معركة أولي البأس

خاص العهد

الشمال يتأهّب نصرةً لأبناء الجنوب والضاحية: البيوت والقلوب مفتوحة لكم
23/08/2024

الشمال يتأهّب نصرةً لأبناء الجنوب والضاحية: البيوت والقلوب مفتوحة لكم

أثبت أبناء المناطق الشمالية بدءًا من محافظة عكار، مرورًا بالمنية، والضنية، وصولاً لعاصمة الشمال مدينة طرابلس، إلى الكورة، وزغرتا، والبترون أنهم الحضن الدافئ لأبناء الجنوب والضاحية الذين طاولت منازلهم وقراهم الاعتداءات الصهيونية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ كان الموقف الوطني طاغيًا في الشمال الذي هبّ أبناؤه نصرةً للمقاومين الذين يخوضون أروع الملاحم البطولية في مواجهة جيش العدو على أرض غزة، وفي جنوب لبنان.

هذا الموقف الأصيل الذي يؤكده الشماليون اليوم قولًا وفعلًا، من خلال احتضانهم الأخوي، ويعبرون عنه من خلال استضافة العائلات المتضررة من العدوان الصهيوني، خصوصًا من أبناء المناطق الجنوبية المتاخمة للحدود الشمالية مع فلسطين المحتلة، والذي يعتبرونه واجبًا أخلاقيًا ووطنيًا على كل مواطن لبناني، لأن المعركة مع العدو الصهيوني ليست معركة أبناء الجنوب أو الضاحية، بل هي معركة كل حر وشريف يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عشرات السنين.

جولة لـ"العهد" في الشمال 

وفي هذا السياق، كان لموقع "العهد" الإخباري جولة على بعض العائلات التي تعرضت منازلها للقصف الصهيوني وتم استضافتها في المنية. وقد شكرت العائلات عبر "العهد" كل من بادر وفتح أمامها البيوت، مع تأمين كل الحاجات التي يتطلب تزويدهم بها.

من جانبهم، أكد أصحاب المنازل - الذين التقينا بهم والذين قدموا شققًا مجانية بعضها مفروشة في بلدة المنية للمتضررين من العدوان - أن ما يقومون به في هذه المرحلة هو تعبير عن موقفهم في الوقوف مع أبناء الجنوب والضاحية الذين يواجهون الإرهاب الصهيوني، وأشاروا إلى أن هذه المبادرات هي شكل من أشكال المقاومة والكفاح في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وللتأكيد على أن المعركة والمصير هو واحد، والانتصار الذي ستحققه المقاومة سيكون للجميع، ومن هذا المنطلق، يستدعي الواجب الوقوف مع المقاومة ونصرة كل من يؤيدها، لأنها الوحيدة التي تدافع عن عزتنا وكرامتنا جميعًا.

جمال سكاف

بدوره، رأى شقيق عميد الأسرى في السجون الصهيونية يحيى سكاف أن "كل ما يمكن أن نقدمه في سبيل خدمة هذه المسيرة سنفعله على أكمل وجه، وما نقوم به من نشاط في سبيل خدمة أهلنا الجنوبيين، يأتي عن قناعتنا التامة بأن هذا العمل مقاوم، لأن المقاومة هي بأشكال متعددة، وهنالك من يقاوم على الجبهات عسكريًا، ومن يقاوم سياسيًا، أو يقاوم فكريًا، ونحن نقاوم بطريقتنا عن طريق احتضان واستضافة كل من تضرر من العدوان الصهيوني".

وأضاف سكاف: "كما كنا نتحرك خلال عدوان تموز/آب 2006، ها نحن نستعيد المشهد بعد 18 عامًا، وبنشاط، وعزيمة أكبر، وسنكون قلبًا وقالبًا، في خدمة شعب المقاومة وجمهورها، وإننا جنود في خدمة مشروع المقاومة، ولن نكل أو نمل من الاستمرار بكل أشكال النضال، لأن هذه العائلات دفعت ضريبةً غالية في سبيل وقوفها مع الحق، في وجه محور الشر الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والعدو الصهيوني وأعوانهما".

وختم: "نقول لأهلنا في الجنوب والضاحية إن البيوت مفتوحة أمامكم وأنتم أصحابها وإن لم تسعكم البيوت فالقلوب لكم، وبإذن الله ستعودون إلى حضن الجنوب الأبي مرفوعي الرأس، كما تعودنا عليكم، في ظل انتصار المقاومة التي عقد رجالها العزم على تحقيق النصر مهما بلغت التضحيات". 

المصري 

من جانبه، أكد مسؤول المؤتمر الشعبي  اللبناني في طرابلس المحامي عبد الناصر المصري أن من الواجب أن تقوم كل القوى السياسية والوطنية والنقابية والأهلية، بما تستطيع لاستضافة الأهالي الذين قد يضطرون للنزوح نحو طرابلس والشمال، وهو ما فعلناه في تموز 2006، حيث قامت المدينة بواجبها على أكمل وجه، وكان الضيوف في المنازل والمدارس محل احتضان ورعاية، قائلًا: إن "شاء الله لن نقصر نحن وغيرنا، لأن ذلك أقل الواجب تجاه من يقدم أرواح أبنائه المقاومين وأرزاقه وأملاكه، نصرة لأهل غزة ودفاعًا عن لبنان في وجه الإجرام الصهيوني".

وأضاف: "نحن في المؤتمر الشعبي لدينا مراكز صحية في طرابلس والميناء ومتطوعون في مؤسساتنا الشبابية والكشفية، وكل هؤلاء على أهبة الاستعداد لتقديم كل جهد مطلوب لإكرام الضيوف في حال قدومهم، ونأمل من الله أن تتوقف حرب الإبادة الصهيونية على أهل غزة العزة، بما يؤدي إلى وقف الجبهة اللبنانية التي اشتعلت من أجل الوقوف إلى جانب إخواننا في الدين والعروبة، فهؤلاء الذين يمثلون كرامة الأمة وعزتها في زمن 
الصهينة والتطبيع".

وفي ما يخص بعض الأصوات الشاذة التي تسعى إلى تغيير صورة حقيقة طرابلس العروبة، رأى المصري أن المدينة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي نزلت إلى الشوارع، وملأت الساحات، ونظمت الفعاليات والأنشطة، دعمًا لغزة دون الالتفات للأصوات الشاذة التي تستمر في النفخ بأبواق الفتن والغرائز.

وشدد على أن الوقوف إلى جانب أهل الجنوب واحتضانهم واجب ديني، ووطني، وأخلاقي، على كل حر وشريف في المنطقة.

وتابع: "طرابلس وعائلاتها ما زالوا على عهدهم في نصرة المستضعفين والمظلومين، سواء كانوا لبنانيين أو فلسطينيين، لذلك ندعو جميع وسائل الإعلام لتظهير مواقف أبناء المدينة المقاومين والمناضلين الذين لن يتخلوا يومًا عن خيار المقاومة لتحرير الأرض، واستعادة المقدسات لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة".

السبسبي

كذلك، توجه منفذ عام عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي أحمد السبسبي إلى كل أبناء الشمال للتضامن الكامل مع الجنوبيين الذين يدفعون ضريبة وقوفهم في محور الحق، بمواجهة محور الشر الأميركي - الصهيوني، مردفًا: "وقد عودنا الجنوبيون على نصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كل مراحل الصراع المفتوح مع الاحتلال".

وأكد أن كل القوميين الإجتماعيين على امتداد الوطن سيكون لهم دورهم الفاعل في هذه القضية الوطنية بامتياز، وهم حاضرون للوقوف مع أبناء الجنوب، ضمن إمكانياتهم المتاحة على المستويات كافة.

الجنوبطرابلس والشمال

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة