طوفان الأقصى

خاص العهد

مسعفو الدفاع المدني - الهيئة الصحية في الخطوط الأمامية.. أقوى من النار
28/06/2024

مسعفو الدفاع المدني - الهيئة الصحية في الخطوط الأمامية.. أقوى من النار

توازيًا مع تضحيات المقاومة وأهلها، يبرز عمل عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية اليوم كأحد أهمّ مرتكزات وعوامل التصدّي الجبّار في القرى الأمامية في مواجهة العدوان "الإسرائيلي" المستمر.

 10 شهداء و13 جريحًا و5 مراكز مُجهّزة بكامل عتادها، كانت حصيلة الاستهدافات التي طاولت الدفاع المدني في الهيئة الصحية، لكنّ دعم الصامدين والمُقاومين والوقوف بوجه عمليات القصف والغارات التي تتعرّض لها 100 مدينة وقرية ممتدّة على الخطّ الأمامي في الجنوب اللبناني تزيد إيمان العناصر والمُسعفين والمُتطوّعين ببذل المزيد كرمى وفداءً للبنان وأرضه وأهله. 

موقع "العهد" الإخباري قابل المسعفيْن الجريحيْن فراس نجدي وحسين حاريصي اللذيْن تحدّثا عن إصابتهما خلال تلبيتهما نداء الواجب الإنساني.

المُسعف حسين حاريصي الذي أُصيب أثناء تواجده في مركز الدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية في العديسة، حدّثنا عن تفاصيل إصابته، فقال: "كنا 4 شبابٍ معًا، وفجأة لم أعد أعي شيئًا، وعيت على نفسي في المستشفى، لم أكن قد سمعت صوت الطيران الحربي أو الغارة، وتبيّن أن الشبّان الثلاثة قد استشهدوا وأنا وجدوني خارج المركز بسبب ضغط الغارة الحربية".

وأشار الجريح حاريصي إلى أنَّ مراكز الدفاع المدني معروفة بصورة علنية، والأعلام مرفوعة عليها، حتّى أنَّ شعار الدفاع المدني - الصحية الإسلامية موجودٌ على الآليات، مرجحًا أنَّ سبب الاستهداف هو أنَّ الدفاع المدني متواجد في الجبهة الأمامية وفي قلب النار، بينما العدوّ مختبئٌ خوفًا من ضربات المقاومة.

وتابع: "الدفاع المدني كان حاضرًا منذ الطلقة الأولى. لم نترك القرى الأمامية يومًا، بل كانت أعداد المتطوعين في ازدياد، ولم نهَب العدوّ أو طائراته"، وشدّد على أنَّه لا يجب أن نهاب العدو، ففي الخطوط الأمامية لدينا أهالٍ لا يزالون متواجدين، لا يمكننا التخلي عنهم أو عن قُرانا، بل يجب أن نقدّم كلّ ما لدينا في الخطوط الأمانية سواء من الإسعاف أو إخماد النيران".

وسأل الجريح حاريصي الله تعالى الشفاء العاجل كي يعود للخطوط الأمامية والحضور في الميدان، لأن هذه المعركة هي معركة الأمّة ولكل الوطن، وتوجّه للإخوة في الدفاع المدني - الهيئة الصحية بالقول: "كونوا أصحاب عزيمة وإصرار وعلى قدر هذه المواجهة وأنتم أهل الهمم والقوّة والصبر"، مشددًا على أنَّ "استهداف العدوّ لن يُضعفنا فهذه مسيرة حسينية مُباركة".

من جهته، الجريح المُسعف فراس نجدي المتطوع في الدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية حدّثنا عن تفاصيل إصابته، فقال: "تلقينا بلاغًا عن إصابة مدنية في الناقورة، فتوجّهت والشهيد حيدر جهير لإسعاف جريح، وفي طريقنا إلى مكان الإصابة تعرضنا لصاروخ من مسيّرة أتى من ناحيتي فتعرضت لإصابة في يدي وصدري ورأسي، ولكن بقيت واعيًا، وكان الشهيد جهير حينها مُصابًا في رقبته، حدّثته فطمأنني عن نفسه، فسحبته من مكان الاستهداف، ونادَيت غرفة العمليات وأخبرتها بتعرضنا للإصابة".

وأضاف الجريح نجدي: "أثناء توجهي لإسعاف الشهيد جهير، تعرّضنا لاستهدافٍ بصاروخٍ ثانٍ، فأصبت في قدمي وظهري، وبقيت واعيًا، وحاولت التحدث إلى الشهيد جهير وتحريكه فلم يتجاوب معي، وتبيّن لاحقًا أنه استشهد حيث كانت الإصابة في رأسه".

وتحدّث عن دور الدفاع المدني في الهيئة الصحية في الجبهة الجنوبية خصوصًا، حيث عمل عناصر الدفاع المدني على رفع الأنقاض وإسعاف الجرحى وإخماد الحرائق.

وعن مخاطر الجبهة، أكَّد الجريح نجدي أن العدوّ "الإسرائيلي" كان يتعمد استهداف المناطق التي يعمل فيها عناصر الدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية رغم أنَّ اللباس والآليات هي للدفاع المدني - الهيئة الصحية، مشيرًا إلى أنّه "في بعض الأماكن المتاخمة للحدود كان العدوّ يهدّدنا بأسمائنا، وحين كنا نحاول إخماد النيران كان العدوّ يعمل على رش مواد تساعد على الاشتعال، حتّى أنَّه رشّ من مدافع خاصة علينا وعلى الآليات في محاولةٍ منه لمنعنا من إخماد الحرائق".

وشدَّد الجريح نجدي على أنَّ محاولات العدوّ لإخافة عناصر الدفاع المدني باءت بالفشل، بل زادهم ذلك عزيمةً وإصرارًا على إكمال العمل، ذاكرًا محاولات العدو تعطيل العناصر عن القيام بمهامهم لأنهذا  العدوّ في بعض الأماكن لا يستطيع سحب قتلاه أو جرحاه.

وتوجّه للعدو الصهيوني بالقول: "سنقف مجددًا ونعاود العمل، ولو تعرضنا للإصابة مجددًا، سنعاود العمل رغمًا عنك".

الهيئة الصحية الإسلاميةالدفاع المدني

إقرأ المزيد في: خاص العهد