معركة أولي البأس

خاص العهد

هدهد المقاومة يتحدّى "التفوق" "الإسرائيلي" 
10/07/2024

هدهد المقاومة يتحدّى "التفوق" "الإسرائيلي" 

 

نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية الحلقة الثانية من الهدهد؛ عُرضت فيه مشاهد استطلاع جوي لمواقع استخباراتية ومقار قيادية ومعسكرات في الجولان السوري المحتل، ما يعكس قدرة المقاومة على الرصد والاستطلاع لمناطق ذات أهمية استراتيجية بالنسبة إلى العدو الصهيوني.

كان الإعلام الحربي قد نشر الحلقة الأولى من الهدهد، في حزيران/ يونيو الماضي، عرض فيها مسحًا دقيقًا لمناطق في شمال فلسطين المحتلة، في مدينة حيفا، حيث تضمنت مشاهد لمجمع الصناعات العسكرية لشركة "رافائيل" ومنطقة ميناء حيفا العسكرية والمدنية ومحطة كهرباء حيفا ومطارها وخزانات النفط والمنشآت البتروكيميائية، بالإضافة إلى مبنى قيادة وحدة الغواصات وسفينتي "ساعر 4.5" و"ساعر 5" المخصصتين للدعم اللوجستي.

وأفاد إعلام العدو أن هذه المشاهد قد صُوّرت قبل حوالي شهرين، الأمر الذي يعكس تطور القدرات الاستطلاعية لحزب الله بسبب البعد الزمني بين رصد الأهداف ونشرها، فضلًا عن أن بعض القواعد التي ظهرت في المقاطع المصوّرة قد تعرضت لهجمات سابقة من المقاومة خلال الأشهر التسعة الماضية، ومنها العديد من القواعد العسكرية في الجولان السوري المحتل.

لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، فأكثر من 70% من المناطق في إصبع الجليل قد تضررت جراء صواريخ حزب الله وأكثر من نصف سكان كريات شمونة يرفضون العودة إلى منازلهم، بحسب وسائل إعلام العدو التي رأت أن هذه التحركات الإعلامية والاستطلاعية تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع لحزب الله، تهدف إلى تعزيز قدراته الردعية وتحسين موقفه التفاوضي في المنطقة.

الخبير بالشؤن العسكرية العميد عمر معربوني يؤكّد، في حديث لموقع العهد الإخباري، أن :" المضمون الأساسي لرسالة الهدهد هو الردع، فعندما نكون أمام استطلاع وثيق ودقيق لمنطقة حساسة في منطقة الجولان السوري المحتل يعني أن غالبية المواقع التي جرى استطلاعها ترتبط بالجبهة السورية وليس بالجبهة اللبنانية، باستثناء مركز التزلج الغربي المرتبط إلى حد ما بالأراضي اللبنانية".

ويقول معربوني:"إنّ بقية الأهداف ترتبط بشكل كامل بالجبهة السورية وما بعدها، وصولًا إلى الحدود العراقية، وربما أبعد. على أساس أنّ الاستطلاع شمل أهم ستة قواعد استطلاع وإنذار مبكر استراتيجية، إضافة إلى مواقع القيادة والسيطرة، وما إلى ذلك". ويضيف المتحدّث :"لقد كشفت  المقاومة، في مشاهد "الهدهد2"، المواقع الأساسية والحساسة كافة التابعة للجيش "الإسرائيلي" في الجولان السوري المحتل، إضافة طبعًا إلى كامل ثكنات ومواقع تموضع الفرقة 210 بما يوازي عمليات مسح بلغت تقريبا 1800 كم".

ويوضح أنّ :" المقاومة كشفت تنامي قدراتها، من خلال الهدهد وبعض معرفتها بتفاصيل التموضع الصهيوني، بالرغم من "التفوق الإسرائيلي" الكبير، إلا أنها وصلت إلى مرحلة تستطيع أن تعرف فيها عن جيش العدو كل ما تريد أن تعرفه، من خلال إفشالها لأنظمة الرصد "الإسرائيلية" التي تتتبّع المُسيّرات وتمنعها من تنفيذ مهامها، وتُشرّح كل هدف كبير إلى أهداف صغيرة بكل تفاصيلها".

ويلفت الخبير العسكري إلى أنّ الأسلوب الذي تعتمده المقاومة الإسلامية، في الحرب الإعلامية والنفسية، أسهم في زيادة منسوب التأثير على الوعي "الإسرائيلي"، عساكر ومستوطننين، كما أنه سيسهم في رفع مستوى الإرباك في منظومة تقدير الموقف السياسية والعسكرية في كيان العدو، ما سيُعقّد آلية اتخاذ القرار".

ويُشدد الخبير العسكري على أنّ :"مشاهد الهدهد أظهرت المستوى العالي لمنظومة القيادة والسيطرة في المقاومة"، وبرأيه ستخلق نوعًا من الشكوك الكبيرة حول طريقة استخدامها في عملية جمع المعلومات؛ لأنّ الكثير من المعلومات لا يمكن تأكيدها عبر الاستطلاع التقني فقط، ما يعني أن العدو سيكون أمام مشكلة كبيرة هي الاستعلام البشري".

في ختام حديثه لـ"العهد"؛ يشير العميد معربوني إلى أنّ :" ظهور الآية والطير صافات في نهاية المقطع المصوّر، كما في هدهد واحد، يعني أنّ الاستطلاع ما يزال مستمرًا ولم يتوقّف.. والكل ينتظر ويترقب إلى ما ستُظهره الحلقة الثالثة من الهدهد المرتبطة بمنطقتي صفد وطبريا، وهما منطقتا النسق الثاني لجبهتي لبنان وسوريا، ما يعني أن العدو بات منكشفًا، سواء في الحافة الأمامية أم حتى في النسق الثاني، بكل ما يحويه من قواعد أساسية مرتبطة بجبهتي لبنان وسوريا، بشكل أساسي".
 

المقاومة الإسلاميةطوفان الأقصى

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل