المضائف العاشورائية في الضاحية الجنوبية.. مبادرة تنظيمية لضمان سلامة الغذاء

عامًا تلو آخر، تتوسّع مشهدية المضائف العاشورائية في لبنان. الضاحية الجنوبية لبيروت واحدة من المناطق التي شهدت هذا العام تزايدًا لافتًا ومميّزًا في عدد المضائف. وعليه، ازدادت الحاجة إلى تنظيم هذا الانتشار لضمان سلامة ونظافة الطعام المقدّم وتجنب أي إزعاج أو عرقلة للسير، حيث أعلن اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية بالتعاون مع الهيئة الصحية الإسلامية عن مبادرة تنظيمية تهدف إلى تحقيق هذا الهدف النبيل. تتجلّى أهمية هذه المبادرة في كونها تأتي في وقت صحي حسّاس كثرت فيه الأوبئة والأمراض المُعدية، وأصبحت المضائف التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العاشورائية منتشرة بشكل لافت في الشوارع والأزقة رغم ما يعانيه لبنان من أزمة اقتصادية. 

مسؤول المفرزة الصحية في بلدية حارة حريك عباس الزين أكّد لموقع "العهد" الإخباري أنّ اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية بالتعاون مع الهيئة الصحية الإسلامية يعمل دائمًا على تحسين وتطوير الخدمات المقدّمة للمواطنين. في السنوات الأخيرة، لوحظت زيادة كبيرة في عدد المضائف العاشورائية، وأصبح من الضروري تنظيم هذا الانتشار لضمان سلامة ونظافة الطعام المقدّم، وكذلك لتجنب أي إزعاج أو عرقلة للسير. وقال الزين: "بناءً على توجيهات الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، قررنا إطلاق هذه المبادرة لتكون المضائف الحسينية على قدر المناسبة العظيمة ولتوفير بيئة آمنة وصحية للمواطنين".

أضاف الزين: "قمنا بإطلاق استمارة إلكترونية تهدف لإحصاء المضائف ومتابعتها. هذه الاستمارة تساعدنا على تحديد عدد المضائف المنتشرة في الضاحية الجنوبية ومواقعها. ثم قمنا بوضع ضوابط وإرشادات يجب على أصحاب المضائف الالتزام بها لضمان التنظيم الجيد والسلامة العامة"، مشيرًا إلى أنّ هناك عدة ضوابط منها:

- التقيُّد بالمساحة الموافق عليها من البلدية.
- عدم قطع الطريق أو توزيع الطعام على الطريق ما يسبّب عرقلة السير.
- الالتزام بالوقت المحدّد لعمل المضيف وعدم التجمع أمامه.
- عدم استخدام مكبرات الصوت بشكل يؤدي إلى إزعاج المحيط والجيران.
- تنظيم عملية التوزيع، وتخصيص صفوف للرجال وأخرى للنساء، وإنشاء ممرات لمنع تجمع الناس أمام المضائف.
- عدم توزيع الطعام والضيافة خلال إقامة المجالس الحسينية.
- الالتزام بضوابط وتوجيهات وقرارات المفرزة الصحية التي تعنى بتطبيق شروط سلامة الغذاء والصحة والمحافظة على النظافة العامة في المضائف وإزالة النفايات يوميًا وكلما دعت الحاجة.

ولفت الزين إلى أن الاستجابة كانت إيجابية بشكل عام، وأن العديد من أصحاب المضائف رحبوا بالمبادرة وأبدوا استعدادهم للالتزام بالضوابط والإرشادات، إذ إنهم يدركون أهمية التنظيم والسلامة لضمان أن تكون المضائف مكانًا آمنًا ومريحًا للجميع.

وبيّن المتحدّث أنّ هناك فِرقًا من المفرزة الصحية وبلدية حارة حريك لمتابعة تنفيذ الضوابط والإشراف على المضائف بشكل دوري، و"سنقوم بزيارات ميدانية للتأكد من الالتزام بالإرشادات ومعالجة أي مشكلات قد تطرأ. كما سنتلقى ملاحظات المواطنين ونقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ المبادرة بشكل ناجح".

ودعا مسؤول المفرزة الصحية في البلدية في ختام حديثه لموقعنا جميع أصحاب المضائف إلى الالتزام بالضوابط والتوجيهات الصادرة عن البلدية والمفرزة الصحية، والتعاون مع المعنيين لضمان نجاح هذه المبادرة. كما طلب من المواطنين التعاون من خلال التزامهم بالنظام والتوجيهات عند زيارة المضائف، والإبلاغ عن أي مخالفات أو مشكلات قد يواجهونها.

محرم الحرامعاشوراءعاشوراء_٢٠٢٤

إقرأ المزيد في: خاص العهد