني.
وقد أخذت تلك الحملات منحى تصاعديًا واضحًا مع اتساع نطاق العدوان الإجرامي الصهيوني المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي.
ورفعت الحملات الشعبية التي شاركت فيها نخب سياسية ودينية وأكاديمية وثقافية وعشائرية مختلفة، شعار "مقاطعون"، وهو شعار ينطوي على دلالات ومعان مهمة وعميقة، عبّر عنها المشاركون بأساليب ووسائل ومظاهر سلمية متنوعة، عكست مدى التضامن الحقيقي للشعب العراقي بشتى مكوناته مع القضية الفلسطينية، وتعاطفه مع معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد الرازح تحت نير الكيان الغاصب على امتداد أكثر من سبعة عقود من الزمن.
"مقاطعون".. بالفعل لا بالقول فقط
ويشير الناشط المدني أحمد كريم الموسوي إلى أن حملة "مقاطعون" لا تقتصر على مجرد رفع الشعارات وترديد الكلام فقط، وإنما هي عبارة عن تحرك شعبي وسياسي وإعلامي واسع يعزز الانتصارات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في الميدان من جانب، ومن جانب آخر، يكمل ويتمم ويوسع مساحة الرفض العالمي لجرائم الكيان الصهيوني الذي تجلى واضحًا في حراك الجامعات الأميركية والأوروبية، وفي محاصرة وعزل الكيان الصهيوني، ورفع الدعاوى القضائية عليه في المحافل والمؤسسات القضائية الدولية، واستهداف مصالحه الاقتصادية أينما كانت.
ويعتقد الموسوي بأن الاقتصار على المواجهة العسكرية مع الكيان الصهيوني والمعسكر المساند له لا يعدّ كافيًا، لذلك لا بد أن تأخذ المواجهة طابعًا شعبيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وسياسيًا واسعًا وشاملًا.
الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنبكوت!
بدوره، يؤكد الباحث الأكاديمي الدكتور جمعة خالد الركابي أن معركة "طوفان الأقصى" أظهرت وأثبتت للعالم كله، أن الكيان الصهيوني هو أوهن من بيت العنكبوت، بحيث أن كل ذلك الدعم والإسناد الأميركي والغربي المفتوح لم ينفعه في تجنب الانكسارات والهزائم على أيدي أبناء الشعب الفلسطيني والداعمين له من المقاومة اللبنانية والعراقية واليمنية، وكل الشرفاء في العالم.
ويضيف الدكتور الركابي، قائلًا: "عندما ترتفع في مدن العراق شعارات مقاطعة كل من يقف مع الكيان الصهيوني الغاصب، فإن ذلك يعبّر عن جوهر مبادئ وثوابت الشعب العراقي حيال القضية الفلسطينية في إطارها العام الشامل، وهو في واقع الأمر استمرار وتعزيز وتأكيد لمجمل المواقف التاريخية السابقة لهذا الشعب.
نصرة فلسطين والقدس واجب شرعي
ويرى الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ عبد الكاظم علوان الطائي أن الانتصار لفلسطين والقدس والمسجد الأقصى يمثل واجبًا وتكليفًا شرعيًا، انطلاقًا من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف القائمة على نصرة المظلوم، والوقوف بوجه الظالم، والدفاع عن حياض الإسلام ومقدساته وحرماته ورموزه بكل السبل والوسائل.
ويؤكد الشيخ الطائي أن مواقف الشعب العراقي في نصرة القضية الفلسطينية، سواء على صعيد المؤسسات الدينية المرجعية، أو الأوساط الحكومية الرسمية، أو المحافل الشعبية، امتازت دومًا بالوضوح وعدم المواربة، والتطبيق العملي، وما برز خلال الشهور الماضية، يعدّ أدلة وشواهد دامغة على ذلك.
ويضيف الشيخ الطائي "من الخطأ الكبير التقليل من أي تحرك أو فعل أو موقف يمكن أن يسهم في إضعاف ومحاصرة وعزل الكيان الصهيوني وكشف حقيقته الإجرامية، حتى وإن كان ذلك التحرك أو الفعل صادراً من شخص واحد في المجتمع".
أميركا والكيان الصهيوني.. وجهان لعملة واحدة
"أميركا والكيان الصهيوني.. وجهان لعملة واحدة".. هذا ما ردده الطالب الجامعي المشارك بقوة وفعالية في حملات "مقاطعون"، أحمد قصي البهادلي الذي قال: "إنّا أكدنا في تظاهراتنا وتجمعاتنا، أن في الاقتصاد قوتهم، وفي قوتهم طغيانهم، وفي طغيانهم ظلمًا أجهز على الطفولة في غزة. وخاطبنا الجميع بالقول "قاطعوا منتوجاتهم ولا تدعموا اقتصادهم، فهناك خياران لا ثالث لهما: إما أن تدعموهم في ظلمهم، وإما أن تكونوا داعمين للمظلوم". وكررنا وذكرنّا بحقيقة أن أطفال غزة يعانون من الطاغوت وداعميه".
ويشدد الطالب الجامعي المذكور على أن هذه الحقائق والمطالب والدعوات، يجب أن تكون حاضرة في الأذهان والسلوكيات والممارسات ما دام الظلم والطغيان الصهيوني الأميركي قائمًا ومتواصلًا ضد فلسطين وغيرها.
ويشير إلى أن حملات مقاطعة البضائع الأميركية، وانسحاب رياضي عراقي من مسابقة دولية بسبب مشاركة لاعب من الكيان الصهيوني، وانسحاب وزير عراقي من مؤتمر دولي كان يتواجد فيه وفد صهيوني، وتنفيذ المقاومة العراقية لعمليات عسكرية في عمق الكيان الصهيوني، كلها تصب في هدف واحد، يتمثل في دعم ومساندة الفلسطينيين وإضعاف الصهاينة ومن يقف معهم ويساندهم، دول، أم حكومات وشركات ومنظمات، بصرف النظر عن جنسياتها وانتماءاتها.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
20/12/2024