خاص العهد
عملية معبر الكرامة: ثغرة أمنية عميقة في حصن العدو
نفذ العسكري الأردني المتقاعد ماهر الجازي (39 عامًا) عملية فدائية في الثامن من أيلول/سبتمبر 2024، على معبر الكرامة الفاصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يسيطر عليه العدوّ "الإسرائيلي"، حيث أطلق النار على أمن المعابر الصهيونية في أثناء مرور شاحنته، وقتل 3 منهم ثمّ استشهد.
وتُعَد هذه العمليّة من بين الحوادث القليلة التي تحدث في منطقة كانت تُعدُّ نسبيًا هادئة، في واحدة من أكثر المناطق تأمينًا، مما يبرز الأهمية الإستراتيجية لمكان العملية التي نجحت ولم يستطع العدو منعها، بالرغم من الترتيبات الأمنية المتطورة التي نفذتها "إسرائيل".
سفير فلسطين السابق لدى الأردن الدكتور ربحي حلوم أكَّد أنَّ العملية تعتبر خرقًا كبيرًا لأمن العدو، ليس فقط بسبب نجاحها في تجاوز الإجراءات الأمنية المشددة، ولكن أيضًا بسبب توقيتها ومكان تنفيذها، فضلاً عن أن التخطيط لها تم بشكل منفصل، وهو ما يجعلها صعبة التنبؤ والتصدي لها من قبل الأجهزة الأمنية سواء الأردنية أو الصهيونية.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري قال حلوم إن "التوقيت الذي وقع فيه الهجوم، في ظل الوضع المتأزم في قطاع غزّة والتصعيد المتزايد في الضفّة الغربية فضلاً عن الجبهة الشمالية مع لبنان، يشير إلى أن هناك تطوّرات غير متوقعة قد تطرأ على الساحة الأمنية.
وأضاف أنَّ "الجيش "الإسرائيلي" يواجه أزمة حقيقية، وقد تكون هذه العملية علامة على بداية سلسلة من العمليات التي يمكن أن تزعزع الاستقرار أكثر، خاصة أن التوصيات الأمنية الصهيونية الأخيرة دعت لوقف العمليات العسكرية في غزّة وإعادة هيكلة الجيش لمواجهة التهديدات المتزايدة من الجبهات الأخرى، مثل الجبهة الشمالية مع لبنان".
من حيث المكان، جاءت الضربة من منطقة لم تكن متوقعة بحسب الدبلوماسي الفلسطيني، ما يدل على ظهور تحولات إستراتيجية قد لا تكون الأجهزة الأمنية الصهيونية مستعدة لمواجهتها، في حين أنَّ هناك قطاعات من جيش الاحتلال تعمل في تلك المنطقة، مثل القيادة الوسطى التي تضم فرقًا قتالية متعددة، بما في ذلك الفرق 877 و340 و98.
وتوقَّع الدكتور حلوم أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من العمليات ضدّ الاحتلال، فالاستمرار في الهجمات على قطاع غزّة والمجازر التي ترتكب هناك قد تؤدي إلى تصعيد العمليات المسلحة في مناطق أخرى. التهديدات المحتملة تظل قائمة، وقد يتعين على كيان العدو أنَّ يستعد لمواجهة تحديات جديدة على أكثر من جبهة.
وشدَّد في ختام حديثه لموقعنا على أنَّ عملية جسر اللنبي وضعت "إسرائيل" أمام اختبار أمني كبير، مما يستدعي مراجعة شاملة للإستراتيجيات الأمنية والعسكرية، إذ إنَّ الهجوم لم يكن مجرد حادث عرضي، بل هو جزء من صورة أكبر تعكس تعقيدات الوضع في المنطقة وتستدعي ردود فعل دقيقة ومدروسة لمواجهة التهديدات المتزايدة.
الكيان الصهيونيالأردنالضفة الغربيةالشهداء